التقوى

التقوى

 

الحمد لله الذي أمر بالبر والتقوى، ووعد من اتصف بذلك جنة المأوى، وصلى الله على رسول الله خير من حقق تقوى الله وصبر على البلوى، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.. أما بعد:

فقد سأل رجل أبا هريرة: ما التقوى؟ قال: هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم. قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه، قال: ذاك التقوى.

وقال عمر بن عبد العزيز: التقي ملجم لا يفعل كل ما يريد. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: تمام التقوى أن يتقي العبد ربه حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً يكون حجاباً بينه وبين الحرام.

وقال طلق بن حبيب: التقوى العمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء رحمة الله، والتقوى ترك معاصي الله، على نور من الله، مخافة عذاب الله).

وقد ذكر الله صفات المتقين في كثير من الآيات من ذلك قوله: {آلم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} من هم؟ {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون}[البقرة: 1-4].

المتقون هم {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}[آل عمران: 134-135].

أيها الإخوة: إن من فوائد التقوى:

1.    أن معية الله للمتقين.

2.    أن البشرى بالتكريم للمتقين.

3.    تكفير الذنوب وتعظيم الأجر.

4.    الوعيد بالمغفرة وزوال الخوف من النفوس.

5.    اليسر والسهولة في الأمر.

6.    التقوى سبب للعون والنصرة من الله للمتقين.

7.    محبة الله للمتقين.

8.    قبول الأعمال منهم.

9.    التوفيق والشهادة للمتقين بالصدق.

10.    الفوز برضا الله وجنة عرضها السماوات والأرض.

أيها الإخوة:

عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال: بلغني أن رجلاً من بعض الفقهاء كتب إلى ابن الزبير رضي الله عنهما يقول: ألا إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها، ويعرفونها من أنفسهم، من رضي منهم بالقضاء، وصبر على البلاء، وشكر على النعماء، وصدق في اللسان، ووفى بالوعد والعهد، وتلا لأحكام القرآن).

أخيراً: يا ترى أيها الأحباب هل نحن من أهل التقوى؟!.

أسأل الله أن يجعلنا من عباده المتقين، وأوليائه المقربين، وأحبابه المخلصين، وأسأله أن يعيننا على أنفسنا إنه سميع قريب، والحمد لله رب العالمين..