أحكام النظر

أحكام النظر

                                                           أحكام النظر            

سهم إبليس

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)).

(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)). (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)).

أما بعد:

أيها المسلمون: إن لله علينا نعماً كثيرة لا تعد ولا تحصى، يقول رب العزة والجلال: ((وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)).

وقال: ((ألم تر أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة…)).

ومن تلكم النعم – عباد الله- نعمة العينين،  ورؤية الأشياء على حقيقتها، والاسترواح بمناظر الدنيا الخلابة، وما فيها من الكائنات الحية والثابتة.

هذه النعمة التي فقدها كثير من الناس، فأصبحوا لا يتنعمون برؤية الأشياء كما يتنعم من له عينان بهما.

لذلك فإن الواجب هو شكر المتفضل علينا بهذه النعم، ويتمثل شكر المنعم بهذه النعم بأن تستخدم كل حاسته وجارحة فيما لأجله خلقت، ولما يعود على صاحبها في النفع والفائدة في الدنيا والآخرة.

عباد الله: يقول الله – تعالى-: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)).

في هاتين الآيتين يأمر الله – جل وعلا – الرجال والنساء بغض البصر لكونه أصلاً لحفظ الفرج.

يقول ابن القيم – رحمه الله  -بعد أن ساق هاتين الآيتين: لما كان غض البصر أصلاً لحفظ الفرج بدأ بذكره، ولما كان تحريمه تحريم الوسائل فيباح للمصلحة الراجحة، ويحرم إذا خيف منه الفساد، ولم يعارضه مصلحة أرجح من تلك المفسدة لم يأمر سبحانه بغضه مطلقاً، بل أمر بالغض منه، وأما حفظ الفرج فواجب بكل حال لا يباح إلا بحقه، فلذلك عم الأمر بحفظه1.

وذكر القرطبي في تفسيره2: أن النظر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثرة السقوط من جهته، ووجب التحذير منه.

وفي تفسير الآية نفسها يقول شيخ الإسلام- قدس الله روحه -:  النظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف: والنظر سهم إلى القلب، فلهذا أمر الله – تعالى- بحفظ الفروج، كما أمر بغض الأبصار التي هي بواعث إلى ذلك.

 وقال ابن كثير – رحمه الله – عند قوله تعالى: ((ذلك أزكى لهم)) أي أطهر لقلوبهم وأتقى لدينهم، كما قيل: من حفظ بصره أورثه الله نوراً في بصيرته ويرى في قلبه.3

وقدم سبحانه وتعالى غض البصر على حفظ الفرج؛ لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور، وغض البصر من أجل الأدوية لعلاج القلب، وفيه حسم لمادتها، وبامتثال المؤمن لغض البصر وحفظ الفرج يسلم من حبائل الشيطان، وهواجس النفس، وبلبلة الفكر، وضياع دينه ودنياه، ويسلم المجتمع من إشاعة الفواحش والفوضى الجنسية بين أفراده4.

أمة الإسلام: وكما جاء الكتاب العزيز آمراً بغض البصر، فإن السنة المطهرة – على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم- جاءت مؤكدة لهذا الأمر، فقد جاء في البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه-  أن النبي – صلى الله عليه وسلم-  قال: "إن الله – عز وجل – كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه النطق، والرجل تزني وزناه الخطى، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك ويكذبه".

وعند أبي داود عن جرير – رضي الله عنه – قال: سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن نظر الفجأة، فقال: "اصرف بصرك".

والمقصود بنظر الفجأة – والعلم عند الله- أن يقع بصره على امرأة أجنبية، أو صادف نظره صورة خليعة معروضة على شاشات التلفاز أو الانترنت، أو ما أوشبه ذلك بغير قصد، فلا عقاب عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن فعل فلا أثم عليه، وإن لم يصرف بصره أثم.

ويقوى ما ذكرناه ما جاء في سنن أبي داود عن بريدة عن أبيه – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: " يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة".

 وقال ابن كثير – رحمه الله – عند تفسير قوله تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )) هذا أمر من الله – تعالى – لعباده أن يغضوا من أبصارهم عمّا حرم عليهم، فلا ينظروا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على محّرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً.

وقد ذكر ابن القيم – رحمه الله – في روضة المحبين سؤالاً نصه: ما تقو السادة العلماء في رجل نظر إلى امرأة نظرة فعلق حبها بقلبه واشتد عليه الأمر، فقالت له نفسه: هذا كله من أول نظرة فلو أعدت النظر إليها لرأيتها دون ما في نفسك فسلوت عنها، فهل يجوز له تعمد النظر ثانياً لهذا المعنى؟

فكان الجواب:

الحمد لله، لا يجوز هذا لعشرة أوجه:

أحدها: أن الله – سبحانه- أمر بغض البصر ولم يجل شفاء القلب فيما حرمه على العبد.

الثاني: أن النبي – صلى الله عليه وسلم- سئل عن نظر الفجأة، وقد علم أنه يؤثر في القلب فأمر بمداواته بصرف البصر لا بتكرر النظر.

الثالث: أنه صرح بأن الأولى له وليست له الثانية.

الرابع: أن الظاهر قوة الأمر بالنظرة الثانية لا تناقصه، والتجربة شاهد به، والظاهر أن الأمر كما رآه أول مرة فلا تحسن المخاطرة بالإعادة.

الخامس: أنه ربما رأى ما هو فوق الذي في نفسه فرد عذابه.

السادس: أن إبليس عنده قصده للنظرة الثانية يقوم في ركائبه فيزين له ما ليس بحسن لتتم البلية.

السابع: أنه لا يعان على بليته إذا أعرض عن امتثال أوامر الشرع، وتداوى بما حرّمه عليه، بل هو جدير أن تتخلف عنه المعونة.

 الثامن: أن النظرة الأولى سهم مسموم من سهام إبليس، ومعلوم أن الثانية أشدّ سمّى فكيف يتداوى من السم بالسمّ؟!

التاسع: أن صاحب هذا المقام في مقام معاملة الحق – عز وجل- في ترك محبوب كما زعم، وهو يريد النظرة الثانية أن يتبين حال المنظور إليه، فإن لم يكن مرضاً تركه، فإذاً يكون تركه لأن لا يلائم غرضه  لا الله – تعالى-، فأين معاملة الله – سبحانه – بترك المحبوب لأجله؟

العاشر: يتبين بمثل مطابق للحال، وهو أنك إذا ركبت فرساً جديداً فمالت بك إلى درب ضيق لا ينفذ، ولا يمكنها أن تستدير فيه للخروج، فإذا همت بالدخول فيه فاكبحها لئلا تدخل، فإذا أدخلت خطوة أو خطوتين فصحْ بها وردها إلى وراء عاجلاً قبل أن يتمكن دخولها، فإن رددتها إلى ورائها سهل الأمر، وإن توانيت حتى ولجت وسقتها داخلاً ثم قمت تجذبها بذنبها عسر عليك أو تعذر خروجها، فكذلك النظرة إذا أثرت في القلب، فإن عجل الحازم وحسم المادة من أولها سهل علاجه، وإن كرر النظر ونقب عن محاسن الصورة ونقلها إلى قلب فارغ فتغشيها فيه تمكنت المحبة، وكلما تواصلت النظرات كانت كالماء يسقي الشجرة، فلا تزال شجرة الحب تنمو حتى يفسد القلب ويعرض عن الفكر فيما أمر به فيخرج بصاحبه إلى المحن، ويوجب ارتكاب المحظورات والفتن، والسبب في هذا أن الناظر التذت عينه بأول نظرة فطلبت المعاودة، ولو أنه غض أولاً لاستراح وسلم.

أيها المؤمنون: جاء في مسند أحمد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه حلاوة يجدها إلى يوم القيامة".

وروي عن سلف هذه الأمة من العلماء والمصلحين أخباراً وأقوالاً تنبئ عن غضهم لأبصارهم وشدة عنايتهم بذلك.

فهذا وكيع بن الجراح – رحمه الله – يقول: خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا.

وقال شجاع بن شاة – رحمه الله-: من عمّر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكفّ نفسه عن الشهوات، وأكل من الحلال،لم تخطئ له فراسة.

وهذا حسان بن سنان يخرج يوم عيد فلما رجع قالت له امرأته: كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم؟ فلما أكثرت قال: ويحك! ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك.

وقال سفيان قال عيسى بن مريم: إياك والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة.

وقال سفيان: وكان الربيع بن خثيم يغض بصره فمر به نسوة؛ فأطرق حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى!.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وحشرني وإياكم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

 أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إلا الله تعظيماً لشأنه، وأصلي وأسلم على خير داع إلى رضوانه محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه.

وبعد:

أيها المسلمون: لتعلموا – رحمكم الله – أن في غض البصر فوائد عدة منها:

1.  تخليص القلب من ألم  الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته، فأضر شيء على القلب إرسال البصر، فإنه يريه ما يشتد طلبه ولا صبر له عنه ولا وصول له على القلب له إرسال إليه، وذلك غاية ألمه وعذابه، قال الأصمعي: رأيت جارية في الطواف وكأنها مهاة، فجعلت أنظر إليها وأملأ عيني من محاسنها، فقالت لي: يا هذا ما شأنك؟ قلت: وما عليك من النظر؟! فأنشئت تقول:

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك يوماً أتعبتك المنـاظرُ

رأيت الذي لا كله أنت قـادرٌ *** عليه ولا عن بعضه أنت صابرُ

والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في كرسيه، فإن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار ترفي في الحشيش اليابس، فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل:

كل الحوادث مبداها من النظـر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وتـر

والمرء ما دام ذا عـين يقلبـها *** في أعين الغير موقوف على الخطر

يسر مقلتـه ما ضر مهجتـه *** لا مرحباً بسرورٍ عـاد بالضـرر

2.     أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه.

ولهذا – والله أعلم- ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى: ((الله نور السماوات والأرض)) عقيب قوله: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)) وجاء الحديث مطابقاً لهذا حتى كأنه مشتق منه، وهو قوله: " النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه نوراً".

3.  أنه يورث صحة الفراسة فإنها من النور وثمراته، وإذا استنار القلب صحت الفراسة؛ لأنه يصير بمنزلة المرأة المجلوة يظهر فيها المعلومات كما هي، والنظر بمنزلة النفس فيها، فإذا أطلق العبد نظره تنفست نفسه الصعداء في مرآة قلبه فطمست نورها. وقد سبق قول شجاع الكرماني:  من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوم المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكفّ نفسه عن الشهوات، وأكل من الحلال لم تخطئ فراسته.

4.  أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه، ويسهل عليه أسبابه، وذلك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات، وانكشفت له بسرعة، ونفذ من بعضها إلى بعض.

ومن أرسل بصره تكدّر عليه قلبه وأظلم، وتعسر عليه باب العلم وطرقه.

5.  عباد الله: ومن فوئد غض البصر : أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته، فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة. ولهذا يوجد في المتبع لهواه من ذل القلب وضعفه ومهانة النفس وحقارتها، ما جعله الله لمن آثر هواه على رضاه. قال الحسن- رحمه الله -: إنهم وإن هملجت بهم البغال وطقطقت بهم البراذين إنّ ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه.

6.     أنه يورث القلب سروراً وفرحة، وانشراحاً أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر، وذلك لقهره عدوه بمخالفته ومخالفة نفسه وهواه.

7.     أنه يخلص القلب من أسر الشهوة، فإن الأسير هو أسير شهوته وهواه، فهو كما قيل: طليق برأه العين وهو أسير.

8.  أنه يسد عنه باباً من أبواب جهنم، فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفعل، وتحريم الرب – تعالى- وشرعه حجاب مانع من الوصول فمتى هتك الحجاب ضرى على المحظور، ولم تقف نفسه من عند غاية، فإن النفس في هذا الباب لا تقتنع بغاية تقف عندها، وذلك أن لذتها في الشيء الجديد مصاحب الطرف بعينه التليد، وإن كان أحسن منه منظراً وأطيب مخبراً، فغض البصر يسدّ عنه هذا الباب الذي عجزت الملوك عن استيفاء أغراضهم فيه.

9.  أن يقوى عقله ويزيده ويثبته، فإن إطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلا من خفة العقل وطيشه وعدم ملاحظته للعواقب، فإن خاصته العقل ملاحظة والعواقب.

         ومرسل النظر لو علم ما تجني عواقب نظره عليه لما أطلق بصره..

   10.أنه يخلص القلب من سكر الشهوة، ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الفعلة عن الله والدار الآخرة، ويوقع في سكرة العشق كما قال الله – تعالى-  في عشاق الصور: ((لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون)) فالنظرة كأس من خمر، والعشق هو سكر ذلك الشراب، وسكر العشق أعظم من سكر الخمر، فإن سكر الخمر يفيق، وسكران العشق قلما يفيق إلا وهو في سكر الأموات..

وفوائد غض البصر كثيرة جداً، وآفات إرساله أضعاف أضعاف ما ذكرنا، وإنما نبنها عليه تنبيهاً، ولا سيما النظر إلى من لم يجعل الله سبيلاً إلى قضاء الوطر منه شرعاً، كالمردان الحسان، فإن إطلاق النظر إليهم السم الناقع، والداء العضال.5

أيها الناس: تلكم هي بعض الفوائد التي يجنيها من غض بصره عما حرم الله – عز وجل- ، ولكن القائل أن يقول: لقد علمنا حكم النظر إلى ما حرمه الله، وعلمناً شيئاً من الأدلة على ذلك، وبعضاً من الفوائد المترتبة على ذلك، فهل يباح النظر في مواطن أم أنه محرم مطلقاً؟ وإذا كان يباح فما هي تلك المواطن؟ !

 والجواب على هذا السؤال سيكون في خطبة الجمعة القادمة – إن كان في العمر بقية -.

أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية، وأعوذ به من الخذلان والغواية.

اللهمَّ! احفظنا بحفظك، وتولانا بولايتك، واحرسنا بعينك.

اللهم! طهر ألسنتا من الكذب، وأعمالنا من الرياء، وأعيننا من الخيانة .

اللهم! انصر كتابك وسنة نبيك وعبادك المخلصين، وقنا شرور أنفسنا، وتولى أمرنا، وولي علينا خيارنا، وأصلح اللهم نسائنا وبناتنا، ووفقهن للحجاب والحشمة والحياء.

اللهم! أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وصلى الله على النبي المختار وآله وصحبه الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان، والحمد لله رب العالمين.


1– روضة المحبين ص 92.

2– الجامع لأحكام القرآن 12/223.

3– تفسير ابن كثير 3/282.

4– انظر تفسير القاسمي 12/450.

5– انظر روضة المحبين ص 97- 105.