المؤمنون نَصَحَة
الخطبة الأولى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، ورحم الله عبداً اهتدى بهداه أما بعد:
ما أجمل خلق الله! يكمل بعضهم بعضاً، ويصلح بعضهم بعضاً، هذا يقوم تلك الشجرة، وهذا ينقد تلك السبيكة، ومن هذا المخلوقِ شبعُ ذلك الجائع، وذلك فيه أمان هذا الخائف، وهذا لهذا، كل مسخر للآخر، وهذا متمم لنقص الآخر:
الناس للناس من بدوٍ ومن حضر | بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ |
فتبارك الله القائل: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف:32]، هذا في أمور معايشهم وأرزاقهم، ولعمري إن ما يقوِّم معيشتهم وحياتهم أجدر وأولى بالتكامل والالتفاف حول البعض، ليس لسدِّ رمقٍ، ولا لغوثة ملهوف؛ إنما لإنقاذ غريق في وحل الذنب، وتصعيد مرتقٍ إلى عالي الرتب، ونصرته ظالماً كان أو مظلوماً فهو في هذه الحال أحوج إلى أخيه من الطعام والشراب.
حقق النبي ﷺ هذا المفهوم بقوله وهو الصادق المصدوق: الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ1، وبهذه الألفاظ الجامعة نجده ﷺ يوحد أمته على مبدأ واحد، ومن حاد عنه ولو عقدة مغزل نُبِّه وذُكِّر، وأُخذ بيده ليعود إلى ما عليه عامة المسلمين، ليكون جميعاً أمة وسطاً.
لم يترك النبي الرحيم بأمته ﷺ منفذاً للقيل والقال، وتنقل الأقوال في من هفا، أو زلت به قدمه، بل حث على المبادرة في نصحه وكأنه يريد أن يجعل المسلمَينِ في تكميل بعضهما البعض كاليدين تغسل إحداهما الأخرى دون استغناء.
وانظروا كيف جعل النصيحة ديناً؛ ليحث عليها، ويدفع إليها كل منتسب للإسلام، ولم يقصرها على جانب دون آخر، فما إن سألوه عن مجالاتها حتى بين ذلك شاملاً كاملاً. قال العلماء: أما النصيحة لله – تعالى – فمعناها منصرف إلى الإيمان به، ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه من جميع النقائص، والقيام بطاعته، واجتناب معصيته، والحب فيه، والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، وجهاد من كفر به، والاعتراف بنعمته، وشكره عليها، والإخلاص في جميع الأمور، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة، والحث عليها، والتلطف في جمع الناس، أو من أمكن منهم عليها.
واعلموا – عباد الله – أن حقيقة هذه الإضافة في قولنا: النصيحة لله راجعة إلى العبد في نصحه نفسه، فالله – تعالى – غني عن نصح الناصح.
وأما النصيحة لكتابه فالإيمان بأنه كلام الله – تعالى – وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وتحسينها والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة، والذبُّ عنه لتأويل المحرفين، وتعرض الطاعنين، والتصديق بما فيه، والوقوف مع أحكامه، وتفهم علومه وأمثاله، والاعتبار بمواعظه، والتفكر في عجائبه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه، والبحث عن عمومه وخصوصه، وناسخه ومنسوخه، ونشر علومه، والدعاء إليه.
وأما النصيحة لرسول الله ﷺ فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حياً وميتاً، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، وإعظام حقه، وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته، ونشر شريعته، ونفي التهمة عنها، واستثارة علومها، والتفقه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها وتعليمها، وإعظامها، وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته، أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك.
وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج عليهم، وتأليف قلوب الناس لطاعتهم.
وأما نصيحة عامة المسلمين فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وكفُّ الأذى عنهم، فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم، ويعينهم عليه بالقول والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذبُّ عن أموالهم وأعراضهم، وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل، وحثهم على التخلق بجميع ما ذكر من أنواع النصيحة، وتنشيط همهم إلى الطاعات. وقد كان في السلف من تبلغ به النصيحة إلى الإضرار بدنياه2.
أيها المسلمون الكرام: دعونا نسلط الضوء أكثر على النصيحة لعامة الناس:
إن النصيحة المتبادلة بين المسلمين ظاهرة خلقية كريمة تعبر عن صدق الأخوة بينهم، وتعبر عن أمانة الرجل وصدقه فيما يخبر به أخاه مما يعلم من وجوه الخير، لا سيما إذا استشاره واستنصحه فإنها تكون واجبة؛ لأنها حق من حقوق المسلم على أخيه كما صح ذلك عن النبي ﷺ حين قال: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ3.
ويكون واجباً عليك أن تنصح إن طلب منك النصيحة، فعليك أن تنصحه، ولا تداهنه، ولا تغشه، ولا تمسك عن بيان النصيحة4. عباد الله: إن من شأن هذا الخلق الكريم أن يعقد المودات بين الناس، أو يزيد في توثيقها، بشرط أن تكون نصيحة صادقة ليس الغرض منها الفضيحة، أو الشتيمة، أو التعيير، أو التنقيص، إلا عند النفوس المستكبرة العاتية، على أنها سترضى بعد حين متى شعرت بصدق الناصح وإخلاصه في النصيحة5.
لقد كان السلف من أعظم من طبق هذا الخلق العظيم، وجعله عنواناً مرسوماً على جبينه، وأنه ناصح أمين لا يريد إلا الخير، على رأس هؤلاء: سيد الناصحين، وإمام المخلصين رسول الله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وكذا آله وصحابته الكرام أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، والأئمة الأعلام من بعده، ولنأخذ من ذلك نزراً من معالم نصحهم الذي بذلوه:
هذا خليل الله ينصح أباه وقومه يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [مريم:43]، وشهد له القرآن حيث قال: قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ[الأنبياء: 56]. وهود لما نصح قومه أبوا عليه، وقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ [الأعراف:66-68]، ولم يقبلوا منه نصحه مع بذله كل ما بوسعه في إيصال نصيحته لهم، وكل الأنبياء عليهم السلام نصحوا وبلغوا، حتى جاء خاتمهم ﷺ فقال: أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ6.
وكل من قدم أمراً بمعروف، أو نهياً عن منكرٍ؛ فقد نصح، والتاريخ مليء وحافل بمثل هذه الملامح الطيبة، والتي إن دلت فإنما تدل على لحمة الإسلام، ورابطته الوثيقة عراها. نسأل الله أن يصلح حالنا وأن يوفقنا للعمل بما جاء في شريعته من النصح لعموم المسلمين، إنه على كل شيء قدير، ونستغفر الله العظيم، ونتوب إليه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على النبي الأمجد، سيدنا ونبينا العظيم أحمد، وعلى آله وصحبه ومن لله ركع وسجد.. أما بعد:
أيها المؤمنون: قد تقرر لدينا – والحمد لله – مفهوم النصيحة، ومكانتها من تعاليم الإسلام، وبقيت لفتة لطيفة يتحتم التعريج عليها: لماذا ننصح، وكيف ننصح؟
أما لماذا ننصح فالجواب عنه بأمور:
– اتباع أمر الشرع الحكيم، ونيل الأجر العظيم على ذلك، واقتفاء أثر المرسلين.
– استحقاق نصرة الله – تعالى -: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [الحـج:40-41].
– إبراء الذمة، والإعذار أمام الله قال تعالى: وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الأعراف:164] أي لنعذر فيهم.
– الأمان من لعنة الله وغضبه، لأن ترك النصح سبب لغضب الله ولعنته كما ذكر عن بني إسرائيل: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [المائدة:78-79].
– تقويم المجتمع، لما في بذل النصيحة من استقامة الأحوال، وتقويم النفوس.
– درء الفساد، وتقليل الشر.
– الأمان من عذاب الله وعقابه؛ لأن ترك النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب في جلبه كما أخبر بذلك رسول الله ﷺ حين قال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ؛ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ7، وقال ﷺ: مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُهُ لَمْ يُغَيِّرُوهُ إِلَّا عَمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ8.
إلى غير ذلك من الأسباب والدواعي التي تستوجب النصح، ولعلنا نتطلع لمعرفة كيف ننصح، والأمر في ذلك يسير فكلٌ يعرف كيف ينصح، ولكن لمزيد من التذكير فهناك أمور حريٌّ بالناصح أن يراها بعين الاعتبار، والتي من أهمها:
– الإخلاص لله في ذلك، وليكون في النية الحصول على نتيجة القبول للنصيحة والتغيير بعيداً عن الشهرة، وخصوصيات النفس، والحسابات الشخصية.
– تجنب الكلام في وقت النصيحة أو مكانها، فمثلاً لو أن أحدنا نصح فلاناً بالأمس فلا يليق أن يردد ذلك بعد وقت النصيحة، وكذا بعد الخروج من مكان النصيحة، وإلا فهذا يؤدي إلى الغيبة، والنميمة، وأكل لحوم الناس بالباطل، فنعوذ بالله ممن شرهه في الباطل.
– اختيار الوقت المناسب الملائم لطبع المنصوح، فلا يناسب النصح في ساعة غضب أو نحوه.
– الانفراد بالنصيحة فلا ينصح أمام ملأ، ولا أمام من يستحي أمامهم ويتحرج فهذا سيؤدي به إلى التبرير والمدافعة، وعدم التقبل، وقد قال الإمام الشافعي – رحمه الله -: “من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه”9، وقال الشاعر:
تعمدني بنصحك في انفرادي | وجنبني النصيحة في الجماعة |
فإن النصح بين الناس نوع | من التوبيخ لا أرضى استماعه |
فإن خالفتني وعصيت قولي | فلا تجزع إذا لم تلق طاعة |
– النصيحة بالقول اللين، والكلام الحسن، وانظر إلى الخلق الرباني كيف يعلم اللهُ الكليمَ موسى : فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طـه:44]، وقد قال بعض السلف لبعض إخوانه: “لا تنصحني حتى تقول في وجهي ما أكره”10.
– ليس بالضرورة التقبل، وعند عدم التقبل لا يعني هذا فتح باب الكلام في المنصوح على مصراعيه أيًّا كان بحجة أنه لم يتقبل، وهذا من أعظم الإثم في هذا الباب لأنه يجر إلى معاصٍ كثيرة، كقول أحدهم إذا قلت له: اتق الله ولا تتكلم في فلان، انصح أو اسكت؛ إذا به يقول لك: لقد نصحته ولكن أبى، سبحان الله وهل عدم قبوله منك ذريعة للنيل منه، والوقوع في عرضه!، أو مخرج لك من وعيد الله؟!
– الاستمرار في النصيحة كما كان الأنبياء يستمرون في الدعوة، فالمرة الواحدة لا تكفي، ولا تعذر أمام الله.
أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق، ويجنبنا مساوئ الأخلاق، وأن يبصرنا عيوبنا إنه على كل شيء قدير.
1 صحيح مسلم: (82) من حديث تميم الداري .
2 شرح صحيح مسلم للنووي: (1 /144).
3 صحيح مسلم: (4023).
4 شرح النووي على مسلم: (7 /295).
5 الأخلاق الإسلامية للميداني: (2 /218).
6 صحيح البخاري: (1625).
7 سنن الترمذي: (2095) وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم: (7070).
8 مسند أحمد: (18433) وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: (5749).
9 شرح النووي على مسلم (1 /131).
10 كتاب الفرق بين النصيحة والتعيير (1 /11).