كيف تتحدث بثقة أمام الناس؟

كيف تتحدث بثقة أمام الناس

 

كيف تتحدث بثقة أمام الناس؟

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فإننا في إدارة المسجد، ونظراً لما يحتاجه إمام المسجد من مهارات تمكنه من أداء دوره المطلوب على أكمل وجه، أحببنا أن نقدم بين يدي إمام المسجد هذه المهارة. حيث وأنها تفيده في أداء رسالته الدعوية، وتمكنه من اكتساب خبرات جديدة.

فهذه المهارة هي "كيف تتحدث بثقة أمام الناس؟"

فحين تقدم صديقاً لشخص يراه لأول مرة فإنك تحاول أن تقيم علاقة في الثواني الأولى -في الغالب- من خلال البحث عن اهتمام مشترك يربط بين الغَريبين.

ولإقامة علاقة مع مستمعك حاول أن تستغل الثواني الأولى. ابتسم! ابتسم! ابتسم!، وانتظر على الأقل حتى يرد واحد منهم فقط الابتسامة قبل أن تنطق كلمتك الأولى.

 

·           اجذب مستمعك:

إن أي متحدث كفء يستخدم أربع كلمات أساسية لكي يفلت انتباه مستمعه، سواء كان هذا المستمع فرداً واحداً، أو مائة فرد. هذه الكلمات هي: مرحباً، أنت، انظر، لذلك.

فحين تبتسم فإنك تقول لجمهورك مرحباً.

وحين تقدم موضوعك , يصبح المستمع أنت.

وحين تلقي حديثك، فإن مستمعك ينظر.

وحين تصل لخاتمتك، يصل المستمع إلى ذلك.

إن كل حديث، بصرف النظر عن طوله أو موضوعه، يحتاج إلى مقدمة. والمقدمة هي الفقرة الأولى من الحديث، ولها دوران لجذب انتباه المستمع، فهي: تقود المستمع إلى موضوعك، وتثير اهتمامه.

وهذه بعض أنواع المقدمات المتصلة الفعالة، ومن خلالها تستطيع أن تختار ما يناسب موضوعك، وهدفك، ومستمعك.

 

·           استشهد بخبير:

إذا لم تكن أنت نفسك خبيراً في الموضوع الذي تتحدث عنه فحاول أن تستشهد بمن هم خبراء لإعطاء مصداقية لمقدمتك. وتأكد من أن الخبير الذي تستشهد به خبير فعلاً في هذا الموضوع. مثلاً لو استشرت أحد العمال في حل مشكلة في المسجد، كقلة الوافدين يوم الجمعة فإن ذلك لن يكون مقنعاً مثل استخدامك عالماً وداعية ًمتخصصاً في هذا المجال.

·           استخدم الحكايات:

إن استخدام قصص ونوادر من الحياة تعطي المستمع خلاصات عن طبيعة الإنسان، وربما تكون هذه القصص فكاهية أو غير فكاهية. أحياناً تكون حزينة ولكنها تساعدك في جذب المستمع إليك. حاول أن تجمع قصصاً عن سلوكيات غريبة أو غير معتادة أو مثيرة أو مضحكة أو مخيفة.

مثلاً طفل يبلغ 12 سنه يختطف طائرة ويقلع بها دون إذن، أو الأم التي تبلغ 80 سنة في أول رحلة لها بالطائرة إلى روسيا. كل هذه الأحداث مؤثرة لأنها حقيقية وغير عادية. وهي تضفي على الموضوع لوناً وجاذبية وخاصية إذا ربطت هذه الحكايات بموضوعك ومستمعك.

ولنضرب لذلك مثالاً: لنقل إنك تتحدث بعد حادثة مرور وأنت تجادل في إنشاء إشارة المرور التي طالت الوعود بإنشاتها عند المنعطف الخطير الذي وقعت عنده الحادثة وأنت تطلب سرعة العمل. ذكر مستمعيك بالطفل الذي يبلغ ستة سنوات الذي صدمه سائح أول أيام الدراسة حيث لم ير السائح إشارة المرور التي تخفيها الشجيرات. أضف لحكايتك نتائج الحادث كسرت ساق الطفل وحوضه وفقد عاماً دراسياً وربما يعيش بقية حياته يمشي بصورة غير طبيعية وهذه المناشدة ربما تكون أكثر تأثيراً من أية إحصاءات عن الحوادث في بلدك. هذا فيما يتعلق بالمحاضرات العامة خارج المساجد أو المجالس أما المساجد فيمكن اختيار قصص وأمثلة تناسب حال المحاضرة ومن يلقى عليهم الكلام وطبيعة الموضوع، كالقول إن طفلا عمره ست سنوات كان يؤم الناس الكبار في الصلوات! فهذا مما يثير الانتباه، ثم يبدأ المتحدث يبين للناس قصة عمر ابن أبي سلمة رضي الله عنه وصلاته بقومه وهو صغير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا أمثلة وقصص كثيرة مثيرة

 

·           عرف مصطلحاتك:

إن آلاف الكلمات قد خلَّت اللغة منذ الحرب العالمية الثانية، لقد وضعت التكنولوجيا مصطلحات لا يعرفها الشخص المتوسط. وهذه الكلمات تحير غير المتخصصين وتستعصي عليهم. من المهم أن تتأكد من أن المستمع يفهم مصطلحاتك التي تستخدمها في الموضوع. ربما تحتاج إلى استخدام طباشير أو لوحة إذا كان الموضوع معقداً –مثل إنشاء المفاعل النووي– والذي يتطلب مصطلحات متخصصة.

 

·             استخدم أمثلة:

لا شيء يثير أكبر من "على سبيل المثال" و"مثلاً"، و "في ذات مرة" و "تذكر".

تذكر أن أمثلتك يجب أن تكون مرتبطة بالمستمع حتى تحقق التأثير المطلوب. إن الناس يهتمون بكل شيء له علاقة بصحتهم وأموالهم وعلاقاتهم ونجاحهم.

 

·           المقدمات مهمة:

تستحق المقدمات أن تقضي فيها بعض الوقت والفكر والمجهود. إنك تكسب نصف المعركة حين تجذب مشاهديك وتسيطر عليهم من خلال المقدمة.

إن تشبه الحديث بالمعركة ليس تشبيهاً بعيداً. الحديث فعلاً معركة إنك تحارب من أجل جذب انتباه المستمعين حين تحاول تسليتهم أو إخبارهم بشيء أو إقناعهم. وأنت تحاول أن تجعل الوقت الذي يستمعون فيه إليك وقتاً مفيداً. إن المشاهد يستحق أن تعطيه أفضل ماعندك مقابل الوقت الذي يعطيه لك والانتباه الذي يعيرك إياه. إذا أعطيت المقدمة الاهتمام الذي تستحقه، فإن المستمع سيعيرك الاهتمام الذي تستحقه.

 

·           كيف تخرج من الموضوع:

إن كثيراً من المتحدثين ينهون حديثهم بصورة مفاجئة ويجلسون. وهناك من يقدم فكرة جديدة ولا يكملها، حيث يترك المستمع ولديه شعور بأنه مخدوع وحائر.

فحين تنتهي تعود لنقطة البداية بمراجعة نقاطك واسترجاع أهم ما ذكرت من أسباب تؤيد وجهة نظرك.

يجب أن تترك المستمع بنهاية مرضية تختم الموضوع، وتزينه بربطة جميلة وأنيقة.1


 


1 من كتاب:(كيف تتحدث بثقة أمام الناس) لفيفان بوكان، بتصرف. وزيادات.