عشر نصائح لتفادي الخلافات بين العاملين في الحلقات
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الخلاف سنة كونية لا يمكن لأحد رفعه؛ قال الله –تعالى-: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} سورة هود (118-119). وهذا لا يعني أن الإنسان يتمادى في الخلاف، أو أنه لا يسعى لتقليله أو منعه، بل هو مطالب بلم الشمل، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى الخلاف، لما في ذلك من المفاسد العظيمة؛ من تنافر القلوب، وإيغار للصدور، وتبعثر للجهود، ولذلك فقد حث الله على الاجتماع، وأمر بالاعتصام بحبله؛ فقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} سورة آل عمران (103). وقد كان من أوليات وأساسيات دعوة النبي-صلى الله عليه وسلم- أن سعى إلى تأليف القلوب، وتوحيد النفوس؛ وربطها ببعضها وهو ما عرف في السيرة " بالمؤاخاة بين المهجرين والأنصار".. وكما قلنا سابقاً أن الخلاف سنة كونية في الناس قد جبلوا عليها، ولكن يجب البعد عن أسباب الوقوع فيها، والوسائل الموصلة إليها، وإذا ما وقعت وجب علاجها مباشرة؛ فإن من القواعد العامة التي جاء بها الإسلام؛ قاعدة سد الذرائع…
ولذلك فإنني أسوق إليك- أخي المشرف- عشر نصائح لتفادي الخلافات التي قد تحصل بين العاملين في الحلقات القرآنية، وهي كالتالي:
1. زود العاملين معك بوصف وظيفي، وأهداف وسياسات واضحة.
2. اقض المزيد من الوقت محاولاً فهم الأسباب الكامنة وراء تصرفات الناس.
3. اعلم بأنه نادراً ما يكون المرء المتشاجر على الصواب؛ ذلك لأن الناس يرون الأشياء من خلال منظارهم الشخصي الخاص بهم فقط، ورضا الناس غاية لا تدرك.
4. لا تصدر أحكاماً أو تأمر أو تهدد..
5. ارفض العقاب كأسلوب لتصحيح السلوك.
6. اشجب الشجار والنزاع بين المدرسين.
7. افرض هيمنتك على الاجتماعات التي تديرها، وواجه الخلافات بشكل عادل، ولكن لا تدعها تؤثر على معنويات المجموعة.
8. ابحث عن الحلول بدلاً من البحث عمن تُلقي عليه اللوم.
9. لا تدع الآخرين يثيرون غضبك متى أرادوا، بل عليك أن تعرف متى يكون الغضب ضرورياً، ومتى يكون الفضل لك أن تحافظ على الهدوء.
10.اعمل على تحسين مهارات الاستماع والحديث لديك حتى تقلل من فرص سوء الفهم؛ فإن سوء الفهم اليسير ربما كان السبب الأكبر وراء حوادث الصراعات الشخصية1.
فإذا ما وقعت أي مشكلة بين العاملين فما عليك إلا أن تقوم بحلها، وذلك باتباع النقاط التالية:
1. استمع لكلا الطرفين لتفهم مشاعر كل منهما وادعاءاته ومزاعمه. قد تقوم بهذا مع كل طرف على انفراد، أو بحضور الطرفين معاً، وفي الحالة الأولى اعمل على أن يعرف كل طرف بأنك لن تخفي شيئاً عن الطرف الآخر.
2. عندما يجتمع طرفا الخصام معك في نفس الوقت احرص على أن يُصغي كل منهما لما يقوله الآخر. لا تدع أحد الأطراف يتكلم إلا بعد أن تقوم بشرح وإعادة صياغة ما قاله الطرف الآخر بطريقة ترضيه إن هذا الأسلوب يخفف كثيراً من حدة الغضب.
3. قم بتحديد النقاط التي تعتقد أنها أدت على حدوث سوء الفهم بين المتخاصمين. لا تلق اللوم فيما حدث على سوء الفهم للواقع، قم فقط بشرحه لهم، وقل: لا اعتقد أبداً أنكم تختلفون على هذه النقطة، ولكن يبدو أن المشكلة سببها استخدامكم لتعابير مختلفة، وإن كانت تعني الشيء نفسه، اسمحوا لي أن أريكم ما أعني…
4. تأكد من معرفتك وإدراكك للقضايا العالقة بين الطرفين، وجه الأسئلة إليهم، وابحث عما وراء السباب والمزاعم التي يطرحها كل واحد منهم.
5. اسأل إن كان باستطاعة أحدهم أن يقترح حلاً للخلاف يمكن أن يرضى به الجميع. إن هذا الحل سيكون أفضل من الحل الذي تقترحه أنت.
6. عليك أن تقرر فيما إذا كانت الاقتراحات المطروحة- بما فيها الاقتراح الذي توصي به أنت- قابلة للتطبيق والنجاح.
7. اختر الحل الأنسب لتخفيف حدة التوتر، وإعادة مستوى الأداء لما كان عليه.
8. عليك أن تحفظ ماء وجه الشخص الذي قد يبدو أنه خاسر. إن هذا سوف يساعد على تطبيق الحل المقترح بيسر وسهولة.
تابع الحل المقترح للتأكد من نجاحه. إذا لم ينجح الحل فعليك أن تعرف السبب، أو أن تجتمع بأطراف الصراع من جديد2. والله من وراء القصد.