مطوية رمضانية

مطوية رمضانية

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالقلوب في رمضان ألين وأرق منها في غير رمضان، والنفس أميل إلى التدين أكثر منها في غير رمضان، والأذهان أشد تقبلاً للفهم الشرعي من أي شهر آخر، وسبحان مقلب القلوب ومغير الأحوال.

وأما المسجد فالأنشطة تنشط فيه أكثر من المعتاد طوال العام، وتتنوع الأفكار، وتتجدد البرامج؛ أملاً في تحقيق رسالة المسجد وهدف الداعية، وتوصيل ذلك إلى كل قلب متيقظ، ومن المناسب جداً إعداد مطوية رمضانية يقرؤها عدد كبير من الصائمين، وتصل إلى معظم الناس.

مواضيع المطوية:

أما مواضيعها -كمطوية- فلا تخرج عن قائمة رمضان والصائم وشؤونه، وليس الأمر جديداً هنا حتى تصعب، فالأمر يسير جداً، ولكن التجديد مطلب رئيس في إعدادها، ووضعها بطريقة تتسم بالإبداع أمر مأخوذ بعين الاعتبار، بحيث تكون العناوين جذابة وملفتة للقارئين. ويراعى في وضع المطوية ما يلي:

  1. أهمية الموضوع، فكلما كان الموضوع هاماً بالنسبة للقارئين كلما كان رواجها أكبر، وأفضل المواضيع ما كانت تمس حاجتهم، وتسد فراغ تساؤلهم.
  2. سهولة الطرح وقرب الألفاظ، بحيث تكون تحت إدراك الجميع ولا تكون المطوية مفتقرة إلى قاموس يوزع معها.
  3. قوة الاستدلال وحسن استخدام النصوص الشرعية، كيلا يكون للقارئ شبهة في فهم نص، أو التباس في تفسير آية لما في ذلك من غموض الشاهد –مثلاً- أو بُعد الاستنباط.
  4. اختيار الألوان حسن التصميم والإعداد، فقد يكون أكبر جاذب في المطوية مظهرها الخارجي.
  5. الاهتمام في نشرها اهتماماً كبيراً وإعطائه أهمية كبرى، وتوزيعها توزيعاً منظماًبحيث يسهل تناولها في أيدي الجميع، ولا يكفي في مسجد الحي –مثلاً- أو شباب التحفيظ.
  6. المواضيع المتنوعة أكثر جاذبية للقارئ من التركيز على موضوع واحد غالباً فالذي يريد مسألة من أحكام الصيام قد يكتفي بمجرد النظر إلى عناوين مجموعة من المطويات دون أن يطلع على شيء منها؛ لما علم أنها لا تذكر مسألته، بينما المواضيع المتنوعة قد تجعله يفتح المطوية ويمر بين عناوينها المتفرقة فربما صادفته فقرة قصيرة احتوت على فائدةكبيرة يرغب في قراءتها ما لا يرغب في مطوية بأكملها، فتعم الفائدة.
  7. عدم تكرار العناوين سواء كانت في نفس المطوية أو في مطويات أخرى، فلو تكررت صارت ركيكة هزيلة لا يُقبل عليها.
  8. يفضل في شهر رمضان نزول ثلاث مطويات:
  • الأولى في أوله تتكلم عن الصيام وفضله وبعض أحكامه وما إلى ذلك.
  • الثانية في آخر العشر الثانية تتكلم عن جوانب في الاعتكاف، وتركز عليه، وليلة القدر.
  • الثالثة في آخر العشر الأخيرة تتكلم عن العيد، واستغلاله وأحكامه.

وعلى كلٍّ فمن الممكن الإتيان بطريق جديد، وابتكار أسلوب أحدث في طرح المعلومة أياً كانت، وليبقَ في الذهن أن شهر رمضان شهر قابل للقراءة والتثقيف والتغيير والتقبل عند معظم الناس، فهو موسم عظيم الفائدة.

نسأل الله أن ينفعنا ويعلمنا العلم النافع، ويرزقنا العمل الصالح.