مبادئ عامة للإشراف

مبادئ عامة لعملية الإشراف

الحمد لله الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

فإن الإشراف علمية ليست بالعملية السهلة؛ كما قد يتصوره البعض، إنها عملية شاقة وتحتاج إلى موارد وطاقات بشرية متمكنة، ولأهمية علمية الإشراف فقد ألفت فيها كتباً متعددة، وصنفت فيه مصنفات متفاوتة في حجمها. وإسهاماً منا في توضيح معالم ومبادئ عامة لعلمية الإشراف كان لنا هذه الوقفة- إن شاء الله- في الحديث عن المبادئ العامة لعملية الإشراف، وخاصة الإشراف على الحلقات القرآنية، فمن هذه المبادئ العملية للإشراف على الحلقات القرآنية ما يلي:

1. تعيين الأهداف وتوضيحها: لا شك أن المشرف الذي يستطيع أن يعرف أهدافه ويفهمها يستطيع بسهولة الإسهام بنجاح في تصميم وتنظيم محتويات البرامج التي تعمل على نمو المدرسين، ومساعدتهم على تأدية مسؤولياتهم المهنية على أحسن وجه ممكن. وفي الغالب لا تستطيع – أخي المشرف- تحقيق أهدافك مرة واحدة، بل ينبغي عليك أن تقسم أهدافك الرئيسة إلى أهداف مرحلية جزئية. إن عملية الإشراف ليست عملية مرتجلة، بل هي عملية موضوعية تقوم على خطة واضحة، يمهد لها المشرف ويشترك فيها من يشرف عليه.

2. الخطة الزمنية: يجب عليك- أخي المشرف- أن تضع جدولاً زمنياً لمساعدة من تشرف عليه سواء أكان موظفاً أم متطوعاً أم طالباً من طلاب الحلقات القرآنية؛ كما عليك أن تساعد من تشرف عليه على وضع جدول زمني لمساعدة الطلاب على حفظهم للقرآن الكريم على أن يقسم الزمن في كل حالة إلى ثلاثة أقسام: أولها للبداية، أي بداية عملية الحفظ والمتابعة، والقسمين الآخرين للوسط والنهاية. وإن على من يقوم بالإشراف أن يضع الجدول الزمني، ثم يقف بين الحين والآخر لعمل تقييم للمشروع، وعلى ضوء هذا التقييم يمكن تقويم وتعديل الجدول الزمني بما يلائم ظروف كل حالة.

3. التركيز على المستفيدين من الإشراف وهم طلاب الحلقات، ” فهم هدفنا” وذلك في كل خطواتنا الإشرافية ابتداءً من تحديد الأهداف إلى التخطيط والمتابعة، فإن المقصود الأول من كل عملية الإشراف هم الطلاب الذين نريد منهم أن يتخرجوا بمواصفات ومعايير قرآنية معينة. 

4. تقدير مشاعر المعلمين والاستجابة لها، وتشجيع جميع العاملين على تطوير أنفسهم وتحسين مهاراتهم، بالوسائل والأساليب المتعددة لذلك عن طريق الدورات، أو الاطلاع على الكتب والنشرات.

5. سر نجاح الإشراف في تكوين علاقة إشرافية جيدة1..فينبغي عليك- أخي المشرف- أن تعمل في هذه المقابلة على إيجاد وتكوين علاقة طيبة بينك وبين من ستشرف عليه، وأن تسهم في تنمية العلاقة الإشرافية اللازمة لعملية التعليم بينكما، وأساس تمكين هذه العلاقة هو تقبلك لمن ستشرف عليه كما هو، وحسب قدراته ومستوياته العملية2.

6. الإيمان بكرامة العاملين والاعتراف بفروقهم الفردية، فإن ذلك من الفلسفة التي تقوم عليها علمية الإشراف.

7. التقييم والتقويم باستمرار.

8. فهم الجميع فهماً واضحاً لطبيعة العمل الذي يقومون به… وما هو المطلوب منهم بالتحديد.

9. إعداد دليل إرشادي للعاملين يسترشدون به في أعمالهم كلها، ويتضمن ذلك الدليل التعليمات الدقيقة لخطوات العمل، وكيفية استعمال الوسائل المتاحة لتطوير العمل، وتفتح الآفاق أمام الآخرين للإبداع والتحسين والتطوير.

10. الإشادة بالعمل الجيد، فالمشرف الناجح هو الذي يجيد توقيت إشادته بعمل من الأعمال -علناً-، وهو الذي يعلم أن من طبيعة النفس البشرية أنها تحب أن تمدح، وأن ذلك يزيد من الجهود المبذولة لتقديم أفضل النتائج.

11. النقد البناء للإنتاج الضعيف، ولأي خلل يحدث مهما كان صغيراً، دونما أي مجاملات أو اعتبارات سوى المحافظة على العمل القرآني، وتخريج أفضل المستويات، وذلك بأسلوب النصيحة وآدابها.

12. إتاحة الفرصة للمدرسين ليظهروا فيها كفاءاتهم، وبراعاتهم، وإبداعاتهم…فإتاحة الفرصة تكشف على القدرات الكامنة، والمشرف الناجح هو الذي يترك مساحة مرنة للمدرس للقيام بنشاط ذاتي، ثم يرقب هذه القدرات بطرف خفي، ويسجلها في سجلاته الخاصة.

13. العمل في جو عام مريح يبعث على الاستقرار والاطمئنان بعيداً عن القلاقل والمشكلات3.

وغير ذلك من مبادئ الإشراف العامة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.


1 –  راجع فن الإشراف صـ(30).

2 – المصدر السابق  صـ(91) وما بعدها.

3 – انظر : ” فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية صـ(29- 32).