مشاكل الطلبة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:-
إن من يمارس العملية التعليمية ليجد كثرة مشاكل الطلبة، وكثرة الشكاوى منهم، حتى إنه ليضجر من حل بعضها، ولكن هذه طبيعة الطالب، فهو لصغر سنه وضعف عقله، يتسبب بقصد أو بغير قصد في كثير من المشكلات التي قد تعوق مواصلة تدريسه إذا لم يحسن المشرفون والمربون حلها وتداركها حتى لا تكبر.. وقبل أن نتحدث عن مشاكل الطلبة نذكر بعض القواعد في حل المشكلات: أولاً: على المشرف أو المدير أو المدرس تحديد نوعية كل مشكلة تظهر أمامه؛ لأن التحديد السليم للمشكلة سيؤدي إلى بحثها وجمع البيانات، والإحصائيات المتعلقة بها، ثم دراستها دراسة عميقة مستفيضة. وكلما كانت البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشكلة صحيحة ودقيقة متكاملة، كلما كان تعريف المشكلة وبيان حدودها وإيضاح أبعادها أكثر يسراً وسهولة. ثانياً: تعيين أولوية كل مشكلة، إذ أنه من العبث أن تسعى الإدارة لحل مشكلة لم يعد لها وجود أو أصبحت في مرتبة ثانوية مقارنة بمشكلة أخرى. ثالثاً:- دراسة أسباب ودوافع تلك المشكلة: فإنه كما قيل: “متى عرف السبب بطل العجب” فمعرفة الأسباب والدوافع لتلك المشكلة يساعد كثيراً في إيجاد الحل المناسب لتلك المشكلة. رابعاً: إيجاد الحلول المناسبة لوضع الطالب، وكذلك لوضع المدرسة. فقد يكون الحل في بعض الأحيان هو فصل الطالب حفاظاً على المدرسة. أو على بقية الطلاب، وعلى العموم: البحث عن حل مناسب يأتي في المرحلة الأخيرة من تلك المراحل. وقد يكون البحث عن الحل فردياً من قبل المشرف، وقد يكون جماعياً من قبل الإدارة والمشرفين، وذلك بحسب طبيعة كل مشكلة.
وبعد هذه المقدمة نأتي إلى مشاكل الطلبة، ويمكننا أن نقسمها ثلاثة أقسام:-
أ- مشاكل تواجه الطالب في دراسته، أو نقول: مشاكل الطالب مع نفسه وذلك مثل:
1. كثرة غيابه وقلة حضوره في المدرسة. وهذه من المشاكل التي يشتكي منها المدرسون.. إن هذا الغياب يؤثر على مستوى الطالب ويضعف حفظه، ويجعله دائماً متأخراً. وبالنسبة لهذه المشكلة فإن الطالب يُدرس وضعه ويُجلس معه، وينظر في أسباب تغيبه فقد تكون لعدم قناعة، أو لخوفه من المدرسة لأسباب معينة، أو تكون لظروف نفسية، المهم يُبحث في أسباب هذه المشكلة وتعالج بالعلاج المطلوب.
2. ومن المشاكل أيضاً: سوء أو قلة حفظ الطالب. وهذه من المشاكل التي تعيق تقدم الطالب. فتدرس هذه المشكلة، وينظر في الطالب فإن كان ذكياً فلا بد أن هناك ثمة أسباب أخرى لظروف نفسية أو مشاكل عائلية، يمر بها الطالب مما تجعله كثير الشرود والسرحان، وبالتالي يضعف حفظه أو يقل، وإن كان غير ذكي -وهذه هي طبيعة عقله- فيؤخذ بيده شيئاً فشيئاً، ويرتب له برامج بحسب مقدرته العقلية في الحفظ والفهم, وشيئاً فشيئاً حتى يرتقي ويلحق بالركب.
ب- مشاكل الطالب مع زملائه الطلاب: فقد يكون أحد الطلاب كثير الحركة والمشاغبة فتارة يضرب هذا، وتارة يأخذ كتاب هذا، وتارة يأخذ قلم هذا، فمثل هذا الطالب لا بد أن ينظر في أسباب مشاغبته، وتحل مشكلته بإزالة تلك الأسباب، فقد تكون نفسية راجعة إلى الأسرة أو إلى المجتمع والبيئة، فإن لم تنفع تلك المعالجة، فلا بد من استخدام التهديد وربما الضرب غير المبرح، والإنذار، واستدعاء ولي الأمر، وغير ذلك من وسائل زجر الطالب المشاغب.
ت- مشاكل الطالب مع المدرس: قد يكون الطالب مشاغباً لدرجة كبيرة تجعله يتطاول على مدرسه وقد يتشاجر معه أو حتى يصل الأمر إلى ضرب المدرس، وهنا لا بد من معرفة وأسباب وجذور المشكلة، وفي الغالب يكون حل هذه المشكلة هو بفرض عقوبة قاسية جداً على الطالب المتمرد قد تصل إلى الفصل. وقد تكون مشكلة الطالب مع المدرس هو عدم رغبة الطالب في مدرسه لعدم قناعته به وكفاءته، وإذا كان الأمر كذلك (أي ضعف المدرس) فإن المدرس ينصح بتطوير نفسه، ويتم إقناع الطالب بمدرسه. أو نقل الطالب إلى مكان آخر.
هذا ما تيسر جمعه في هذا الموضوع، وإن كان الموضوع واسعاً.
والحمد لله رب العالمين