نصائح في الحفاظ على الوقــت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
ننبه الإخوة الكرام إلى عدة أمور مهمة في إدارة الوقت وحفظه:-
1. الأولويات: الأهم فالأهم: كيف نعرف الأمر الأهم (الأولوي) من الأمر المهم؟! هناك بعض الإرشادات التي تساعدك في تحديد أولويات عملك:
– قارن بين ما تريد أن تعمله مستقبلاً، وبين ما تقوم به حالاً أو تخطط له.
– قارن بين مزايا تحقيق عمل معين، وبين المزايا المتحققة من عمل آخر، عند تحديد أي العملين يجب تحقيقه أولاً، أو المفاضلة بالقيام بعمل واحد منهما فقط.
– قارن بين الخسارة المتحققة من عدم القيام بعمل معين، مقارنة بالخسارة المتحققة من القيام بعمل آخر بدلاً عنه.
– انتبه لاحتياجات الآخرين الذين بإمكانهم أن يمثلوا حافزاً لك أو عقبة في طريقك ولا تنس إرضاءهم.
– تصرف كقائد في اتخاذ القرار وليس كتابع.
– ابدأ بالفرص التي قد تضيع إذا لم تهتم بها في الحال.
2. ضع أفكارك على الورق:
احصل على تقويم:
من أكبر الأخطاء التي قد تقع بخصوص إدارة الوقت محاولة الضغط على العقل بتذكر الواجبات، أو التوقيت الذي نخطط لأداء كل منها فيه. وكلما ازدادت المهمات والأعمال التي يجب القيام بها زادت احتمالات النسيان، إلا إذا وجدت طريقة مناسبة لكتابة جدولك بطريقة تسهل عليك الرجوع إليه.
وهذه الطريقة موجودة وهي تسمى (التقويم) والعديد منها في الأسواق، وتعد جيدة، يجب أن لا تبني اختيارك للتقويم على أساس الشكل أو جودة الصنع، بل أن تعتمد في اختيارك على كيفية استخدامك له.
وهناك معياران أساسيان يجب توفرهما وهما:
– يجب أن يمكنك التقويم من رؤية أيام الأسبوع؛ لأنك ستقوم بوضع خطة أسبوعية.
– قد تحتاج إلى استخدام تقويم شهري لتوضيح الواجبات المستقبلية، ويجب أن يكون كبيراً بدرجة كافية لاستيعاب تفاصيل عن العمل ومساحة كافية للملحوظات التي تود كتابتها.
3. يوماً بيوم:
بعد أن تكون قد جهزت قائمة بالأنشطة التي تعملها لتحقيق هدفك، قم بوضعها في جدول أعمال ذي معنى، فعندما تريد – مثلاً- القيام بصفقة شرائية كبيرة يجب أن تفكر في الأنشطة الستة الرئيسية:
– تحديد ما تريد.
– تحديد الميزانية.
– تحديد أي صنف أو موديل تريد شراءه.
– المقارنة بين الأسعار والشروط ومدى توفر السلعة والخدمة التي تحصل عليها هنا وهناك.
– اختيار الجهة التي ستتعامل معها.
– كتابة الطلبية.
يجب أن لا نتوقع بداية ونهاية كل هذه الأنشطة في آنٍ واحد، فلن نتمكن من تحديد مكان الشراء قبل البدء في مقارنة المصادر، كما لن نستطيع تحديد ذلك قبل معرفة بعض المعلومات عما تريد، وعن استعداداتك المادية للإنفاق.
4. عندما تريد العمل ويريد الآخرون الكلام!:
حالات عملية:
1. الإقناع بلطف: عندما تجر إلى حديث فتكلم فقط عن المواضيع التي تهمك، ثم قم بإنهاء الحديث بطريقة حاسمة عندما تريد أن تنتقل إلى شيءٍ آخر.
2. لا تسمح بأية استطرادات: إذا خرج الحديث عن الاتجاهات التي تود أن يكون عليها فقل (لكن ماذا عن الموضوع الفلاني!) اطرح السؤال الذي لا يمكن الإجابة عليه بدون التركيز على الموضوع الذي تريد مناقشته.
3. أتقن استخدام جملة (نعم… ولكن..)
عندما لا تظهر أي علاقة تدل على اقتراب المتحدث من نهاية حديثه، فحاول استخدام عبارة (نعم.. ولكن..) ابدأ بتصريح إيجابي يوضح اهتمامك وتأييدك، ثم أَنْهِ العبارة بسبب اضطراري يفسر عدم إمكانية سماح المزيد من الحديث الآن.
على سبيل المثال:
نعم |
و |
لكن! |
أود مناقشة الموضوع معك |
|
رئيسي في انتظاري.. |
إن هذا الموضوع مثير |
|
غرفتي مليئة بالإخوة الذين ينتظرونني.. |
إنني سعيد لأنك أثرت هذه النقطة |
|
هناك اجتماع يجب أن أحضره.. |
4. كن حازماً: أياً كان ما تقوله، يجب أن تتبعه بحركة حاسمة، فلا تنتظر حتى ينصرف محدثك أو يتوقف عن الحديث بعمل اللازم لتعود إلى جدولك فصافح ذلك الشخص وانصرف، أو قل السلام عليكم..!
5. كف عن التجاوب في الحديث: إذا كنت مشغولاً وجاء شخص يريد الكلام فلا تتجاوب معه، وأبدِ له أنك مشغول، فهزات الرأس والإيماء والتعليقات كلها تزيد التفاعل مع الحديث؛ لكن استخدم العكس! فأظهر التشاغل، ولا تتفاعل مع الموضوع حتى ينصرف عنك بدون إحراج.
6. قلل من إمكانية الوصول إليك1: كثرة المخالطة والمجالسة تهدر كثيراً من الوقت لذا فقد تضطر إلى استخدام تكتيكات تحافظ بها على أداء واجباتك في وقتها المحدد. أحد هذه التكتيكات:أن تأخذ عملك إلى مكان آخر، اختبئ إذاً ولا تخبر أحداً بمكانك.. حاول الهروب من الأشخاص الذين يحاولون الثرثرة.. فإن العمل في وقته المحدد أولى من التمادي مع هؤلاء مع إرضائهم ومجاملتهم على حساب خراب العمل.
وهكذا فهناك طرق عديدة للخروج بالنفس من الموقف الحرج لتحقيق الأهداف اليومية والآنية عندما تريد أنت العمل ويريد غيرك الكلام!
والحرص على الوقت من أهم ما يعتني به الإنسان وإلا ضاعت حياته بلا فائدة!
والوقت أعظم ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع
وقد جاءت الشريعة الإسلامية بالأمر بالحفاظ على الأوقات واستغلالها فيما يعود على النفس بالنفع.. ولهذا قال الله – تعالى- مبيناً بلوغ الحجة وأن الناس ليس لهم عذر: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (56) سورة الزمر.{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم! مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} (37) سورة فاطر. وقال – صلى الله عليه وسلم -: (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ) رواه البخاري عن ابن عباس, وقال -صلى الله عليه وسلم-: (( اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك )).2
فيا أيها الإخوة الكرام: استغلوا أوقاتكم، واتبعوا الخطوات في استغلال الوقت والإرشادات التي تعينكم على معرفة كيفية اغتنام الحياة كلها، واجعلوها كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام…
والله الموفق والهادي إلى أفضل طريق..