المسجد الرمضاني

المسجد الرمضاني

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد:

فإن المسجد الرمضاني: هو المسجد الذي يشعل قلوب المصلين بالإيمان، وألسنتهم بالقرآن، وأرواحهم بالعيش مع الديان، والطمع في الغفران من الرحمن، هو ذلك المسجد الذي يعج بأصوات القراء، وسجود العباد، وركوع الخاشعين، وإخبات المتضرعين، وثناء الحامدين، وابتهال القائمين، هو المؤسسة التي تقوم بإفطار الصائم، وإطعام الجائع، وكسي العاري، وإرشاد التائه، وهداية الضال، كما يمثل مؤسسة دعوية كبرى تخرج الدعاة إلى شتى ميادين الحياة، لان الدعاة في رمضان يجتمعون في المسجد ليضعوا الخطط الدعوية المتمثلة في الخروجات الدعوية عبر المحاضرات، والندوات، والكلمات، والخواطر، والأمسيات كل ذلك بتنسيق من المسجد، ومن الدعاة فيه ورواده، كما يظل المسجد في شهر رمضان عامراً بالمصلين، والقائمين، والراكعين، والساجدين، والمبتهلين، فتظل أبوابه مفتوحة على مدار الليل والنهار، والصباح والمساء؛ لأن رواده بالنهار الصائمين، وبالليل القائمين والمعتكفين، ففيه يعتكفون، وبه يسكنون ويعيشون ليال مباركة مع الحي القيوم الذي لاتأخذه سنة ولانوم، لاسيما وعدد المصلين يزداد في المساجد خلال شهر رمضان المبارك، ونفوس المسلمين تصبح أقرب إلى ربها كما قال النبي : إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين1 وإليك أيها الداعية برنامجاً دعوياً مقترحاً يمكن تطبيقه في مسجد الحي، وأظنه لا يخفى عليك، ولكنه من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين، وأنت منهم – إن شاء الله -:

1- توزيع الأشرطة والكتيبات الإسلامية: يقترح أن يقف صغار السن عند أبواب المسجد بعد صلاة المغرب؛ ليقوموا بتوزيع الأشرطة، والكتيبات الإسلامية، ويفضل أن يبدأ بتوزيع أشرطة القرآن الكريم.

2- توزيع الفتاوى: هناك فتاوى هامة عبارة عن مطوية، أو ورقة واحدة فقط لكبار العلماء كالشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ ابن عثيمين – رحمهما الله -، والشيخ ابن جبرين – حفظه الله -، ومن هذه الفتاوى – حكم العمل في البنوك الربوية، كثرة خروج النساء إلى الأسواق، تأجير المحلات لبيع المحرمات ، الدش….-.

3- تنظيم مسابقة للصغار من طلاب حلقات التحفيظ: وذلك بحفظ مجموعة من سور القرآن، وكذلك بعض الأذكار النبوية، ويتم تكريمهم، وإعطائهم الجوائز أمام أولياء أمورهم وجماعة المسجد في الوقت المناسب.

4- تنظيم مسابقة للنساء: وذلك بإعداد وتوزيع أسئلة في مصلى النساء ليقمن بالإجابة عليها، ووضعها في صندوق خاص عندهن، وبالإمكان أن تكون الأسئلة عن مواضيع معينة في الأشرطة والكتيبات التي تم توزيعها عليهن لتكون دافعاً للاستماع والقراءة، ويفضل الأسئلة التي لها أثر تربوي فمثلا: بدل أن يوضع سؤال يقول: من هي ذات النطاقين؟ يستبدل بسؤال: لماذا سميت ذات النطاقين بهذا الاسم؟

5- القراءة على المصلين بعد صلا ة العصر: وذلك للفتاوى المتعلقة بالصيام أو الأحاديث والآثار الدالة على فضل شهر رمضان وصيامه.

6- القراءة على المصلين قبل الإقامة لصلاة العشاء: وذلك في سيرة الرسول وصحابته الكرام، والسلف الصالح كالإمام أحمد، وابن تيمية، والبخاري – رحمهم الله – نظراً لما في السيرة من أحداث وعظات ودروس تشتاق النفوس لسماعها، وتتأثر بها – بإذن الله -، وكذلك قراءة فصول في الرقائق كعذاب القبر ونعيمه، والجنة والنار، أو في أعمال القلوب كالإخلاص والمحبة والتوكل، وفي مواضيع مختارة في العقيدة كالولاء والبراء، والذهاب إلى السحرة والكهان، أو مواضيع عامة كأهمية الرفقة الصالحة، وفضل الأخوة في الله، وصلة الرحم، وفضل الأذكار، والاهتمام بأمور المسلمين.

7- استضافة بعض العلماء والدعاة: وذلك لإلقاء كلمات قبل الإقامة لصلاة العشاء، أو بين صلاة العشاء والتراويح.

8- الاستفادة من لوحة الإعلانات بالمسجد: وتكون بخط واضح وجذاب على أن يتم تغييرها كل يومين، وتتناول محاسن الأخلاق، وفضائل الأعمال أو غير ذلك.

9- جمع التبرعات لصالح المشاريع الخيرية الإسلامية، أو لصالح المنكوبين من المسلمين والفقراء.

وأخيراً أخي الداعية الفاضل .. لا تنس أمراً هاماً قبل القيام بهذا البرنامج وخلال تنفيذه وبعده ألا وهو الدعاء بأن ينفع الله بتلك الأنشطة، ويبارك فيها، ويجعل عملك خالصاً لوجهه تعالى … فهنا سوف تتحقق النتائج المرجوة بإذن الله.

أسأل الله لنا ولك التوفيق والإعانة والسداد.

والحمد لله رب العالمين.


1 – متفق عليه.