مهاراتك عبر الإنترنت
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين, وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
فقد كانت الدعوة في أول أمرها تقتصر على اللسان، ولما انتشرت الكتابة، صار العلماء والدعاة يكتبون الكتب وينسخونها ويدعون إلى الله بهذه الوسيلة إلى أن جاءت المطابع فجعلت الكتابة والمجلة والصحيفة من أكثر أدوات الدعوة انتشاراً وتأثيراً.
ولما ظهرت وانتشرت الإذاعات وأجهزتها استخدم الدعاة هذه الوسيلة أيضاً في تسجيل الدروس والخطب والمجالس العلمية ونشرها في الدعوة إلى الله, وجاء التلفزيون والفيديو والمحطات الفضائية فكان للمسلمين في استخدامها في سبيل الله نصيب، وعندما انتشر الكمبيوتر بدأت البرامج الإسلامية تظهر في الأسواق بكثرة تحمل كتاب الله وتفسيره وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وشروحها والفقه والسيرة والتاريخ الإسلامي وغير ذلك.
وما أن جاء عصر الإنترنت -هذه الوسيلة التي أبهرت العالم وجمعت القاصي والداني- حتى أصبح الإنترنت وسيلة الاتصال الأولى ومركزاً لتبادل المعلومات وتوصيلها بأقصى سرعة ممكنة وهي وسيلة متفوقة ومتقدمة جداً.
ولعل الإنترنت بحسن استخدامه يكون الوسيلة الأفضل في الدعوة إلى الله؛ لأنها وسيلة حية ومتفاعلة وليست جامدة، وانتشاره في العالم متزايد، فهناك أكثر من مائتي مليون مستخدم للإنترنت اليوم ومعظمهم من غير المسلمين مما يستوجب علينا المسارعة في استخدام هذه الوسيلة لدعوة الناس إلى الإسلام1.
وهناك طرائق عديدة للدعوة إلى الله تعالى عبر الإنترنت هي في تطور مستمر مع تطور شبكة الإنترنت نفسها؛ فالمجموعات الإخبارية -مثلاً- إنما نشأت بعد الإنترنت وصارت اليوم من الوسائل الفاعلة في هداية الناس وتقديم الإسلام لهم وهكذا.
ومن الوسائل التي ينبغي للداعية أن يتميز فيها في هذا المجال, إنشاء موقع إسلامي للدعوة إلى الله تعالى؛ إذ تكمن أهمية هذه الوسيلة في كون الموقع الإسلامي عبارة عن مكتبة كبيرة وغنية جداً بالمعلومات عن الإسلام معروضة بالمجان للملايين من البشر وبلغات مختلفة يطلع عليها الناس في أي زمان أو مكان, ويكفيك أن أحد هذه المواقع يتضمن في محتواه 124 ألف حديث نبوي وآخر يتضمن ترجمة لكتاب الله تعالى بسبع لغات عالمية وموقع آخر يتضمن في محتوياته 4000 آلاف فتوى لهيئة كبار العلماء في السعودية, وموقع آخر يتضمن ما يزيد على 900 شريط إسلامي بمختلف اللغات, ولكثير من العلماء و الدعاة كالشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- والشيخ ابن عثيمين والإمام الألباني -رحمه الله- وغيرهم وهذا فيض من غيض!
وكل ما يحتاجه الراغب بإنشاء صفحة دعوية هو أن يتعلم استخدام برنامج إنشاء الصفحات مثل الفرونت بيج أو حتى الوورد 2000 ويحتاج أيضاً أن يعرف كيف يقوم بتحميل موقعه من كمبيوتره إلى الإنترنت وهذه عملية سهلة جداً ولا تحتاج لدورات مطولة2!
تجربة دليل المهتدين:
إن الدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت مفيدة جداً وتؤتي أكلها بإذن الله تعالى؛ وخاصة بعد أن علمنا وتأكدنا أن الإنترنت أصبح الوسيلة الأهم في الاتصال بالناس في جميع أنحاء العالم دون كلفة أو جهد, وهذا مما يعظم المسئولية على المسلمين في وجوب تبليغ دينهم إلى العالم كله.
ومما علمناه أيضاً أن خدمات الانترنت متنوعة، وأساليب وطرق الاستفادة منه كثيرة ومنها:
أولاً: وسيلة البريد الإلكتروني (mail-E)
لقد قام بعض المخلصين باستخدام هذه الوسيلة (mail-E) وأطلقوا عليها “دليل المهتدين”.
وتجربة دليل المهتدين تعتبر تجربة دعوية ناجحة من حيث المبدأ، وخصوصاً إذا ما توفرت فيها العناصر الكافية.
إن فكرة دليل المهتدين الدعوية تقوم على الدعوة إلى الله عن طريق البريد الإلكتروني؛ حيث يقوم بإرسال رسائل منتظمة إلى المشتركين في القائمة البريدية, ويستخدم دليل المهتدين موقع www.egroops.com الذي يقدم خدمة قوائم البريد المجانية، ويمكن لأي شخص الذهاب لذلك الموقع وإنشاء قائمة بريدية خاصة مجاناً ويمكن من خلال هذه القائمة البريدية إضافة العناوين البريدية لعدد غير محدود من الناس ومن خلال عنوان معين يكون خاص بالقائمة تقوم بإرسال رسالة واحدة لتصل إلى جميع المشتركين في القائمة، ويتميز النظام بإمكانية إضافة العناوين من قبلك وأيضاً بدعوة زوار موقعك بالاشتراك في القائمة.
ولكن لا بد من أن توفر بعض العناصر المهمة لكي تكون الدعوة عن طريق قوائم البريد الإلكتروني ناجحة نذكر منها ما يلي:
أن تكون القائمة البريدية على اشتراك الزوار من تلقاء أنفسهم أو عن طريق دعوتهم للاشتراك في القائمة البريدية.
لا بد من تنويع الرسائل ما بين قصة وموعظة وخبر ونصيحة وحكمة ورابطة لمواقع مفيدة وغير ذلك إذ إن الاكتفاء بنوع واحد من المواضيع سيعرض المشتركين في القائمة للملل من الرسائل وربما يقررون إلغاء اشتراكهم من القائمة.
أن تكون الرسائل المرسلة للمشتركين في فترات معقولة وألا تكون الرسائل مزعجة وكثيفة العدد، فمن الأفضل أن تكون رسالة أو رسالتين أسبوعياً؛، لأن الإكثار من الرسائل يعد أمراً مزعجاً للمشتركين وقد يؤدي ذلك إلى فقدانهم، كما أن الاعتدال في إرسال الرسائل يساعد صاحب القائمة على اختيار المواضيع الجيدة والمناسبة.
أن تكون المعلومات المرسلة في الرسائل موثقة وذكر المصادر إن أمكن ذلك، وذلك لكسب ثقة المشتركين وعدم فقدانهم.
حول المنتديات:
فيما يلي بعض النصائح حول المشاركة الدعوية في المنتديات العربية:
1- حاول أن تكون مشاركتك مختصرة ومركزة في المنتديات الحرة والمتنوعة وألا تكون صفحات منقولة من كتاب سيرة أو تاريخ وذلك لتضمن عدداً من القراء, أما مقالاتك المطولة فيمكنك نشرها في المنتديات الأدبية أو الدينية، فذلك مستساغ فيها لتميزها برواد مثقفين ومحبين للقراءة.
2- اجعل في مشاركتك مجالاً للنقاش بحيث تستثير في نفس القارئ الرغبة في الرد على هذه المشاركة فهذه الوسيلة لاشك في أنها أفضل من التلقين المباشر.
3- لا تهمل الذين يردون على مشاركتك وأشعرهم بأنك قرأت ردهم وأشكرهم عليه أو ناقشهم فيه ولا تتأخر في ذلك3.
نسأل الله أن يوفق الجميع إلى مرضاته, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, والحمد لله رب العالمين.