دورة حول أخطاء المصلين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن من الأنشطة التي ينبغي على القائمين على المساجد أن يقوموا بها: إقامة الدورات التي تبين للناس ما يقع فيه البعض من الخطأ والإخلال بالصلاة.
في هذه الدورة يُبين فيها أخطاء بعض المصلين ليحذروا من الوقوع فيها؛ وذلك لأن الصلاة عبادة، وكما هو معلوم أن العبادة متوقفة على ما ورد في الكتاب والسنة، فمن صلى وخالف في صلاته الكتاب والسنة فإن عمله مردود عليه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)1.
فينبغي على الجميع أن يحرص أن يؤدي الصلاة صحيحة كاملة كما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه قد أمر بذلك؛ فقال: (صلوا كما رأيتموني أصلي). وقد صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة كاملة وافية من غير خلل ولا نقصان.
وعلى القائمين على الأنشطة الدعوية في المساجد أن يقيموا دورات في صفة صلاة النبي –صلى الله عليه وسلم-، لتصحيح أخطاء بعض المصلين.
كما أنّ عليهم أن يستدعوا للمشاركة في إقامة هذه الدورة العلماء الأكفاء المستمدين المسائل من نصوص الكتاب والسنة.
وأن تكون هناك صور توضيحية لصفة الصلاة الصحيحة، كتابة وصورة.
إضافة إلى عرض أفلام فيها بيان كيفية الصلاة، وأن توزع على المشاركين، ولغير المشاركين في هذه الدورة..
وأن يكون هناك تصحيح فعلي للأخطاء في الصلاة، وذلك بأن يقوما اثنان: أحدهما مخطئ في صلاته، والآخر مصيب، فيكون المصيب مصححاً لما وقع فيه الأول من خطأ؛ حتى يعلم الحاضرون موضع الخطأ مشاهداً جلياً فيجتنبوه.
ومن أخطاء المصلين المشهورة ما يلي:
أولا: قراءة دعاء الاستفتاح قبل تكبيرة الإحرام كما هو عند عوام الزيدية والشيعة؛ فإن الحديث الوارد في ذلك هو أن دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام؛ فعن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: (أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد)2.
ثانيا: التلفظ بنية الصلاة؛ فذلك لم يؤثر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل التلفظ بها بدعة، والإسرار بها سنة.
ثالثا: ترك التأمين بعد قول الإمام: {وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإن السنة قد جاءت بببيان أن التأمين سنة؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)3.
رابعاً: المسابقة من بعض المصلين للإمام في الركوع والسجود، فإن ذلك قد ورد فيه الوعيد الشديد؛ فعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أما يخشى أحدكم أو ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار)4.
وكما هو معلوم فإن الإمام إنما جعل ليؤتم به؛ فعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة)5.
خامساً: عدم تمكين الأعضاء السبعة من السجود، والسجود على بعضها؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة -وأشار بيده إلى أنفه- واليدين والركبتين وأطراف القدمين..)6.
سادساً: الذكر بعد الفراغ من الصلاة بالصوت الجماعي؛ فإن ذلك لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا أحد من أصحابه. وغير ذلك من الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين.
والله الهادي والموفق.