كيف تحل مشكلة بين العاملين؟

كيف تحل مشكلة بين العاملين؟

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن هذه الدنيا لا تسلم من رزية، ولا تخلو من بلية، فيها الأمراض والأسقام، والخلافات والمشاكل.

وأكثر ما تحدث المشاكل بين المتجاورين والعاملين في مؤسسة واحدة، أو في مؤسسات مختلفة، ولكن حديثنا هنا حول مشكلة تحدث بين العاملين في مؤسسة واحدة، كيف يكون حلها، وكيف يكون علاجها، أقول يمكن حلها باتباع الخطوات التالية:

1.    استمع لكلا الطرفين لتفهم مشاعر كل منهما وادعاءاته ومزاعمه، قد تقوم بهذا مع كل طرف على انفراد، أو بحضور الطرفين معاً، وفي الحالة الأولى اعمل على أن يعرف كل طرف بأنك لن تخفي شيئاً عن الطرف الآخر.

2.    عندما يجتمع المتخاصمان معك في نفس الوقت احرص على أن يُصغي كل منهما لما يقوله الآخر، و لا تدع أحد الأطراف يتكلم إلا بعد أن تقوم بشرح وإعادة صياغة ما قاله الطرف الآخر بطريقة ترتضيه، إن هذا الأسلوب يخفف كثيراً من حدة الغضب.

3.    قم بتحديد النقاط التي تعتقد أنها أدت على حدوث سوء الفهم بين المتخاصمين، ولا تلق اللوم فيما حدث على سوء الفهم للواقع، قم فقط بشرحه لهم، وقل: لا أعتقد أبداً أنكم تختلفون على هذه النقطة، ولكن يبدو أن المشكلة سببها استخدامكم لتعابير مختلفة، وإن كانت تعني الشيء نفسه، اسمحوا لي أن أريكم ما أعني…

4.    تأكد من معرفتك وإدراكك للقضايا العالقة بين الطرفين، وجه الأسئلة إليهم، وابحث عما وراء الأسباب والمزاعم التي يطرحها كل واحد منهم.

5.    اسأل إن كان باستطاعة أحدهم أن يقترح حلاً للخلاف يمكن أن يرضى به الجميع، فإن هذا الحل سيكون أفضل من الحل الذي تقترحه أنت.

6.    عليك أن تقرر فيما إذا كانت الاقتراحات المطروحة- بما فيها الاقتراح التي توصي به أنت- قابلة للتطبيق والنجاح.

7.    اختر الحل الأنسب لتخفيف حدة التوتر، وإعادة مستوى الأداء لما كان عليه.

8.    عليك أن تحفظ ماء وجه الشخص الذي قد يبدو أنه خاسر، فإن هذا سوف يساعد على تطبيق الحل المقترح بيسر وسهولة.

9.    تابع الحل المقترح لتتأكد من نجاحه، إذا لم ينجح الحل فعليك أن تعرف السبب، أو أن تجتمع بأطراف النزاع من جديد1.

والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد، والحمد لله رب العالمين.


1 انظر: "الخطوات الذكية"، لسام ديب وليل سوسمان (ص 191)، نقلاً عن: "فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية"، للدكتور الغوثاني، صـ (202- 203).