مخالفات يقع فيها بعض المعتمرين

مخالفات يقع فيها بعض المعتمرين

 

إن شهر رمضان المبارك شهر التزود من الأعمال الصالحات، شهر المسابقة والمنافسة لنيل أعلى الدرجات عند رب الأرض والسماوات، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتزكوا النفوس وتقبل على طاعة رب الأرض والسماوات، العمرة فيه كحجة مع النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – كما ثبت ذلك عنه من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لامرأة من الأنصار: ((ما منعك أن تحجي معنا)). قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحاً ننضح عليه قال: ((فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة))1، وهذه المرأة التي من الأنصار يقال لها أم سنان كما في رواية مسلم رحمه الله، فهذا هو فضل العمرة في هذا الشهر الكريم، لكن بعض المعتمرين هدانا الله وإياهم يقعون في بعض الأخطاء عن جهل في ذهابهم لأداء هذه الشعيرة العظيمة، وهذه الأخطاء في مواطن متعددة هي:

·       منها ما يكون قبل العمرة وهي:

1-     عدم إخلاص النية فيكون بذلك عمله غير مقبول وذلك لأن النية شرط أساسي لقبول الأعمال، فلا يخرج ليقال له الحاج فلان.

2-     التزود بالمال الحرام وذلك لأن الله – تبارك وتعالى – طيب لا يقبل إلا طيباً، وعدم التزود بالمال الحلال الكافي.

3-     التقصير في تعليم المناسك فيتعرض لما يفسد عليه أو ينقص أجره.

·       منها ما يكون عند الإحرام وهي:

1-     تجاوز الميقات بلا إحرام، وكفارة ذلك فدية وهذا يقع غالباً لمن يركب الطائرة والمفروض أن يحرم عند محاذاة أقرب المواقيت.

2-     اعتقاد حرمة تغيير ثياب الإحرام فيجوز للمحرم ان يستبدل بأخرى تتوفر فيها الشروط.

3-     الاضطباع من أول الإحرام إلى نهايته، والاضطباع وهو إظهار الكتف الأيمن فهو لا يكون إلا في طواف القدوم وطواف العمرة والبعض يخرج به إلى بلده.

4-     اعتقاد البعض أن الغسل واجب، وهو فقط سنه مستحبه.

5-     الإهلال قبل الركوب والسنة ألا يهل بالإحرام إلا عند الركوب.

6-     الاختلاط بين الرجال والنساء، وهذا فيه فساد كبير.

·       منها ما يكون عند التلبية وهي:

1-     قول البعض اللهم إني أُريد العمرة وهذا خطأ والمفروض أن يقول لبيك عمرة.

2-     ترك التلبية أو خفض الصوت، وهذا خلاف السنة بل السنة أن يرفع الرجال أصواتهم بالتلبية.

3-     عدم تدبر معنى التلبية، فإن تدبر معانيها يحمل على الاستجابة والانقياد والإقبال على الطاعة بالتسليم.

·       منها ما يكون عند دخول الحرم وهي:

1-     اعتقاد وجوب الدخول من باب معين وهذا غير صحيح بل الدخول من أي باب.

2-     دخول بعض النساء للحرم وهي حائض أو نُفساء وهذا حرام لا يجوز.

3-     اعتقاد عدم وجوب تحية المسجد للحرم وهذا خطا فالمسجد الحرام كغيره من المساجد غير أن الداخل للطواف لا يلزمه تحية المسجد بل يجزئه الطواف.

·       منها ما يكون عند الطواف وهي:

1-     التلفظ بالنية عند الطواف فمثلاً يقول: نويت أن أطوف سبعة أشواط وذلك لأن النية محله القلب.

2-     اعتقاد وجوب تقبيل الحجر الأسود فيقوم بمزاحمة النساء وأذية الآخرين وكان يكفيه الإشارة إليه.

3-     قيام البعض بخلع الرداء والاكتفاء بالإزار فقط.

4-     ترك الرمل للرجال وهو سنه معلومة في الأشواط الثلاثة الأولى.

5-     الطواف من داخل حجر إسماعيل وهذا خطاء لأنه من الكعبة أصلاً.

6-     أن يجعل الكعبة من الجهة غير اليسار ومن فعل ذلك فعليه أن يأتي بشوط غيره.

7-     تقبيل الركن اليماني ومسح الوجه به وهذا مخالفة للسنة فإنه يُستلم دون تقبيل، واستلامه باليسار وهو خلاف السنة والمفروض استلامه باليمين.

8-     الرمل في جميع الأشواط وهذا خلاف السنة.

9-     رفع الصوت بالدعاء وهذا ليس من السنة.

10-        عدم البدء في الطواف من عند الحجر الأسود، وهذا خلاف السنة ويجب إعادته.

11-        التمسح بمقام إبراهيم وطواف بعض النساء وهي حائض وهذا لا يجوز.

·       منها ما يكون عند ركعتي الطواف وهي:

1-     الإصرار على الصلاة خلف المقام مباشره، وهذا يسبب إرباك الطائفيين، أو إلحاق الضرر بنفسه، وإطالة الركعتين وهذا خلاف السنة.

·       منها ما يكون عند المسعى وهي:

1-     التلفظ بالنية، والإشارة إلى الكعبة عند الصعود بالصفا بإصبعه وهذا خلاف السنة.

2-     ترك الرمل وهو الإسراع بين العلمين الأخضرين وهذا مخالف للسنة، والرمل مشروع في حق الرجال أما النساء فلا يشرع.

3-     الرمل في جميع السعي وهو خلاف للسنة.

4-     البدء بالمروة قبل الصفا، فيؤدي إلى بطلان شوط.

5-     اعتبار الشوط الواحد ذهاباً ورجوعاً، فيكون بذلك قد فعل أربعة عشر شوطاً وهذا خلاف السنة.

·       منها ما يكون عند الحلق والتقصير وهي:

1-     حلق بعض الرأس وترك البعض الآخر.

فهذا ما تيسر القول فيه، وعلى كل إنسان إذا أراد العمرة أن يتعلم مناسكها قبل الذهاب إليها، ليقي نفسه من الخطأ والزلل، وذلك لأن سبب وقوع الناس في هذه المخالفات هو الجهل، وإذا أشكل على إنسان شيء من الأعمال عليه أن يسأل أهل العمل، نسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن علينا بزيارة بيت الله الحرام، وأن يتقبل منا الصيام والقيام، ونسأله الإخلاص في القول والعمل وأن يجنبنا الزلل في القول والعمل والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


1 رواه البخاري برقم(1690)؛ ومسلم برقم(1256).