كيفية التعامل مع الطبيعة الإنسانية في العمل؟

كيفية التعامل مع الطبيعة الإنسان

كيفية التعامل مع الطبيعة الإنسانية في العمل؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

فإن الله تعالى لما خلق الخلق جعل لكل مخلوق طبيعة تناسبه تختلف في بعض جوانبها عن المخلوق الآخر، والإنسان من جملة المخلوقات التي جعل الله لها طبيعة تختلف من إنسان لآخر، ولاستغلال طاقات الإنسان -ولا سيما العامل معك- لا بد من معرفة طبيعته، فقد تفعل الكثير من أجل العاملين لرفع معنوياتهم وتحفيزهم للعمل ولا تجد استجابة، ولذا فمن المفيد أن تتعرف على الطبيعة الإنسانية للعاملين لكي تستطيع تفهم نفسياتهم، ومن ثم الوصول إلى هدفك كمسؤول لرفع وتنمية مهاراتهم في أداء الأعمال الموكولة إليهم.

ومن المؤكد أننا كبشر لسنا نشبه الآلات في شيء، لنا طبيعة خاصة، لا نعمل بضغط على زر، بل إن البشر -كل البشر- ما هم إلا مجموعة من الأحاسيس والمشاعر، والعمل لابد أن يرتبط بتلك المشاعر؛ ولذا فحسن أداء العمل أو سوءه يرتبط بمشاعر العاملين نحو ذلك العمل، ولذا يدرك المدير الناجح كيفية التعامل مع الأفراد لإخراج أفضل ما لديهم نحو العمل المنوط بهم.

وهناك نظريتان أساسيتان في التعامل مع الأفراد وخاصة لأول مرة، الأولى تسمى نظرية (X)، والثانية تسمى نظرية(Y)، الأولى نظرية متشائمة جدًا تفترض الخطأ في كل المحيطين إلى أن يثبت العكس، كمن يقول الإنسان متهم حتى تثبت براءته. والثانية تفترض التفاؤل الكبير وتفترض الصواب في كل المحيطين إلى أن يثبت العكس، كمن يقول المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته.

وتقوم فروض نظرية (X) على:

العمل شاق.. العامل كسول.. العامل لا يحب العمل.. العامل غير طموح.. العامل يتملص من المسئولية..العامل يحب الإشراف المباشر الذي يعفيه من المساءلة.. العامل لا يتحرك إلا بالمال..العامل مستعد لتقبل الرشوة بالمال حتى لو كان ضد مصلح العمل والمؤسسة…، وبالتالي يكون المدير وفقًا لهذه النظرية.

وينفرد بالقرارات دون الرجوع إلى أحد.. يهيمن على سير العمل.. كل خطوة تتم في العمل تحت إشرافه.. لا يثق إلا بنفسه.. يسعى لتحقيق أهدافه بكل الوسائل.. لا يقبل كلمة نقد توجه إليه.

أما نظرية (y) فتقوم على الفروض التالية:

الناس دائمًا تستمتع بالعمل.. العمل المحبب كاللعب لا إرهاق فيه ولا ملل.. تحقيق الإنجاز عامل مهم كالأجر تمامًا للعامل.. العمال ملتزمون بطبيعتهم.. العمال مبدعون إذا وجدوا الفرصة المناسبة.. وعليه فإن الإدارة تكون كالآتي:

القرارات بالتشاور.. يُشعر العاملين بالانتماء للعمل.. يساعد العاملين على التطور.. يشجع العمل الجماعي.

في النهاية الواضح أن الطريقة الثانية هي أفضل للعمل ولكن انتبه إلى محاذيرها وهي:

1ـ أن يسيء العمال استخدام السلطة الممنوحة لهم.

2ـ عدم وجود سياسات صارمة تجاه العمال.

3ـ أحيانًا لا يهتمون بسياسة المؤسسة، ويسير كل واحد منهم بمفرده.

احتياجات العاملين أثناء عملهم:

ولكي تنجح عوامل التحفيز التي تتخذها؛ من الضروري أن تتعرف على الاحتياجات التي يحتاجها العاملون، فينبغي:

1.       إعداد مكان عمل مريح لهم.

2.       حاول أن تجعل سلامتهم من أولوياتك وأشعرهم بذلك.

3.       تحري إقامة العدل بينهم.

4.       حاول أن تخص المحتاجين ماديًا منهم بالأعمال الإضافية لتتحسن رواتبهم.

5.       حاول الاجتماع بهم على فترات لتستمع إليهم ويستمعوا إليك بعيدًا عن توترات العمل.

6.       أشركهم في التشخيص، واطلب منهم دائمًا الأفكار الجديدة.

7.       استعمل دائما عبارات الشكر عند تحقيق الإنجاز.

8.       استعمل أسلوب الجهر بالمدح والإسرار بالذم.

9.       أعطهم دائمًا المثل والقدوة بسماحك لهم بانتقاد سياستك من أجل الوصول للأفضل.

10.  ضع نصب عينيك دائما إيجاد بديل لك أو نائب ينوب عنك عن طريق إفساح المجال للجميع لاكتساب الخبرات.1

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يعيننا على أمور ديننا ودنيانا، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.

 


 


1 نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام، المصدر: httpwww.islammemo. بتصرف.