كن قائداً ساحراً

كن قائداً ساحراً

كن قائداً ساحراً

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين, وعلى آله وأصحابه أجمعين, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:

ما هي الصفات الفريدة التي يتمتع بها القائد وتميزه عن غيره, سواء كان ذلك القائد سياسياً أو عسكرياً أو دينياً أو في ميدان العمل.

وكيف يمكن لمدير تنفيذي على سبيل المثال أن يضع بصماته الدائمة على طرق الأداء وجميع الأعمال التي تنجز في مؤسسته؟ وكيف يتجه بجميع العاملين نحو هدف واحد؟  وهل هناك سرٌّ في أسلوب حديثه للآخرين؟ هل هو داهية حاذق في تصرفاته أم أنه شخصية مثيرة بشكل مستمر؟

ربما تكون هذه الصفات مجتمعة هي التي تخلق هذا القائد، وهذه الصفات تمكنه من التأثير الفاعل على الآخرين وذلك بالاندماج الكامل معهم سواء كان ذلك بوجوده الفعلي أو الوجداني أو العقلاني بينهم؟

من الضروري جداً في عالم العمل أن يكون القائد موجوداً دائماً بين تابعيه على إحدى الصفات التي ذكرتها؛ حتى يتمكن من دفعهم نحو تحقيق الهدف الذي يريد ويتطلع لإتمامه.

إن الفهم الحقيقي للصفات المطلوبة لهذا القائد السحري تجعل منه وبلا شك شخصاً تنفيذياً رائعاً قادراً على قيادة تابعيه.

وهنا لابد أن نقول إن هذه الصفات لا تولد مع المرء, بل إنه يصنعها بنفسه ثم يتحلى بها بشكل دائم ومستمر، وسوف نعرض مواصفات هذا القائد الساحر وأنت ستعرف إذا كنت قائداً ساحراً أم لا, وإذا كانت الإجابة بالنفي فعليك تطوير نفسك واكتساب هذه الصفات أو المهارات أو تطويرها بالفعل داخل نفسك لكي تصبح قائداً ساحراً ومتميزاً, وهذه الصفات هي:

أولاً: طريقة التصرف، وهذه تتضمن الإشارات التي يرسلها القائد للآخرين دون أن يتحدث إليهم, فإذا ما نظر مباشرة إلى عيونهم أو إلى أي مكان آخر أو إذا وقف أو بقي جالسا أو إذا هو ابتسم أو لم يبتسم أو صافح تابعيه بحرارة أم لا، كل هذه الأمور تساعد في تشكل نظرة تابعيه له وتؤثر على قيادتهم.

ثانياً: المقدرة على إقناع الآخرين، لا بد هنا أن نقول أن جميع الأفكار تكون بلا فائدة إذا لم يتم إقناع الناس بها وتم وضعها على محك العمل, ومثل هؤلاء القادة يستطيعون تبسيط الأفكار المعقدة وإيصالها لتابعيهم بسهولة ويسر حتى تصبح مفهومة إلى أبسط أفراد المؤسسة.

ثالثاً: المقدرة على التحدث بشكل فعال، ربما يكون لدى القائد أفكار متعددة وكثيرة، لكنه يستطيع ترتيب هذه الأفكار وتقديمها لمن يستمعون إليه بشكل سهل متميز.

رابعاً: المقدرة على الاستماع، بالرغم من أهمية التحدث الفاعل إلا أن الاستماع الجيد يبعث رسالة واضحة إلى المتحدث باحترام السامع له.

خامساً: طريقة استعمال المكان والوقت، على الرغم من إهمال هذا العنصر المهم في معظم الأوقات, إلا أن استعمال المكان وكذلك الوقت المناسب لتوجيه الناس له أهمية كبيرة في إيصال الأفكار وتقوية العلاقات بين القائد والتابعين.

سادساً: المقدرة على استيعاب الآخرين وفهمهم وما يتعلق بشخصياتهم وطموحاتهم تمكن القائد من حسن التعامل معهم وسهولة توجيههم نحو أهدافه التي يرغب الوصول إليها.

إن المديرين الذي يستطيعون تنمية مقدرتهم حسب النقاط المذكورة أعلاه يستطيعون وبدون شك أن يكونوا ناجحين في معظم نواحي حياتهم، والسبب في ذلك أنهم يكونوا دوماً على اتصال أفضل بتابعيهم1.

أخي الكريم:

هلا فكرت في التعامل بشكل أفضل في إدارتك أياً كان عملك, سواء كان دعوياً أم سياسياً أم عسكرياً؟

إن كنت ترغب أن تكون قائداً ساحراً ناجحاً, فابحث عن الكيفية الأفضل في تعاملك وإدارتك واستفد من هذه النقاط التي ذكرناها وغيرها, ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد, وصلى الله على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.

 


 


1 نقلاً عن موقع نسيج.