وضع الأصبعين في الأذنين

وضع الأصبعين في الأذنين

وضع الأصبعين في الأذنين

حال الأذان

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:

فإنه يستحب للمؤذن أن يضع أصبعيه في أذنيه حال الأذان1 عند جمهور الفقهاء، من الحنفية والشافعية والحنابلة، أما المالكية فيقولون بأنه جائز وليس من المستحبّات، وعلّلوا ذلك بعدم وجوده في مسجد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-2.

أما جمهور الفقهاء فقد استدلّوا على استحباب ذلك بما يلي:

أولاً من السنة:

1-     حديث أبي جحيفة-رضي الله عنه-قال:" رأيت بلالاً يؤذن ويدور، ويتبع فاه هاهنا وهاهنا وإصبعاه في أذنيه…"3.

2-  وقد ذكره البخاري تعليقاً فقال: ويذكر عن بلالٍ أنه جعل إصبعيه في أذنيه4. قال الحافظ في الفتح: " وأما وضع الإصبعين في الأذنين فقد رواه مؤمل أيضاً عن سفيان أخرجه أبو عوانة وله شواهد ذكرتها" أي الحافظ ابن حجر " في تغليق التعليق من أصحها ما رواه أبو داود وابن حبان من طريق أبي سلاَّم الدمشقي أن عبد الله الهوزني حدثه قال: قلت لبلال كيف كانت نفقة النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-فذكر الحديث وفيه:" قال بلال فجعلت إصبعي في أذني فأذنت"5.

3  حديث سعد القرظ-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أمر بلالاً أن يجعل إصبعيه في أذنيه، وقال:" إنه أرفع لصوتك"6.

ثم إن في وضع الإصبعين في الأذان فوائد منها:

1-  أنه أجمع للصوت؛لأن الصوت يبدأ من مخارج النّفَس، فإذا سدّ أُذنيه اجتمع النّفس في الفم فخرج الصوت عالياً، فيكون أبلغ في الإسماع7.

2- أنه ربما لم يسمع إنسان صوته لصمم أو بعد أو غيرهما، فيستدلّ بإصبعيه على أذانه8.

والله أعلم وأحكم، والحمد لله رب العالمين


1 – بدائع الصنائع(1/151).

2 – مواهب الجليل (1/439).

3 – أخرجه الترمذي(197). وقال حديث حسن صحيح.

4 – صحيح البخاري(608).

5 –  فتح الباري(2/115).

6 – أخرجه ابن ماجه في السنن (710). وضعفه الألباني (231).

7 – فتح القدير(1/245).

8 – المجموع(3/117).