احتياجات المسجد
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإن المساجد من أشرف البقاع، وأفضلها على الإطلاق، وهي من أحب الأماكن إلى الله، بل لعلو قدرها وشرفها أضافها الله إليه فقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا1.
وقد جعل الله السعي في تخريبها، ومنع الناس من ذكر الله فيها؛ من أعظم الظلم وأشنعه قال الله – تعالى -: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ2، وفي المقابل أخبر النبي r كما في حديث عثمان بن عفان t قال: سمعت رسول الله r يقول: من بنى لله مسجداً بنى الله له مثله في الجنة3، ولعل المقصود بالبناء هنا البناء الحسي، وذلك يشمل توفير جميع احتياجات ومتطلبات المسجد، والتي يمكن ذكر بعضها في نقاط رئيسية:
1- ينبغي على من موّل مسجداً من ماله، أو سعى في بنائه؛ تعيين إمام وخطيب للمسجد، وعليه أن يتقي الله، ويتحرى في تعين ذلك الإمام أو الخطيب أهليتهما للقيام بتوصيل رسالة المسجد إلى الناس كما ينبغي، فلا يعين إماماً أو خطيباً مبتدعاً ضالاً أو جاهلاً، كما يضع في حسابه أن ذلك الخطيب أو الإمام لا بد لهما مما يقتاتان به وأهلهما؛ فإذا كان الباني أو القائم على بناء المسجد ممن يجد سعة من المال فلا مناص من تعيينه لذلك الإمام أو الخطيب بأن بجعل لهما راتباً شهرياً، وهذا من دليل كمال بنائه للمسجد.
2- بناء مرافق للمسجد من سكن للإمام، والخطيب، والمؤذن، والبواب، ومخزن للممتلكات، وأدوات للمسجد الخاصة به.
3- بناء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم السنة النبوية، وذلك يستدعي تفريغ معلمين ومعلمات لتعليم القرآن والسنة للفتيان والفتيات.
4- إنشاء مكتبة مقروءة وأخرى مسموعة؛ يتوفر فيها الكتب والكتيبات، والمطويات العلمية، والأشرطة العلمية والدعوية النافعة، ويحبذ أن تكون في مؤخرة المسجد.
5-توفير جميع ما يمكن أن تكون به المحافظة على نظافة المسجد من موظفين، ولوازم نظافة؛ كالمكانس والمنظفات وغير ذلك.
6- وضع صندوق خاص للفتاوى، وآخر للمقترحات والملاحظات.
7- تعيين جهات خاصة بصيانة الأعطاب في الأنوار، وأجهزة الصوت وغيرها، أو إحضار الجهات المؤهلة للقيام بذلك.
والله نسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين.