فكرة لجذب من لا يحضر الصلاة

 

 

 

 

فكرة لجذب من لا يحضر الصلاة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, أما بعد:

فإن كثيراً من البيوت والمحلات التجارية تلتصق بالمساجد وتجاورها من كل جهة وناحية،ومع هذه النعمة العظيمة فلا يخرج منها إلى بيوت الله ​​​​​​​  إلاّ قلة قليلة، وبعضها لا يحضر منها أحد ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

والعجيب أن كثيراً ممن يحضرون إلى الصلاة لا ينكرون على المتخلفين عنها، فكم نرى من كثرة الناس في الأسواق والحدائق والمطاعم والملاهي وأمام الشاشات وعلى الأرصفة وفي الشوارع، ولا نراهم في أشرف البقاع وأجلها، لا نراهم في بيوت الله ​​​​​​​  فسبحان الله العظيم1.

إنه لمن الواجب علينا تجاه من لا يحضر الصلاة مع المسلمين في المسجد أن نعينهم على أنفسهم بطرق دعوية غير مباشرة، ومن ذلك –مثلاً- إكرامه بوجبة طعام تخصه من أجل أن يحس بوجوده في حيه ويشعر بأن لديه مكانه بين أفراد مجتمعه.

فالفكرة هي أن يسهم الداعية أو إمام المسجد في إقامة وجبة طعام باسم جماعة الحي لأي رجل لا يشهد جماعة المسجد؛ من أجل أن يكون ذلك سبباً في صلاته مع الجماعة.

وهذه ملاحظات مهمة تراعى؛ لأجل تنسيق مثل هذا العمل الناجح -بإذن الله- وهي:

• أن يتفق الداعية أو الإمام مع جيران الحي على هذه الطريقة, لجذب أي فرد لا يحضر الصلاة في المسجد.

• يجب أن يُشْعِرَ أفراد الحي هذا الرجل الذي لا يشهد صلاة الجماعة بوجوده المؤثر في الحي.

• لا ينبغي أن يستعجل أفراد الحي في مواجهته بوجوب مبادرته للصلاة, وإنما يكون ذلك وفق خطة مدروسة, ولا نستعجل النتائج.

• لو تبرع 20 رجلاً في الحي على الاهتمام بهذا الموضوع فلن تبلغ التكلفة على كل شخص مبلغاً كبيراً, وهذا يعتبر شيئاً بسيطاً عندما نتأمل حديث الرسول   (لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خيراً لك من حمر النعم)2.

• ينبغي أن لا يشعر هذا الرجل بأن هذه الكرامة من أجل أنه لا يشهد الصلاة في المسجد،بل يُعَلَلُ ذلك إما بسكنه الجديد أو بوجود مولود له جديد أو أنه يحتاج إلى واجب منذ زمن, أو غير ذلك.

• يذكر الإمام أو الداعية جيران المسجد بأهمية الصلاة، ووجوب صلاة الجماعة، ووجوب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأجور المترتبة على مثل هذه الطريقة في الدعوة.

• يقوم الداعية أو الإمام بحصر أسماء الذين لا يصلون في الحي من أجل أن يقوم بالترتيب لدعوتهم، ولا يكون ذلك بطريقة معلنة.

• لابد أن يدخل في ذلك المشروع سكان الشقق من العزاب، أو العمال الذين لا يشهدون صلاة الجماعة في المسجد.

وأخيراً:

لنتَّقِ الله ​​​​​​​  في إخواننا الذين لا يشهدون الصلاة معنا، ولنكن عوناً لهم على أنفسهم بدعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة3.

نسأل الله للجميع العافية والهدى, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.