القراءة الترديدية

القراءة الترديدية

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:  

فهذه طريقة من طرق تعليم القرآن الكريم، وتصحيح تلاوة القارئين لكتاب رب العالمين.

صفتها:

هي القراءة التي يقرأ فيها الطلبة خلف من يقرأ مقاطع الآيات التي يسمعونها منه بصوت واضح.

أهدافها:

من الممكن أن يسعى المدرس من خلالها إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1.    تخليص ألسنة الطلاب من عيوب النطق، كحبسة اللسان والتأتأة، والفأفأة، ونحو ذلك.

2.    منع سريان اللهجات العامية، واللغات الأعجمية إلى الطلاب أثناء قراءتهم للقرآن الكريم.

3.  تعريف الطلاب بالمصطلحات والعلامات الموجودة في المصحف، كعلامات المد، والوقف، والأحزاب والسجدات، وكيفية تطبيقها والاستفادة منها.

4.    استيعاب الطلاب نطق الكلمات التي يجدون فيها صعوبة.

5.    تمكين من لا يعرف القراءة والكتابة من حفظ ما تيسر من القرآن الكريم.

6.    تعويد الطلاب على آداب وكيفية القراءة الصحيحة من المصحف الشريف.

7.    تعويد الطلاب على تدبر الآيات من خلال التوقف عند بعضها، ولفت أنظار الطلاب إلى معانيها.

8.    تعريف الطلاب بأحكام التجويد الأساسية، وكيفية تطبيقها عند مرور أمثلتها أثناء القراءة.

مواضع استخدامها:

يحسن استخدام القراءة الترديدية في حالتين:

الحالة الأولى: للذين لا يعرفون القراءة والكتابة، وهم صنفان:

أ‌-                 صغار السن: ومن الممكن قيام المدرس بها، أو أحد الطلبة المجيدين.

ب‌-     العوام من كبار السن: وهؤلاء يفضل أن يقوم المدرس نفسه باستخدامها معهم وفي غير وقت الحلقة الذي يوجد فيه الصغار؛ خشية حصول إحراج أو نفور منهم.

الحالة الثانية: للذين يعرفون القراءة من المصحف الشريف:-

وذلك في الحلقات التي تسير على الطريقة الفردية. ويتم استخدامها بين وقت وآخر؛ ليتم تدريبهم على حسن الأداء والالتزام بأحكام التجويد، ومن الممكن قيام المدرس بها، أو أحد الطلاب المجيدين أو عن طريق قراءة أحد المقرئين بواسطة جهاز التسجيل، أو عن طريق استضافة أحد المجيدين من خارج الحلقة للقراءة. كما يفضل أن يكون المقطع المردد من المقاطع المحفوظة لدى جل الطلاب، وذلك لينصرفوا إلى الاعتناء بكيفية النطق والأداء.

تنبيهات حول كيفية القيام بالقراءة الترديدية:

1.  إذا كان عدد  الطلبة مناسباً: فإن المدرس يقرأ ويردد الطلبة خلفه، أما إذا كان عددهم كبيراً بحيث لا يستطيع المدرس تمييز أصواتهم ومعرفة الأخطاء التي يقع فيها بعضهم؛ فيمكن تقسيمهم إلى مجموعات، بحيث يقرأ المدرس أولاً ثم المجموعة الأولى بعده، والثانية بعدها وهكذا، ومن الممكن اختيار المجموعة الأولى من الطلبة المتميزين أو من أكبر الطلاب سناً؛ وذلك في حال عدم وجود تميز واضح، والمجموعة الثانية لمن يلونهم وهكذا.

2.  على المدرس أثناء القراءة الترديدية أن يراعي الوقوف على رؤوس الآي، والالتزام بعلامات الوقف، وضبط الحركات والسكنات، وإعطاء الحروف حقها من أحكام التجويد.

3.  على المدرس أن يوجه طلابه إلى المتابعة بالمصحف، والأفضل أن يكون ذلك عن طريق إمرار أيديهم على الكلمات المقروءة، وأن يقوم بملاحظتهم في ذلك ليجمع الطلاب في المتابعة بين حاستي السمع والبصر.

4.    أن تكون قراءة المدرس والطلبة ترتيلاً، حتى يساعد ذلك في تحسين الأداء لدى الطلبة، ويدفعهم إلى تدبر معاني الآيات وتفهمها.

5.  ينبغي أن تكون المقاطع المقروءة قصيرة نسبياً، وذلك حتى يتم الاعتناء بالأداء وتلافي انقطاع نفس بعض الطلبة وتأخرهم عن السير مع زملائهم، أو عدم قراءة بعضهم لجميع كلمات المقطع، نتيجة استعجالهم وحرصهم على مسايرة زملائهم.

6.  ينبغي أن يكون صوت الطلبة أثناء القراءة الترديدية معتدلاً، وذلك حتى لا يؤذي بقية الطلاب وحتى لا ينهكهم، أو يكون الدافع لديهم أيهم أعلى صوتاً بدلاً من ضبط الأداء ومراعاة أحكام التجويد.

7.  ينبغي للمدرس أن يكون حافظاً للمقطع الذي يقرئه للطلاب، معداً للأحكام التجويدية التي يريد تعريف الطلاب بها، وتفسير الكلمات القرآنية التي يريد سؤالهم عنها، ومناقشتهم في معانيها.

8.  القراءة الترديدية تكرر بحسب الحاجة إليها، ولا يقتصر فيها على مرة واحدة، بل يستمر المدرس فيها حتى يشعر بأنها قد حققت أهدافها.  

9.  بعد الانتهاء من القراءة الترديدية يبدأ المدرس بالاستماع إلى قراءات الطلبة واحداً تلو الآخر؛ لتثبيت الأداء الجيد الذي استمعوا إليه أثناء القراءة الترديدية في أذهانهم، ويوجه الطلاب إلى المتابعة في المصاحف التي بأيديهم وإمرار أصابعهم على الكلمات التي يتلوها زميلهم1.

والحمد لله رب العالمين.


1 انظر: نحو أداء متميز لحلقات تحفيظ القرآن الكريم (ص 26 -30) بتصرف.