محاضرة أسبوعية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أساليب الدعوة إلى الله قد تعددت وتنوعت، وذلك بما من الله تعالى على البشرية اليوم من وسائل عديدة للتواصل والتفاهم، ومن أساليب الدعوة القديمة والحديثة: المحاضرات، فإن لها أهمية عظيمة، وفائدة جليلة، ففيها يعلم الجاهل، وينبه الغافل، ويرشد الحيران، وفيها يعرف العباد بحق الله وحق رسوله عليهم، وبحقوق العباد على بعضهم البعض؛ كحقوق الآباء على الأبناء، وحقوق الأبناء على الآباء، وحقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها، وحقوق العالم على طلابه وعلى الأمة، وحقوق الجار على جاره، وما إلى ذلك من الحقوق والواجبات التي يقوم بها كل مسلم ومسلمة.
وفي المحاضرات الأسبوعية يُبين للناس طريق المؤمنين المستقيمين ليسلكوها، وسُبل المجرمين ليجتنبوها، وفيها يحذر الناس من الوقوع فيما يغضب الله ويسخطه، وفي مقدمة ذلك الشرك بالله، والإلحاد في أسمائه وصفاته، ثم الوقوع في المحدثات والبدع، وفي كبائر الذنوب العظيمة؛ كترك الفرائض والواجبات، وارتكاب المحرمات والمنهيات، وفيها يُبين للناس المفاهيم المغلوطة، ويُوضح لهم المصطلحات الجديدة.
فالمحاضرات محطة وقود يتزود منها المسلم والمسلمة الإيمان والعمل الصالح والأخلاق والآداب وغير ذلك.
وعليه فينبغي للقائمين على المساجد أن يقوموا برسالة المسجد حق القيام، وأن يقيموا الأنشطة الدعوية التي ظهر للناس نفعها وفائدتها. ويكون ذلك –مثلاً- بتحديد يوم في الأسبوع لإلقاء محاضرة نافعة، وأن يهتموا باختيار المواضيع الهامة التي تلبي مطالب الناس، فترغبهم في الخير، وتبغض إليهم الشر، وترهبهم منه، مع جودة الأسلوب والعرض، ومراعاة الزمان والمكان، وحال السامعين.
كما أن على القائمين على أنشطة المساجد، والمشرفين عليها أن يحرصوا على دعوة العلماء الذي اشتهر عنهم التفاني في الدعوة إلى الله تعالى متحرين في ذلك علماء أهل السنة والجماعة الذين لهم تأثير بين الناس، وكذلك طلبة العلم المستفيدين ممن عرفوا بالعقيدة الصحيحة، والعلم النافع القائم على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
وينبغي أن تستمر هذه المحاضرات ويرتب لها ترتيباً جيداً.
ولا بد من الإعلان لكل محاضرة ليتهيأ لها الناس المريدون حضورها.. ومن المستحسن في هذه المحاضرات أن يعنى القائمون على المساجد بما يرافق تلك المحاضرات من نشاط دعوي، كحث الهمم على تلخيص المحاضرة ورصد جوائز قيمة لأفضل تلخيص، أو توزيع شريط المحاضرات السابقة إما مجاناً أو بسعر مناسب على حسب ظروف المسجد، أو بسؤال أو أسئلة تقدم بعد الانتهاء من المحاضرة للنظر في مدى فهم المستمعين لما قيل، ومن ثم يشجع المجيب على السؤال بأن يعطى جائزة له تميزه عن غيره من المستمعين.. وهكذا في كل أسبوع.
وهذا النشاط قد جرب فاعليته في بلدان عدة، فلا يتأخر الأخ الداعية عن مثل هذا والله الموفق له ولكل المسلمين..
نسأل الله أن يجعلنا من الدعاة إليه، الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.