سؤال يومي وجائزة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ما أحسن الفائدة، وما أجمل الجائزة، وما أروع الفوز، كل شخص يقول هذا ولا ينكره، ويتمنى كل أحدٍ أن يُسأل عن شيء يكون عالماً بجوابه يجيب عليه، ويكسب من وراءه جائزة أو ثناءً.
وفي رمضان يأتي المسجد من لا يأتي في سائر الأيام، ويكون الناس لطول مكثهم في المسجد ينتظرون الجديد من إمام المسجد، ويحبذون ما كان فيه الإمتاع والمؤانسة، وإدخال السرور في نفوسهم.
ومن هذا المنطلق، ولأجل إفادة الناس واستغلال وجودهم في المسجد، وترغيبهم فيه، وإيصال المعلومة المرجوَّة إلى الناس، ولأجل إقامة نشاط يتفاعل معه الجميع، فإنه من الممكن أن تقام أنواع من المسابقات في المسجد العامر بأهل الحي، ومن تلك المسابقات التي تثري المعلومة، وتثير العقول، سواء بالتفكير المجرد، أو بالبحث في الكتب والموسوعات، وسؤال الأكثر علماً، أو غير ذلك، المهم إيصال المعلومة إلى الجميع وإفشاؤها بينهم.
يتم -في أنسب وقت يكون الناس فيه مجتمعون كبعد التراويح مثلاً، أو بعد العصر، أو أي وقت آخر كل مسجد وما يناسبه- سؤال يومي مع جائزة متواضعة، والغرض من ذلك تحقيق الأهداف التالية:
* إثراء المصلين في المسجد بالمعلومات والفوائد والأحكام الواردة في المسابقة.
* إتحاف المصلين بالمتعة والقصة والسؤال.
* تحبيب الناس إلى المسجد والقائمين عليه.
* ترغيبهم في أنشطة المسجد وإعطائهم صورة طيبة عنها.
* إيصال الجائزة والفرحة معاً إلى الفائزين.
إلى غير ذلك من الأهداف التي يمكن للحريص من أئمة المساجد أن يفعلها في مسجده.
مع العلم أن هذه الفكرة ليست محصورة الأسلوب، ولا توقيفية الطرح، فكل مسجد قد يضع بصمة على أنشطته تختلف في الشكل والمضمون والطريقة عن المسجد الآخر، وقد يكون التغيير اضطراراً بما يناسب أهل كل حي.
طرق مقترحة لأداء السؤال:
كما سلف في الأسطر السابقة أن من الممكن تغيير الأسلوب وطريقة عرض السؤال بحسب نوعية الأهداف، وعلى كلٍّ فإن من المستحسن أن يحمل السؤال رسالة إلى المجتمع؛ يغطي حاجة ماسة في الناس، وينمي خلقاً معيناً، أو يغير سلوكاً، وفي كل حال يجلب فائدة، من ذلك:
* طريقة عرض آية أو حديث مع تبيين المعنى العام، ويكون السؤال عن كلمة مستصعبة، أو لفظة غريبة، مثلاً: عرض سورة الفلق وشرحها مجملاً، والسؤال هو: ما معنى كلمة "وقب"، والإجابة مباشرة.
* طريقة عرض قصة تناقش خلقاً معيناً كالبخل أو الكذب أو غير ذلك، والسؤال يكون طلب ثلاثة أدلة تؤيد القصة، ولا مانع من أن تكون الإجابة مؤجلة إلى اليوم الثاني.
* طريقة عرض غزوة أو معركة أو فتح مدينة من دون ذكر اسمها، أو من دون ذكر اسم شخصية فيها، ولكن يكون العرض شائقاً ماتعاً جالباً للتطلع، والتفاعل المصحوب بالدهشة، والسؤال هو: ما اسم هذه المعركة، أو ما اسم الشخصية التي ذكرت في القصة أنها فعلت كذا.
* طريقة عرض قصة صحابي أو أي علم من أعلام الإسلام، والتركيز على بعض جوانب ومميزات في حياته يمكن الاعتبار من خلالها، مع إبهام اسمه ليكون ذلك هو السؤال.
* طريقة السؤال المباشر، كأن يكون السؤال هادفاً، ولو حتى من النصوص الشرعية، كأن يكون السؤال: من أسرق الناس؟ أو من أبخل الناس؟ أو غير هذين السؤالين، ويتم بعد الإجابة التعليق عليها بما يفيد السامعين.
* طريقة طلب العرض، كأن يقام أحد الحاضرين ويطلب منه أن يتكلم عن بداية الوحي بشكل تفصيلي، أو مثلاً عن الثلاثة الذين خُلِّفوا، أو شيئاً آخر.
هذا كمقترح وإشارة، وإلا فالطرق كثيرة، ولكل واحد القيام بالتجديد والإبداع، المهم تحقيق أهداف سامية وقوية، لا سيما وهذه الطريقة لا تكلف عبئاً كبيراً –اللهم الجائزة-، وكذلك لا تحتاج إلى انتظار طويل حتى صدور النتيجة وإعلان الفائزين، فقد تكون المسابقة شيقة، ومن أفضل أنواع المسابقات.
والله الهادي والموفق.