الإداري الناحج

الإداري الناجح

 

الإداري الناجح

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه أجمعين..

 أما بعد:

الإدارة مهارة وُجدت منذ القدم، وما حكمت الأرض وسيست الدول إلا بها، وعلى قدر نجاح الإدارة وتميزها يطول بقاء المملكة والدولة والشركة والمؤسسة وغيرها.. وكانت الإدارة في القدم تعني سياسة الدول وتنظيم شؤونها، وترتيب الجيوش، ولم يُعرف هذا الاسم قديماً، وإنما اشتهرت الإدارة المعاصرة بهذا الاسم، بينما ، أما قديماً فكان يُطلق عليها اسم الولاية والإمارة.. وغيرها.

وقد تنوَّعت مطالب الإدارة اليوم، وأدخلت عليها تفريعات كثيرة، ينبغي لمن أراد ممارسة الإدارة أن يكون على علم بها،

بل وخصص لذلك قسم في الجامعات يُطلق عليه علم الإدارة، تدرس فيه العلوم الإدارية المتعددة، وقد تؤخذ لذلك دورات تأهيلية لأسابيع أو لأشهر خارج الجامعات..

والثمرة من دراسة علم الإدارة تأهيل الإداري الناجح، الذي يُسيّر الأمور على ما ينبغي، بحيث يتوصل إلى الثمرة والنتيجة المطلوبة.. وغرض الإدارة هو الحصول على نتائج وثمار مرغوبة، وليس المقصود منها مجرد القيام بها؛ كالرحى تدور حول نفسها من غير طحين!

ولذلك فثمت صفات مهمة يجب أن يتمثلها الإداري الناجح، ومنها:

1.     أن يكون له هدف واضح يسعى للوصول إليه.

2.     أن يجعل لذلك الهدف خطة مرنة قابلة للتقديم والتأخير، والزيادة والنقص، بحيث يكون هدفه الوصول إلى النتائج عن طريق تلك الخطة.

3.  أن يكون اجتماعياً بعيداً عن الاستبداد بالرأي، والانفراد بالفعل، مُستشيراً ومُدْرِكاً للصالح العام، عن طريق عمل جادٍّ مشبع بالتعاون والألفة.

4.     أن يكون واقعياً في أفكاره وخططه وما يريد تحقيقه، فإن فرض الخيال في الواقع محال.

5.  التعامل مع من تحته بأدب واحترام، وتقدير عقولهم ومستوياتهم العلمية والثقافية والعمرية، ولا يعاملهم معاملة السيد لعبده! فإن ذلك مما ينذر بزوال وانقراض المؤسسات والأعمال العديدة. ومن الخطأ أن يفهم كثير من المدراء أن تمكينه من إدارة قوم معناه التسلط عليهم، وإصدار الأوامر القاسية، والألفاظ النابية الجارحة؛ فإن ذلك دليل على سوء فهم الإدارة.

6.  إن أهم ما يمتاز به الإداري الناجح هو الوصول إلى الثمرة المرجوة مع حسن العلاقات بينه وبين العمال، وكذا حسن العلاقات بين أفراد إدارته بعضهم البعض، فإذا وقع الخلاف والشقاق بين المدير وبين من تحت يديه، أو بين أفراد إدارته أنفسهم فإن ذلك مؤذن بفشل المدير وفشل إدارته..

وفي الأخير، كلمة نوجهها إلى الإخوة القائمين على أنشطة المساجد ومدراء التحفيظ وغيرهم فنقول: أن عليهم أن يتحلَّوا بصفات الإداري الناجح، وأن يربيوا بعض الشباب في المساجد ويعلموهم بعض فنون الإدارة وآدابها وعوامل نجاحها وفشلها؟ فإننا وشبابنا وإخواننا في أَمسِّ الحاجة إلى تعلم ذلك، وقد يكون بين الطلاب طالب ذكي يُحسن إدارة مجموعة أو عمل ما، فلابد من استغلال هذه المهارة وتنميتها؛ حتى يكون صاحبها في يوم من الأيام إدارياً ناجحاً.

هذا ما أردنا التنبيه إليه والحث عليه.. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.