من فوائد السواك
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد حثنا الدين الإسلامي الحنيف على كل ما فيه نفعنا، وحذرنا من كل ما فيه مضرتنا في دنيانا وأخرانا، ومما حثنا عليه الإسلام: النظافة والتطهر من الأنجاس والأقذار، والإنسان معرض لكثير من الآفات والأمور المكروهة، فهو يحتاج إلى دفعها عن نفسه بما يزيلها، ومن ذلك السواك، فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في الحث على السواك، وبيان فوائده، وذكر أحكامه، وأوقات استعماله أكثر من مائة حديث؛ ومن ذلك ما جاء في الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)). وما ذلك إلا لأن في السواك فوائد جمة يصعب حصرها، ولكننا سنشير إلى بعض منها..
قال ابن القيم رحمه الله"وفي السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات"1. فهذه أربع عشرة فائدة من فوائد السواك، ويضاف إلى ذلك من فوائد السواك: أنه: "يبيض الأسنان، ويطيب النكهة، ويسوي الظهر… ويبطئ الشيب، ويصفي الخلقة، ويذكي الفطنة، ويضاعف الأجر، ويسهل النزع .. ويذكر الشهادة عند الموت"2.
فهذه تسع فوائد تضاف إلى ما سبقها من الفوائد، فيكون المجموع ثلاث وعشرون فائدة.
وهناك فوائد أخرى للسواك ذكرها علماء الطب الحديث، منها:
1- أفضل علاج وقائي لتسوس أسنان الأطفال لاحتوائه على مادة الفلورايد.
2- يزيل الصبغ والبقع لاحتوائه لمادة الكبريت والمادة القلوانية.
3- تبيض الأسنان لاحتوائه لمادة السيلكا.
4- يفيد في التآم الجروح وشقوق اللثة ويساعد على نموها نمواً سليماً لاحتوائه لمادة ترايمثي لامين (trimethy lamina) وفيتامين (ج).
5- أفضل علاج لترك التدخين3. وقد عدد أحدهم بعض فوائد السواك، فقال:
إن السواك يستحب لسنة *** ولأنه مـما يطيب له الفم
لم تخش من حفر إذا أدمنته *** وبه يسال من اللهاة البلغم4
فهذه بعض فوائد السواك، ومع ذلك فقد حثنا على هذا الأمر نبي الإسلام؛ لأنّ فيه تلك الفوائد الدينية والدنيوية، فما علينا إلا أن نحرص على المداومة على هذه السنة التي هجرها البعض، ولنحييها بين الناس؛ لأن فيها رضا ربنا، واتباعاً لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وحفاظاً على صحتنا. والله نسأل أن يعصمنا من الزلل، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. سبحانك الله ربنا وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.