تفقد أهل الحي

تفقد أهل الحي

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين، محمد بن عبد الله الذي بعثه ربه رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

فإن المسلمين لحمة واحدة، وهم كالبنيان، أو كالبنان في تماسكهم، وتراصهم، والمجتمع المسلم مجتمع متراحم متعاطف، يعطف فيه القوي على الضعيف، والكبير على الصغير، ويساعد الغنيُّ فيه الفقيرَ، والموسر المعسر، فهم إخوة في الدين، ولا يكون المؤمن كامل الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.

والمجتمع المسلم ينبغي عليه أن يعرف هذه التعاليم حتى يعيش عيشة هنيئة ويسعد في الدنيا والآخرة، وينعم بما أعطاه الشرع الحنيف من تلك الحقوق، التي تنفع المجتمع جميعاً.

وعلى أصحاب كل حي أن يعرفوا أحوال إخوانهم، وما هم عليه، فيسألوا عن غائبهم، ويعودوا مريضهم، ويقدموا المساعدة لمن يحتاجها،حتى وإن لم يسألها.

أما تفقد أهل الحي فيكون بالسؤال عنهم، وزيارتهم إلى بيوتهم، والاستفسار عن أحوالهم. فمثلاً إذا تغيب واحد منهم عن الصلاة في الجامع الذي اعتاد أن يصلي فيه، فيسأل عنه أقاربه أو جيرانه أو حتى يُزار إلى بيته، فربما كان سبب تغيبه عن الحضور إلى الصلاة في المسجد مرضاً أو سفراً أو غيرها من الأمور، وقد يحتاج أحياناً إلى مساعدة إخوانه ولكنه يستحي أن يسألهم، ومن خلال معرفة حاله، تقدم له المساعدة بطريقة مناسبة.

 وبالتفقد يُعرف الفقير والمسكين، والأرملة، والمريض، فيعطون حقوقهم، ويُحث من لديه قدرة على التعاون معهم، ولا ينبغي للمسلم أن يتهاون في هذا الأمر، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به))1.

اقتراحات:

       ينبغي التعرف على أغلبية أهل الحي، ومعرفة أوضاعهم الاجتماعية.

       زيارة من مرض منهم، أو قدم من سفر.

       جمع مبلغ من المال من الموسرين، وتقديمه للمحتاجين، ويفضل أن يكون هذا الأمر  مستمراً.

       تخصيص يوم لزيارة أفراد أصحاب الحي إلى بيوتهم، والجلوس معهم.

والله نسأل أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يوفقهم لما يحبه الله ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


1 رواه الطبراني في الكبير (755)، وقال الهيثمي: "رواه الطبراني والبزار, وإسناد البزار حسن" مجمع الزوائد (8/167).