تدريس الطلاب الذين لا يعرفون القراءة

تدريس الطلاب الذين لا يعرفون القراءة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد يوجد من الراغبين في تعلم قراءة القرآن من لا يعرف القراءة من المصحف إما لصغر سن، أو عدم تعلم، أو عجمة، وهؤلاء يحتاجون إلى طرق تدريس معينة، وهنا مسلكان لتعليمهم:

1.  تعليمهم القراءة والكتابة عن طريق تدريسهم في النصف الثاني من زمن الحلقة (القاعدة البغدادية) أو غيرها مما يناسب حالتهم.

2. تحفيظهم القرآن تلقيناً، حيث تستخدم معهم الطريقة الجماعية، وذلك حتى يتمكنوا من معرفة القراءة من المصحف، ليتم بعد ذلك الانتقال بهم إلى الطريقة الفردية التي تستخدم مع من يعرف القراءة من المصحف.

الخطوات العملية لتدريس القرآن الكريم لمن لا يعرف القراءة من المصحف:

1. يطلب المدرس من الطلاب فتح مصاحفهم على المقطع أو السورة المطلوب حفظها، لكي يشترك البصر مع السمع في الاستيعاب والتلقي، مما يسهل عمليتي الإدراك والتذكر.

2. يقوم المدرس بكتابة المقطع المطلوب حفظه على اللوح (السبورة) إن وجد، ويحرص على أن يكون رسم كتابته وترتيب الكلمات في الأسطر التي يكتبها كرسمها وترتيبها في المصحف الذي بأيدي الطلبة.

3.  يوجه المدرس الطلاب إلى إمرار أيديهم في مصاحفهم على الكلمات التي تتم قراءتها، ويقوم هو بالإشارة إليها بما بيده من عصا ونحو ذلك على اللوح الموجود.

4.  لا بد أن تكون المقاطع المطلوب حفظها قصيرة حتى يتمكن الطلاب من إجادة حفظها، واستيعاب كلماتها، وخاصة إذا كانوا صغار السن.

5. يقوم المدرس بعد ذلك بالقراءة أولاً، والطلبة يرددون خلفه ثانياً، ويتم الاكتفاء بتكرار سطر واحد تقريباً إن كان الطلبة صغاراً، وسطرين إن كانوا كباراً حتى يجيد حفظه معظم الطلاب، ويطلب ممن حفظه قراءته عليه، ثم يقوم بقراءة الأسطر التي حفظها جل الطلاب، ويرددونها خلفه مرة أو مرتين، ثم يطلب ممن حفظها قراءتها، ثم يقرأ سطراً أو سطرين آخرين مرة ثالثة، ويطلب من الطلاب ترديدها خلفه حتى يجيد حفظها جل الطلاب، ويفعل كما فعل في المرة السابقة وهكذا.

6. ينبغي للمدرس أن يسعى إلى استنهاض همم الطلبة الذين لم يحفظوا في المرة الأولى لكي يحفظوا في المرة الثانية أو الثالثة، محاولاً معرفة الكلمة أو الكلمات التي لم يجيدوا حفظها بعد، ومساعدتهم على حفظها عن طريق كثرة التكرار والتلقين لها خاصة.

7. بعد أن يشعر المدرس أن جل الطلبة أجادوا حفظ المقطع المطلوب حفظه، فإن عليه أن يأمر الطالب الذي يريد أن يقرأ بإغلاق المصحف، ويقوم المدرس بمسح ما كتبه على اللوح، أو تغطيته، ثم يأمره بالقراءة، وفي حال خطئه يمكن أن يطلب المدرس من زملاء الطالب تذكيره بعد استئذانه بالإشارة دون الصوت.

8. يفضل أن يتم فصل الطلاب صغار السن عن الكبار منهم، وأن يقوم المدرس نفسه بتدريس الكبار في وقت خاص بهم لا وجود لصغار السن فيه؛ حتى لا يكون هناك إحراج أو أنفة من قبلهم.

أما الطلاب صغار السن فمن الممكن أن يستفيد المدرس من بعض الطلبة المجيدين للقيام بدوره، ولكن يفضل أن تكون عملية التسميع النهائية بواسطة المدرس، وعلى المدرس أن يشرف في بداية الأمر على عملية التلقين حتى يطمئن على مستوى طلابه المقرئين؛ لأن الخطأ في التلقين يحوجه إلى جهد كبير لتصحيحه، وقد يتعذر عليه أحياناً.

9. من الممكن أن يستخدم المدرس في القراءة المثالية الأولى التلاوة المسجلة – إن أمكن – وبخاصة حين يكون أداؤه ضعيفاً نسبياً.

10. على المدرس أن يوجه الطلبة إلى الاستعانة بأوليائهم الذين يجيدون القراءة في المنزل عن طريق التكرار عليهم، ويمكن في المجتمعات ذات المستوى المادي الجيد تكليف الطلاب بالاستماع إلى آيات المقطع في المنزل عن طريق آلة التسجيل والإلقاء.

11. أن يقوم المدرس بتكليف الطلاب بربط المقطع الذي تم حفظه بالمقاطع السابقة المحفوظة حتى يقوى الحفظ ويتميز، ويمكن تكليف كل طالب الاستماع إلى زميله والعكس، مع ضرورة ضبط ذلك، والجدية فيه، حتى لا يؤدي ذلك إلى العبث، أو الاشتغال بأحاديث جانبية.

12. لا بد لمدرس هذا الصف من تكثيف عملية المراجعة، وإعطائها القدر الذي تستحقه من العناية، نظراً للاعتماد الأساسي على السمع دون البصر، نتيجة عدم قدرة هذا الصنف على التعلم عن طريق القراءة1.

والحمد لله رب العالمين


1 راجع كتاب المنتدى: نحو أداء متميز.