العيـــد
الحمد لله الثابت وجوده، العظيم جوده، الكثير موجوده، متجه العالم ومقصوده وربه ومعبوده، فله صلاةُ عبده وركوعه وسجوده، وتسبيحه وتهليله وتحميده، واستغفاره وتكبيره وتمجيده، وصومه وفطره وحجه وعيده، وعبادته كلها وتوحيده فهو العظيم الأكبر، وكل شيء دونه حقير وأصغر، وهو الغني عما عداه وكل شيءٍ سواه فقير إلى رحمته الواسعة وفضله الأكبر.
نحمده -تعالى- أن جعلنا مسلمين، وهدانا بكتابه المبين، وبسنة سيد المرسلين، إلى خير شريعة وأشرف دين، ونشكره عز وجل صيرنا مؤمنين، وبالحق قائمين، وعن الباطل مائلين، وسيجزي الله الشاكرين، فهنيئاً لمن شكر، وويل لمن كفر، والله غنيٌ عن العالمين، وإليه المصير والمستقر.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل الأعياد مواسم أفراح الطائعين، وأيام سرور المتعبدين، فما أعظم فرحة الصائم إذا أفطر، وما أكبر سرور الحاج إذا طاف ونحر ولبى وكبر، وجاء من عرفة وبات بالمزدلفة ورمى جمرة العقبة وحلق أو قصر.
ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المفضل، السيد العظيم المبجل1. وصلى الله وسلم على صاحب الحوض المورود، والمذكور في إنجيل عيسى، وتوراة موسى، وزبور داوود، على آله وصحبه مصابيح الدجى، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المزيد.
أما بعد:
أيها المسلمون: إن العيد مظهر من مظاهر هذا الدين العظيم، وشعيرة من شعائره المعظمة، التي تنطوي على حكم عظمة، ومعان جليلة، وأسرار بديعة، وليس العيد كما قد يظنه بعض الناس من أنه هو التسيب وترك العمل، والغفلة عن الله، والتكثر من المباحات، والمباهاة باللباس والمآكل والمشارب، بل ربما قد يظن البعض أن العيد معناه فعل ما يبغض الله من سماع الأغاني المحرمة، والاختلاط بين الرجال والنساء في الحدائق والمنتزهات، وما إلى ذلك من المنكرات..
وليس الأمر كذلك-عباد الله-! إنما المقصود بالعيد شكر الله على تمام العبادة وإتقانها، ولذلك فإن الله لم يشرع للأمة المحمدية إلا عيدان، وكل عيد جاء بعد الفراغ من أداء ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر جاء بعد إكمال صيام رمضان، وعيد الأضحى بعد الوقوف بعرفة والذي يعد ركن الحج الأعظم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة)2. قال ابن رجب -رحمه الله-: "وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته؛ كما قال الله –تعالى-: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}". سورة يونس(58).
وليس لنا -عباد الله- في هذه الدنيا إلا أعياد ثلاثة: يوم الجمعة، وهو عيد الأسبوع، وهو مترتب على إكمال الصلوات المكتوبات، فإن الله -عز وجل- فرض على المؤمنين في كل يوم وليلة خمس صلوات، وأيام الدنيا تدور على سبعة أيام، فكلما دار أسبوع من أيام الدنيا واستكمل المسلمون صلواتهم فيه شرع لهم في يوم استكمالهم، وهو اليوم الذي كمل فيه الخلق، وفيه خلق آدم، وأدخل الجنة، وأخرج منها، وفيه ينتهي أمد الدنيا فتزول، وتقوم الساعة، فالجمعة من الاجتماع على سماع الذكر والموعظة بالصيام.
وفي شهود الجمعة شبه من الحج، وروي: "أنها حج المساكين". وقال سعيد بن المسيب: "شهود الجمعة أحب إليَّ من حجة نافلة، والتبكير إليها يقوم مقام الهدي على قدر السيف فأولهم كالمُهدي بدنة، ثم بقرة، ثم كبشاً، ثم دجاجة، ثم بيضة".
وشهود الجمعة يوجب تكفير الذنوب إلى الجمعة الأخرى إذا سلم ما بين الجمعتين من الكبائر؛ كما أن الحج المبرور يكفر ذنوب تلك السنة إلى الحجة الأخرى.
وفي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة)3. فهذا عيد الأسبوع، وهو متعلق بإكمال الصلوات المكتوبة، وهي أعظم أركان الإسلام ومبانيه بعد الشهادتين.
أمة الإسلام: أما العيدان اللذان لا يتكرران إلا مرة واحدة في العام؛ فأحدهما: عيد الفطر من صوم رمضان، وهو مترتب على إكمال صيام رمضان، وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم واستوجبوا من الله المغفرة والعتق من النار، فإن صيامه يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، وآخره عتق من النار، يعتق فيه من النار من استحقها بذنوبه، فشرع الله- تعالى- لهم عقب إكمالهم لصيامهم عيداً، يجتمعون فيه على شكر الله وذكره وتكبيره على ما هداهم له، وشرع لهم في ذلك العيد الصلاة والصدقة، وهو يوم الجوائز يستوفي الصائمون فيه أجر صيامهم ويرجعون من عيدهم بالمغفرة.
والعيد الثاني: عيد النحر، وهو أكبر العيدين وأفضلهما، وهو مترتب على إكمال الحج، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا أكمل المسلمون حجهم غفر لهم، وإنما يكمل الحج بيوم عرفة، والوقوف فيه بعرفة فإنه ركن الحج الأعظم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة)4. ويوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيعتق الله فيه من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين، فلذلك صار اليوم الذي يليه عيداً لجميع المسلمين في جميع أمصارهم من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده لاشتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة، وإنما لم يشترك المسلمون كلهم في الحج كل عام رحمة من الله وتخفيفا على عباده فإنه جعل الحج فريضة العمر لا فريضة عام، وإنما هو في كل عام فرض كفاية بخلاف الصيام فإنه فريضة كل عام على كل مسلم.
فإذا كمل يوم عرفة وأعتق الله عباده المؤمنين من النار اشترك المسلمون كلهم في العيد عقب ذلك، وشرع للجميع التقرب الموسم يرمون الجمرة، فيسرعون في التحلل من إحرامهم بالحج، ويقضون تفثهم ويوفون نذورهم، ويقربون قرابينهم من الهدايا ثم يطوفون بالبيت العتيق، وأهل الأمصار يجتمعون على ذكر الله وتكبيره والصلاة له، ثم ينسكون عقب ذلك نسكهم ويقربون قرابينهم والنحر الذي يجتمع في عيد النحر أفضل من الصلاة والصدقة الذي في عيد الفطر، ولهذا أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل شكره لربه على إعطائه الكوثر أن يصلي لربه وينحر وقيل له: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الأنعام(162).
أيها الناس: إن العيد الحقيقي لمن أطاع الله، والحسرة لمن عصاه!، العيد لمن أحسن في نهاره الصيام، وأحيا ليله بالقيام، العيد لمن سهر على تلاوة القرآن، لا على الأغاني والألحان، قال -تعالى-: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} سورة يونس(58).
قال بعض السلف: "ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه".
وقال الحسن: "كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد"5.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام على النعمة المسداة، والرحمة المهداة نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
أيها المسلمون: إن العيد في دين الإسلام له مفهومه الخاص، وله معناه الذي يخصه دون سائر الأديان، ودون سائر الملل والنحل.
إن العيد في الإسلام -أيها الإخوة- غبطة في الدين، وطاعة لله، وبهجة في الدنيا والحياة، ومظهر القوة والإخاء، إن العيد في الإسلام فرحة بانتصار الإرادة الخيرة على الأهواء والشهوات.
إن العيد في الإسلام، خلاص من إغواءات شياطين الإنس والجن، والرضا بطاعة المولى، والوعد الكريم بالفردوس، والنجاة من النار.
إن العيد في الإسلام لا كما يتصوره البعض انطلاقاً وراء الشهوات، وحلاً لزمام الأخلاق وتفسخاً على شواطئ البحر، وعرضات هنا وهناك.
إن العيد في الإسلام، ليس فيه ترك للواجبات، ولا إتيان للمنكرات.
في الناس -أيها الناس- من تطغى عليه فرحة العيد، فتستبد بمشاعره ووجدانه، لدرجة تنسيه واجب الشكر والاعتراف بالنعم، وتدفعه إلى الزهو بالجديد، والإعجاب بالنفس حتى يبلغ درجة المخيلة والتباهي، والكبر والتعالي.
وما علم هذا أن العيد قد يأتي على أناس قد ذلوا بعد عز، فتهيج في نفوسهم الأشجان، وتتحرك في صدورهم كثير من الأحزان.
قد يأتي العيد على أناس ذاقوا من البؤس ألواناً بعد رغد العيش، قد يأتي العيد على أناس تجرعوا من العلقم كؤوساً بعد وفرة النعيم، فاستبدلوا الفرحة بالبكاء وحل محل البهجة، الأنين والعناء.
فاتقوا الله -أيها المسلمون-، اتقوا الله -أيها المسلمون- في عيدكم، لا تجعلوه أيام معصية لله، لا تتركوا فيه الواجبات، ولا تتساهلوا في المنكرات.
لا يكن نتيجة عيدكم غضب ربكم عليكم، فإن غضب الله شديد، وعقوبة الله -عز وجل-، لا يتحملها الضعفاء أمثالنا.
اتقوا الله -أيها المسلمون- في عيدكم، واجعلوه عيد عبادة لله، عيد طاعة، عيد توبة صادقة، عيداً ترتفع فيه أخلاق الأمة.
عيداً نثقل فيه ميزان حسناتنا، عيداً نكفِّر فيه عن خطايا سابقة، ارتكبتها جوارحنا، قال الله -تعالى-: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} سورة الزمر(53). وقال سبحانه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} سورة طـه(82). وقال عز وجل: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} سورة يونس(58).
أيها المسلمون: كذلك أيضاً يجب أن لا تُنسينا فرحة العيد أن هناك آلاماً وجروحاً في الأمة لم تلتئم بعد، هناك من أبناء الأمة الإسلامية أناس أبرياء مظلومون، سوف يدخل عليهم العيد، وما زالوا تحت وطأة الظلم والقهر والعدوان.
كم من يتيم يبحث عن عطف الأبوة الحانية، ويتلمس حنان الأم، وأبوه قد ذهب وقطعت أوصاله بسبب رجم القنابل، وأمه لا يعلم مصيرها إلا الله.
سوف يحل العيد بأمة الإسلام، وهناك من يرنو إلى من يمسح رأسه، ويخفف بؤسه. جاءنا العيد، وهناك الألوف من الأرامل اللاتي توالت عليها المحن فقدت زوجها، تذكرت بالعيد عزاً قد مضى تحت كنف زوج عطوف..
وفوق كل هذا -أيها المسلمون- سوف يقدم العيد، ومازالت هناك أراضٍ للمسلمين مغصوبة، منها ما ترضخ تحت وطأة يهود، ومنها مازالت تفتك بها الشيوعية الحمراء.
فأي عيد هذا الذي نفرح فيه، وسهام الشر وسموم العدو يفتك في أجسامنا من كل ناحية، فحق على كل مسلم، حق على كل من في قلبه شعلة إيمان مازالت متوقدة، أن يتذكر كل هذا وهو يستقبل عيده.
حق على كل مسلم أن يتذكر هؤلاء، فيرعى اليتامى ويواسي الأيامى، ويرحم أعزة قوم قد ذلوا. كم هو جميل أن تظهر أعياد الأمة، بمظهر الواعي لأحوالها وقضاياها. فلا تحول بهجتها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فئام من أبنائها. حيث يجب أن يطغى الشعور بالإخاء قوياً، فلا تنس أفغانستان، ولا فلسطين، -ولا العراق، ولا السودان- ولا الشيشان، وأراضٍ للمسلمين أخرى منكوبة بمجاهديها وشهدائها، بأيتامها وأراملها، بأطفالها وأسراها.
كم هو جميل أن نتذكر ونحن نستقبل العيد أن هناك الألوف من الأسر المنكوبة، من يقدم يد الاستجداء والمساعدة، بلقمة طعام، أو كساء لباس، أو خيمة غطاء.
وفي المسلمين أغنياء وموسرون، ولكن مع الأسف، استغل النصارى هذه الحاجة الملحة عندهم، لسد جوعتهم، فقاموا بإطعامهم وكسوتهم مع تقديم جرعات لهم من النصرانية مع كل كأس ماء، أو كسرة خبز.
لقد نشط المبشرون النصارى، وكثفوا جهودهم في أوساط هذه الأسر الفقيرة، والمسلمون وأغنياء المسلمين في حالة يرثى لها، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكم هو جميل كذلك أن يقارن الاستعداد للعيد، لفرحته وبهجته، استعداداً لتفريج كربة، وملاطفة يتيم، ومواساة ثكلى، يقارنه تفتيش عن أصحاب الحوائج، فإن لم تستطع خيلاً ولا مالاً، فأسعفهم بكلمة طيبة وابتسامة حانية، ولفتة طاهرةٍ من قلب مؤمن.
إنك حين تأسو جراح إخوانك إنما تأسوا جراح نفسك، وحين تسد حاجة جيرانك إنما تسد حاجة نفسك، قال تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ} سورة البقرة(272). وقال سبحانه: {مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ} سورة فصلت(46). أسأل الله أن نكون بهذا المستوى ونحن نستقبل عيدن6.
ومع كل هذه المآسي التي تحل بالمسلمين فإنه لا مانع من أن نفرح فرحاً شرعياً بما منّ الله علينا من النعم، ونشكره فإن بالشكر تزيد النعم، ولنحذر من الغفلة، وارتكاب المنكرات والآثام، وإضاعة الأوقات في اللهو المحرم واللعب الآثم، فقد نظر بعض العلماء إلى الناس يوم الفطر وما هم عليه من الغفلة، وانشغالهم بما هم فيه من الطعام والشراب واللباس فقال: "لئن كان هؤلاء أنبأهم الله -عز وجل- أنه قد تقبل منهم صيامهم وقيامهم، فقد كان ينبغي لهم أن يكونوا أصبحوا مشاغيل بأداء الشكر، ولئن كانوا يخافون أنه لم يقبل منهم، كان ينبغي لهم أن يكونوا أشغل وأشغل!!"7.
اللهم أعد العيد على الأمة الإسلامية، وقد تحقق لها ما تصبوا إليه من النصر والعزة والرفعة.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، واخذل الكفرة والملحدين.
ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
1 الفتوحات الربانية للبيحاني، صـ(305) بتصرف.
2 رواه الترمذي وأحمد، وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح الجامع، رقم (3172 ).
3 رواه الترمذي، من حديث أبي هريرة، وقال الألباني: "حسن"؛ كما في صحيح الجامع، رقم (8201).
4 سبق تخريجه.
5 لمعرفة المزيد راجع: لطائف المعارف، صـ (299).
6 نقلاً عن : http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=6839
7 صفة الصفوة(2/225). الناشر: دار المعرفة –بيروت. الطبعة الثانية (1399هـ). تحقيق: محمود فاخوري – د. محمد رواس قلعه جي.