غزوة ذات الرقاع
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على النبي الكريم، وعلى آله وصحبه الطاهرين، أما بعد:
إن دين الإسلام لم تعلُ رايته، ولم يرفع لواؤه بالخلود إلى المفارش الفارهة، ولا بإسناد الظهور إلى الوسائد المريحة، ولا بالتجول في الحدائق الغناء .. وإنما بالمشاقِّ والمصاعب، وتلقي الصدمات من العدو، والحكمة عند الغدر، والشدة وقت الحرب، وسلِّ سيف الحق في وجه الباطل.
وقد كان نبينا ﷺ ذا حكمة وافية، وشجاعة رادعة للأعداء، وحنكة في تسيير شئون الحياة بما أوحى الله إليه، وعلمه، وألهمه.
لقد عانى ﷺ من أعدائه أشد المعاناة سواء في مكة قبل الهجرة أو بعد ذلك في المدينة التي كان يجاوره فيها اليهود الغادرون، ومما وقع معهم من الحوادث التي سجلها التاريخ: غزوة ذات الرقاع، والتي سنمر على ما جرى فيها بشيء من اللف والنشر.
تاريخها:
اختلف أهل المغازي والسير في تاريخها على أقوال، فمنهم من قال إنها بعد غزوة بني النضير، ومنهم من قال بعد الخندق سنة أربع، ومنهم من قال في سنة خمس1.
وقد ذهب البخاري إلى أن ذلك كان بعد خيبر، واستدل على ذلك بأن أبا موسى الأشعري شهدها، وقدومه إنما كان ليالي خيبر صحبة جعفر وأصحابه ، وكذلك أبو هريرة ، وقد قال: صليت مع رسول الله ﷺ في غزوة نجد صلاة الخوف.
ومما يدل على أنها بعد الخندق أن ابن عمر – رضي الله عنهما – إنما أجازه رسول الله ﷺ في القتال أول ما أجازه يوم الخندق، وقد رجح ابن القيم هذا القول في كتابه زاد المعاد2، وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال: غزوت مع رسول الله ﷺ قِبَل نجد؛ فذكر صلاة الخوف3.
سبب تسميتها بذات الرقاع:
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزَاةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، قَالَ: فَنَقِبَتْ أي رقت – يقال: نقب البعير إذا رق خفه4 – أَقْدَامُنَا، فَنَقِبَتْ قَدَمَايَ، وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، فَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ لِمَا كُنَّا نُعَصِّبُ عَلَى أَرْجُلِنَا مِنْ الْخِرَقِ5.
وقال ابن هشام: إنما قيل لها غزوة ذات الرقاع لأنهم رقعوا فيها راياتهم، ويقال ذات الرقاع: شجرة بذلك الموضع يقال لها: ذات الرقاع6، وقيل بل الجبل الذي نزلوا عليه كانت أرضه ذات ألوان تشبه الرقاع7، والصحيح ما تقدم من كلام أبي موسى الأشعري فكلامه مقدم على غيره؛ لكونه حاضراً الغزوة، وأيضاً الحديث الصحيح مقدم على أقوال المؤرخين.
خروج النبي ﷺ :
خرج رسول الله ﷺ في جمع من أصحابه، وكل ستة لهم جمل واحد يتعاقبونه، فلقي بهم جمعاً من غطفان، فتقارب الناس، ولم يكن بينهم حرب، وقد خاف الناس بعضهم بعضاً، حتى صلى رسول الله ﷺ بالناس صلاة الخوف8.
أبلغ صبر عرفه الفدائيون:
عَنْ جَابِرٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَعْنِي فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ، فَأَصَابَ رَجُلٌ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَحَلَفَ أَنْ: لَا أَنْتَهِيَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمًا فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ النَّبِيِّ ﷺ ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ مَنْزِلًا، فَقَالَ: مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: كُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ اضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي، وَأَتَى الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى شَخْصَهُ عَرِفَ أَنَّهُ رَبِيئَةٌ لِلْقَوْمِ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ حَتَّى رَمَاهُ بِثَلَاثَةِ أَسْهُمٍ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ انْتَبَهَ صَاحِبُهُ، فَلَمَّا عَرِفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَذِرُوا بِهِ هَرَبَ، وَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنْ الدَّمِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَلَا أَنْبَهْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَى؟ قَالَ: كُنْتَ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا9.
صلاة الخوف:
أنزل الله تعالى على نبيه ﷺ صلاة الخوف في هذه الغزوة فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضي الله عنهما – أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْفِ فِي غَزْوَةِ السَّابِعَةِ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ، وعَنْه قال: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ فَلَقِيَ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ، فَلَمْ يَكُنْ قِتَالٌ، وَأَخَافَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَصَلَّى النَّبِيُّ ﷺ رَكْعَتَيْ الْخَوْفِ10. وبين القرآن الكريم صفة الصلاة ساعة مواجهة العدو فقال تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (سورة النساء:102)، فقد صلى المسلمون صلاة الخوف، وصفة هذه الصلاة أن طائفة صفت معه، وطائفة في وجه العدو، فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائماً، وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو، وجاء الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً، وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم11.
القائد العظيم شجاعة ورحمة:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضي الله عنهما – قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مُرْتَحِلًا عَلَى جَمَلٍ لِي ضَعِيفٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جَعَلَتْ الرِّفَاقُ تَمْضِي، وَجَعَلْتُ أَتَخَلَّفُ حَتَّى أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا جَابِرُ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْطَأَ بِي جَمَلِي هَذَا، قَالَ: فَأَنِخْهُ، وَأَنَاخَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: أَعْطِنِي هَذِهِ الْعَصَا مِنْ يَدِكَ أَوْ قَالَ: اقْطَعْ لِي عَصًا مِنْ شَجَرَةٍ قَالَ: فَفَعَلْتُ، قَالَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَنَخَسَهُ بِهَا نَخَسَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: ارْكَبْ فَرَكِبْتُ، فَخَرَجَ – وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ – يُوَاهِقُ نَاقَتَهُ مُوَاهَقَةً – أي: يُبَاريهَا في السَّيْر ويُماشيها12 – قَالَ: وَتَحَدَّثَ مَعِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: أَتَبِيعُنِي جَمَلَكَ هَذَا يَا جَابِرُ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ أَهَبُهُ لَكَ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ بِعْنِيهِ، قَالَ قُلْتُ: فَسُمْنِي بِهِ، قَالَ: قَدْ قُلْتُ، أَخَذْتُهُ بِدِرْهَمٍ قَالَ قُلْتُ: لَا، إِذًا يَغْبِنُنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: فَبِدِرْهَمَيْنِ قَالَ قُلْتُ، لَا، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّى بَلَغَ الْأُوقِيَّةَ قَالَ قُلْتُ: فَقَدْ رَضِيتُ، قَالَ: قَدْ رَضِيتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قُلْتُ: هُوَ لَكَ، قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُ، قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا جَابِرُ هَلْ تَزَوَّجْتَ بَعْدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَثَيِّبًا أَمْ بِكْرًا؟ قَالَ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنْ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ لَهُ سَبْعًا، فَنَكَحْتُ امْرَأَةً جَامِعَةً، تَجْمَعُ رُءُوسَهُنَّ، وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: أَصَبْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: أَمَا إِنَّا لَوْ قَدْ جِئْنَا صِرَارًا – موضع على ثلاثة أميال من المدينة – أَمَرْنَا بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَسَمِعَتْ بِنَا؛ فَنَفَضَتْ نَمَارِقَهَا 13– قَالَ قُلْتُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ نَمَارِقَ، قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ، فَإِذَا أَنْتَ قَدِمْتَ فَاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا قَالَ: فَلَمَّا جِئْنَا صِرَارًا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، فَأَقَمْنَا عَلَيْهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ دَخَلَ، وَدَخَلْنَا قَالَ: فَأَخْبَرْتُ الْمَرْأَةَ الْحَدِيثَ وَمَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَتْ: فَدُونَكَ فَسَمْعًا وَطَاعَةً، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُ بِرَأْسِ الْجَمَلِ فَأَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَنَخْتُهُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ جَلَسْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْهُ، قَالَ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَرَأَى الْجَمَلَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا جَمَلٌ جَاءَ بِهِ جَابِرٌ، قَالَ: فَأَيْنَ جَابِرٌ؟ فَدُعِيتُ لَهُ، قَالَ: تَعَالَ أَيْ يَا ابْنَ أَخِي: خُذْ بِرَأْسِ جَمَلِكَ، فَهُوَ لَكَ قَالَ: فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: اذْهَبْ بِجَابِرٍ فَأَعْطِهِ أُوقِيَّةً، فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَأَعْطَانِي أُوقِيَّةً، وَزَادَنِي شَيْئًا يَسِيرًا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَازَالَ يَنْمِي عِنْدَنَا، وَنَرَى مَكَانَهُ مِنْ بَيْتِنَا؛ حَتَّى أُصِيبَ أَمْسِ فِيمَا أُصِيبَ النَّاسُ يَعْنِي يَوْمَ الْحَرَّةِ1415.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضي الله عنهما -: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ – كل شجر يعظم له شوك16 -، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ؛ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ تَحْتَ سَمُرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، فَنِمْنَا نَوْمَةً، ثُمَّ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدْعُونَا، فَجِئْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ 17.
دروس وعبر:
يستفاد من هذه الغزوة العظيمة فوائد كثيرة، وذكر منها ما يلي:
· قوة يقين النبي ﷺ بربه، وفرط شجاعته، وصبره على الأذى، وحلمه على الجهال.
· حسن معاشرة النبي ﷺ لأصحابه، ورقَّة حديثه، ولطف مسايرته وفكاهته في محاورته معهم، مما أدى إلى غرس المحبة الشديدة في نفوس أصحابه له، وفي نفسه أيضاً، مما يجعله يتفقد شؤونهم وأحوالهم، ويواسيهم عند مشاكلهم الاجتماعية والمادية، وهذا ما فعله النبي ﷺ في حواره مع جابر حين تأخر بالجمل الضعيف الذي لا يملك غيره، حيث إن والده مات شهيداً، وترك له مجموعة من البنات ليعيلهن ويرعاهن، وهو مقل في الرزق، وأراد رسول الله ﷺ أن ينتهز هذه الفرصة ليواسيه ويقدم له ما يستطيع من مال.
· جواز تفرق الجيش حين النزول، ونومهم في أماكن متفرقة إذا أمن المكان.
· توجيه النبي ﷺ حول حراسة الجيش أمر دال على حرصه على جيشه من صحابته، وهذه صفة من صفات القائد الناجح؛ إذ يهتم بالأمن أولاً للجيش.
· حسن تخطيط النبي ﷺ للخروج من بدايته إلى منتهاه، وتوجيهه للجنديين باختياره مكان إقامة الحراسة دقة، وحكمة عسكرية.
· الشعور بالمسؤولية من قبل الجنديين الذين خرجا في فم الشعب للحراسة.
· درس بليغ في قصة الجنديين الحارسين يكشف طبيعة الجهاد، وكيف كان يمارسه ويفهمه صحابة رسول الله ﷺ.
· القيام بأعباء الجهاد لا يمنع كون الجندي متعبداً لله، قواماً لليل.
· حب الصحابة للقرآن، وراحتهم مقرونة بالصلاة.
· الصبر في المعارك والجهاد في سبيل الله حتى في حالة التعب والإعياء، فالصحابة – رضوان الله عليهم – كانوا يعصبون الخرق على أرجلهم من شدة الحر.
· حسن التعامل الأسري يظهر في قصة جابر حين أخبر زوجته – رضي الله عنها – بما قاله رسول الله ﷺ .
· مشروعية صلاة الخوف وكيفيتها.
إلى غير ذلك من الفوائد الهامة التي يستفيد منها المسلمون إلى يومنا هذا تأسياً برسول الرحمة، ونبي الهدى – عليه الصلاة والسلام -.
1 السيرة النبوية للصلابي: (562).
2 زاد المعاد: (3-223).
3 السيرة النبوية لابن كثير: (3-161)، والبخاري: (890).
4 فتح الباري لابن حجر: (11-459).
5 صحيح البخاري: (3816)، صحيح مسلم: (3387).
6 سيرة ابن هشام: (2-203).
7 عيون الأثر لابن سيد الناس: (2-29).
8 السيرة النبوية لابن كثير: (3-160).
9 سنن أبي داود: (170)، وقد حسنه الألباني.
10 صحيح البخاري: (3815).
11 صحيح البخاري: (3822). السيرة النبوية للصلابي: (563)، والسيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية للدكتور مهدي رزق الله أحمد: (1-525).
12 النهاية في غريب الأثر لابن الأثير: (5-523).
13 السيرة النبوية لابن كثير: (3-166).
14 مسند أحمد: (14495)، وقال شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
15 يوم الحرة هو يوم أن خلع أهل المدينة بيعة يزيد بن معاوية، وبايعوا عبد الله بن حنظلة أي ابن أبي عامر الأنصاري، انظر: فتح الباري لابن حجر: (11-492).
16 فتح الباري لابن حجر: (11-464).
17 صحيح البخاري: (3822).