مسابقة أسرية

مسابقـة أسريـة

 

مسابقـة أسريـة

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن للمسابقات بين الكبار والصغار في أمور مختلفة مهم جداً، ينشط النفس، وينمي روح التنافس، ويثير الخلايا النائمة في الإنسان.

 

ولقد جاءت الأدلة الشرعية بمشروعية المسابقات الهادفة، وأنها كانت موجودة في الماضي، وليست وليدة العصر هذا، فإننا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على التسابق إلى الإعداد للجهاد في سبيل الله تعالى، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر)1.

قال ابن الملك: "المراد ذو نصل كالسهم، وذو خف كالإبل والفيل، وذو حافر كالخيل والحمير، أي لا يحل أخذ المال بالمسابقة إلا في أحدها"2.

 

وقد أدخل العلماء في هذا المسابقات التي تقام في حفظ القرآن، والسنة، وما يتعلق بهما، وذلك لأن تلك المسابقات أصبحت وسيلة من وسائل نشر الدين؛ فإن الدين ينشر بالحجة والبيان، وهذا نوع من نشر بالبيان، كما أن الدين ينشر بالجهاد في سبيل الله، وهو ما يعبر عنه بالسيف والسنان، ويجمع كلا الجهادين أن كلا منهما يهدف إلى نشر الدين بين الناس.

 

بل أجاز العلماء أن يُجعل عوض لمسابقات حفظ القرآن والسنة، وجميع المسابقات التي فيها نشر لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتهدف إلى القضاء على الجهل، وما إلى ذلك من الأهداف السامية التي لا تتعارض مع الإسلام.

وبما أننا في شهر رمضان، وقد أقبلت جميع الشركات والمؤسسات لتركض  وتعد المسابقات التي يشوبها القمار والأمور المحرمة الأخرى، كأكل أموال الناس بالباطل، وقد تكون أسئلة بعض تلك المسابقات تافهة، وذات أهداف سيئة، ومع ذلك يعطون عليها الجوائز الثمينة.

 

فكان من الجدير بالقائمين على المساجد أن يزاحموا تلك المؤسسات، ويكونوا سباقين إلى ذلك، فيعدوا مسابقات هادفة، ينشروها بين الناس، وتقوم اللجان المسجدية بإعداد تلك المسابقات، وأن توزع على من يحب أن يشارك في تلك المسابقة.

 

ومن هذه المسابقات المسابقة الأسرية التي توزع على البيوت.

ولتكن تلك الأسئلة شاملة، وتحل ما يوجد في المجتمع من سلبيات، فكل مجتمع له سلبياته؛ فإذا كان المجتمع يغلب عليه التصوف فتكون الأسئلة تعالج هذه القضية، وإذا كان المجتمع فيه تشيع، فتعالج هذه القضية.

وأن تكون تلك الأسئلة متوسطة من حيث السهولة والصعوبة، وإجابتها موجزة غير مطولة.

ثم لتوزع على الأسر ، مبيناً فيها شروط المشاركة، وآخر وقت لتسليم الإجابة، ووقت تسليم الجوائز، وما أشبه ذلك من الأمور التي تتعلق بالمسابقة.

نسأل الله أن يوفق الدعاة إلى الله لك خير. وأن يصرف عنهم شر الأشرار وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.

 

 

 


 


1 رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن". وقال الألباني: "صحيح"؛ كما في تعليقه على مشكاة المصابيح، رقم(3874).

2  تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي(5/287). المباركفوري. الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت.