متابعة المتهاونين بالصلاة

متابعة المتهاونين بالصلاة

 

متابعة المتهاونين بالصلاة

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير وخير داع إلى الله الحكيم الخبير، نبينا محمد أفضل من صلى وصام، وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الإسلام عظّم شأن الصلاة، ورفع ذكرها، وأعلى مكانتها، فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وصومِ رمضان، وحجِ البيت"1.

والصلاة أُم العبادات: وأفضلُ الطاعات، ولذلك جاءت نصوص الكتاب والسنة بإقامتها والمحافظة عليها والمداومة على تأديتها في أوقاتها.

قال تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} البقرة: 238، وقال تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ } البقرة: 43، وقال سبحانه وتعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ ( ) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} المعارج: 23،22.

وكان آخر وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى:  " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم" 2.

والصلاة من أفضل الأعمال: فقد سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الأعمال فقال:   "الصلاة لوقتها" 3.

ولكن ولا حول ولا قوة إلا بالله مع ما للصلاة من المكانة العظيمة، والشأن الرفيع، والخطر الذي يلحق تاركها، أو المتهاون بأدائها نجد كثيراً من الناس فرطوا فيها، ولم يحافظوا عليها.

ومن المعلوم أنه لا ينبغي للمسلم أن يتهاون بأمر عظَّم الله شأنه في كتابه العظيم، وعظَّم شأنه رسوله الكريم، عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم.

ولقد أكثر الله -سبحانه- من ذكر الصلاة في كتابه الكريم، وعظم شأنها، وأمر بالمحافظة عليها وأدائها في الجماعة، وأخبر أن التهاون بها والتكاسل عنها من صفات المنافقين، فقال تعالى في كتابه المبين: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } البقرة: 128.

ومن المؤسف أن يموت الإنسان وهو لا يصلي، خاصة وأنه يعيش بين المسلمين ومن أب وأم يشهدون بشهادة التوحيد.

نعم من المؤسف أن يعيش هؤلاء الشباب ويبلغون من العمر أكثر من عشرين سنة وهم لا يصلون، أو رجلٌ يبلغ الأربعين وهو لا يصلي ….. وهكذا.

إذن فما هو واجب المسلمين تجاه هؤلاء المقصرين، وخاصة الذين يعلمون تقصيرهم؟

إن واجب هؤلاء عظيم جداً واجبهم نصح هؤلاء وتبصيرهم بأنهم على غير الطريق المستقيم، وأنهم على خطر عظيم وواقعون في ذنب كبير، عليهم أن يتوبوا إلى الله، ويحافظوا على فرائضه، ولا يتهاونوا فيها.

ولمتابعة هؤلاء المقصرين أو التراكين لفريضة الصلاة هناك بعض الأمور التي تساعدنا علي متابعتهم والتواصل معهم ونصحهم:

أولاً: حصر هؤلاء المقصرين في صلاتهم سواء على مستوى الحي أو القرية أو المدينة ويمكن الاستعانة بإمام المسجد في ذلك، ومن عنده علم بهم.

ثانياً : عمل جدول لهؤلاء على النحو التالي:

أسماء المقصرين في الصلاة في حي ……..

م

الاسم

إمام المسجد

رقم إمام المسجد

1

 

 

 

2

 

 

 

هذا النموذج خاص بكل حي من الأحياء

 

ثالثاً: تكوين لجنة خاصة بهذا المشروع وتكون على النحو التالي:

1- المشرف العام: ويراعى أن تتوفر فيه الصفات التالية:

 العلم – الهم الدعوي – دماثة الخلق – القبول بين الناس – قوة البيان.

2- منسق الزيارات: ودوره بعد حصر المقصرين يقوم هو بعمل جدول مناسب من زيارة هؤلاء في منازلهم في وقت مناسب. وينبغي مراعاة هذه الفئة، فبعضهم يحتاج لزيارة فردية، وآخر لزيارة جماعية.

رابعاً: إعطاء هدية عند الزيارة الأولى لكل فرد من هؤلاء.

خامساً: يحدد يوماً في الأسبوع للاجتماع مع هؤلاء في جلسة أخوية يتخللها درس وعظي مؤثر، أو استضافة أحد الدعاة، ليلقي درساً عن الصلاة وأهميتها، وأثم من تركها أو قصر فيها، ويفضل بعدها أن يتناولوا العشاء سوياً.

سادساً: عمل الرحلات البرية المجدولة المنظمة، ويكون الهدف منها ربط هؤلاء بالصالحين.

فهذه الأمور مقدور عليها، ولها أثر كبير على هؤلاء المتهاونين أو المقصرين في هذه الفريضة.

وقيامنا بالنصيحة وتبليغها بالحكمة، والموعظة الحسنة والأسلوب الجيد، نكون قد أدينا ما علينا، وبعد ذلك نقوم بإبلاغ الجهات الرسمية لاتخاذ العقوبة المناسبة في حقهم، فإذا قمنا بهذه الأمور نكون قد نصحنا لله ولرسوله ولعامة المسلمين.

نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يوفقهم لرضا ربهم، اللهم ثبتنا على دينك حتى نلقاك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

 


 


1 – متفق عليه.

2 – رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (6416).

3 – متفق عليه.