الاتصال-العلاقات العامة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، أما بعد:
فإن الإنسان اجتماعي بطبعه، وقد خلق الله له قنوات اتصال كثيرة حتى يتمكن من التفاهم فيما بينه وبين من يحيطون به في بيئته.
والاتصال: هو عبارة عن تبادل المعلومات وتفسيرها بين جهتين ما، وله عناصر أربعة:
1- القناة، أو وسيلة نقل الرسائل من مصدر لآخر.
2- الإرسال، ويتم حينما تختار أفضل الرموز الممكن استخدامها لإظهار ما تفكر به، هذه الرموز إما أن تكون كلمات إيماءات، أو تعابير.
3- الاستقبال، ويتضمن وعي وإدراك الرسالة ثم تفسيرها.
4- التغذية الاسترجاعية: وهو فهم لاكتمال عملية الاتصال؛ لأنه يبين للمرسل ما إذا كانت الرسالة قد تم إدراكها وتفسيرها أم لا.
ومن العنصر الرابع تكمن أهمية الاتصال ذو الطرقين؛ لأنه لا يهم أن تتصل "بـ" بل المهم أنه تتصل "مع" وذلك حتى تتحقق الفائدة من عملية الاتصال.
معوقات الاتصال:
هناك مجموعة من العوامل التي تعمل كمعوقات للاتصال، وتؤدي هذه المعوقات إلى التشويش على عملية الاتصال، ويتم هذا التشويش في أي خطوة من خطوات الاتصال، أي أن أي عنصر من عناصر الاتصال السابق الإشارة إليها يمكن أن تتضمن أو تتعرض لمجموعة من المعوقات التي تخفض من فعالية الاتصال؛ ولهذا فإننا سنقوم بتقسيم معوقات الاتصال إلى معوقات في المرسل، ومعوقات في الرسالة، ومعوقات في وسيلة الاتصال، ومعوقات في المستقبل، ومعوقات في بيئة الاتصال.
1. معوقات في المرسل: يقع المرسل في أخطاء عند اعتزامه الاتصال بالآخرين، وهذه الأخطاء تنحصر في عدم التبصير بالعوامل الفردية أو النفسية التي تعتمل بداخله، والتي يمكنها أن تؤثر في شكل وحجم الأفكار والمعلومات التي يود أن ينقلها الراسل إلى المرسل إليه من هذه العوامل: الدافع، والخبرة والتعلم، والفهم والإدراك والشخصية، والعمليات الوجدانية والعقلية.
2. معوقات في الرسالة: تتعرض المعلومات أثناء وضعها في الرسالة ببعض المؤثرات التي تغير من أو تسيء إلى طبيعة وشكل وحجم ومعنى المعلومات والأفكار.
إن الخطأ في الرسالة يحدث عند القيام بالصياغة، أو ترميز المعلومات، وتحويلها إلى الكلمات، وأرقام وأشكال وحركات، وجمل وغيرها.
3. معوقات في وسيلة الاتصال: إن عدم مناسبة وسيلة الاتصال لمحتوى الرسالة ولطبيعة الشخص المرسل إليه تسبب في كثير من الأحيان فشل الاتصال؛ وعليه يجب أن يقوم المرسل بانتقاء وسيلة الاتصال الشفوية أو المكتوبة المناسبة، وذلك حتى يزيد من فعالية الاتصال.
4. معوقات في المستقبل: يقع المستقبل أو المرسل إليه في أخطاء عند استقباله للمعلومات التي يرسلها المرسل، وتتشابه الأخطاء التي يقع فيها المرسل والتي سبق الإشارة إليها عالية.
5. معوقات في بيئة الاتصال: يقع أطراف الاتصال في أخطاء عديدة عندما يتغافلون تأثير البيئة المحيطة بهم، والمحيطة بعملية الاتصال وعدم الأخذ بعناصر البيئة وتأثيرها على الاتصال يجعل هذا الاتصال إما غير كامل أو مشوشا.
عناصر بيئة الاتصال:
وسنعرض فيما يلي لعناصر بيئة الاتصال، والأخطاء الخاصة بها:
§ أحد أطراف الاتصال أو كلاهما على غير علم أو لا يفهم أهداف المؤسسة أو الأهداف المشتركة بينهما.
§ أحد أطراف الاتصال تتعارض أهدافه مع أهداف المؤسسة أو مع أهداف الطرف الآخر في الاتصال.
§ أحد أطراف الاتصال أو كلاهما لا يفهم وظيفته أو وظيفة الآخر على خير وجه، فيكون الاتصال معيباً.
§ أحد أطراف الاتصال أو كلاهما لا يفهم الفوائد التي ستعود عليه من جراء الاتصال.
§ أحد الأطراف أو كلاهما لا يفهم العواقب السيئة التي ستصيبه أو تصيب المؤسسة والآخرين من جراء سوء الاتصال.
§ عدم اتسام البيئة بالابتكار والمبادرة والتعزيز من قبل الرؤساء والمؤسسة يحبط عمليات الاتصال.
§ عدم اتسام البيئة بالعدالة والثقة من قبل الرؤساء والمؤسسة يحبط عمليات الاتصال.
§ عدم توفر معلومات مرتدة عن مدى التقدم في الاتصال يحبطها.1
هذا ما تيسر تلخيصه في هذه المهارة، نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين.