الحفاظ على بنات الحي

الحفاظ على بنات الحي

 

الحفاظ على بنات الحي

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله الكريم وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد:

فإن من الأمور التي ينبغي على المسلمين القيام بها: التناصح فيما بينهم، وإقامة شرع الله تعالى فيهم، لا فرق في ذلك بين ذكر ولا أنثى، فالكل في صعيد واحد، والجميع في ميزان الله تعالى عبيده، لا فرق في ذلك، إلا في أحكام يختلف فيها أحد الجنسين عن الآخر؛ لأمور ترجع إلى خصائص خلق كل منهما.

والمرأة تختلف عن الرجل في بنيتها الجسدية، فهي مفطورة على الرحمة والشفقة واللين، والرجل بعكس ذلك فهو مفطور على القوة والشدة؛ لذلك كانت المرأة لينة الظاهر والباطن، فيجب على الرجل أن يقوم بحاجاتها، ويسعى في صونها وحفظها والقيام بحمايتها، وهذا من تكريم الله – تعالى – لها.

ولما كنا في زمن تظافرت فيه وسائل الشر التي تعصف بالشباب عصفاً عنيفاً وتوجههم وجهات خاطئة منحرفة بما تمليه عليهم من أخلاق سيئة وممارسات خارجة عن نطاق الأدب، كان لزاماً على عقلاء المسلمين في كل مكان الذين بقي لهم دين وخلق أن يقوموا بالواجب تجاه حماية أبناء وبنات الأحياء من الشرور والمصائب العظام التي تتعرض لها البنات خاصة للأسباب التي ذكرت.

وهنا يمكن الإشارة إلى بعض الأمور التي من خلالها يمكن الحفاظ على بنات الحي داخل الحي وخارجه:

1-        الرعاية الأسرية والتنشئة الصالحة.

2-        نشر الوعي الديني في أوساط مجتمعاتهن، وتربيتهن على الشريعة الإسلامية.

3-        غرس الحياء ومكارم الأخلاق في قلوبهن.

4-        إلحاقهن بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم.

5-        توعية الشباب شرعياً.

6-        محاربة المفسدين وإرشادهم.

7-        على النساء تقليل الخروج من البيت إلا لحاجة من علم أو عمل ضروري مع البعد عن الاختلاط بالرجال.

8-        إبعاد الإعلام المتلوث من أمامهن، وإيجاد البديل بأشرطة الفيديو النافعة والكاسيت، وغيرها.

9-      ملء فراغهن بأمور نافعة، كسماع شريط أو مشاهدة عرض فيديو نافع، أو تعليم حرفة يدوية، أو كسب مهارة تناسبهن، أو تعليم وتعلم، أو غير ذلك.

10-    إقامة المسابقات المتنوعة بينهن كمسابقة تلخيص كتاب، أو حل أسئلة، أو… غير ذلك.

11-   تحبيب المساجد إليهن حتى يكنَّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة.

12-   أن تقام لهن دورات في العلوم الشرعية.

13-   الحث على إقامة بعض الأنشطة، والغرض من ذلك إشغال الفراغ.

ولا ننسى أن المرأة بحاجة إلى من يرعاها ومن يسمعها الكلمة الطيبة والثناء الجميل، وهذا لا شك أدعى لقبول النصيحة، والبحث عن الحق.

وهناك أمر مهم في هذا الشأن هو أن يقوم الرجل سواء كان أبا أو أخا بالجلوس والرفقة من حين إلى حين مع قريبته؛ لعدة مصالح: كتوجيهها، وإدخال السرور إلى قلبها، وترغيبها في الحق وتزهيدها عن الأهواء الجارفة لأركان الحياء كتتبع الموضة والعفن!.

فيا من حُمِّلتم مسؤولية الأبناء والبنات! أين أنتم عن القيام بهذه المسؤولية؟ أم أننا نرى جيلاً يحاول التفلت من فضائل القيم، ومكارم الصفات، ونبل الأخلاق، إلى ما يخالف ذلك، وكثير منكم متفرجون صامتون! إن لم يُصلِح المرء المسلم في بيته فكيف سيصلح مجتمع وتصلح أمة! ومع هذا كله يجد المرء نفسه مسؤولاً أمام الله – تعالى – يوم القيامة عن أهله وأبنائه كما قال – تعالى – : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم.

نسأل الله العافية والسلامة.

والحمد لله رب العالمين.