المسابقات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
من الأنشطة التي يحسن بالإمام أن يقوم بها: المسابقات، لما فيها من المحفزات، وإفادة الناس في أمور دينهم، والتنافس على الخير والصلاح، وقد أدخل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في المسابقات الجائزة “المسابقات التي فيها نشر للدين، وحفظ القرآن والسنة”.
ولعل الهدف من وراء إقامة المسابقات الدينية هو نشر العلم والوعي السليم بين الناس، وليست فقط للتسلية كما قد يفهمها البعض؛ لذا وغيره فإنه يلزم على القائمين عليها أن يكون لديهم هدفٌ واضحٌ ومحددٌ يسعون للوصول إليه – حتى لو كان صغيراً -، ومن هذه الأهداف مثلاً: تصحيح أخطاء شائعة بين الناس، وإيصال مفاهيم جديدة، والتعريف بكتب وصوتيات مفيدة، وإبراز وتأكيد دور المسجد في مناسبة ما، والتقريب بين أهل الحي، وغير ذلك من الأهداف.
كما ينبغي أن نتطرق المسابقات للأمور التالية:
1. حفظ سور من القرآن وتفسيرها.
2. حفظ أحاديث نبوية وشرحها.
3. توزيع كتاب لقراءته، والإجابة على أسئلة تكون أجوبتها في ثنايا هذا الكتاب.
4. أسئلة مستوحاة من عدة كتب متوفرة في المكتبات، فيهتم الناس بشرائها، واستخراج الحلول منها، كما ينبغي أن يعلن عن أسماء الكتب مع المسابقة فتكون نواة لإنشاء مكتبة في المنزل.
5. مسابقات خاصة للنساء عن صحابيات، أو تفسير آيات محددة، أو أحكام الصيام والطهارة، أو تربية الأولاد، وحقوق الزوج، أو منكرات البيوت، وما إلى ذلك مما يهم المرأة المسلمة.
6. كتابة بحوث قصيرة في مواضيع لها أهميتها في الحي.
7. إقامة مسابقات بين المساجد بالتنسيق مع أئمة المساجد الأخرى.
8. أسئلة عن فقرات مختارة من مواد سمعية أو مرئية.
9. مسابقات خاصة للصغار.
10. أسئلة خاصة بالمناسبات كرمضان، وأحكام الصيام، والحج، وزكاة الفطر وغير ذلك.
كذلك ينبغي أن يعلن عن ماهية الجوائز لتحفيز الناس، ولتكن هذه الجوائز من الأشياء التي تلفت النظر، وكثيرة الاستخدام؛ كي يشعر المشارك بدور المسجد وارتباطه به مثل ساعة حائطية جميلة، أو تذكرة سفر للعمرة، أو مواد إسلامية مرئية … إلخ.
وإذا كانت المسابقة للأطفال فتكون الجوائز مما يفرح بها الصغار من ألعاب، وقصص إسلامية وما إلى ذلك.
كما ينبغي أيضاً تحديد موعد إعلان الفائزين، وتوزيع الأسئلة في المسجد، مع تعليق نسخة كاملة منها على لوحة أخبار المسجد.
وأما كيفية نشر المسابقة فيكون بطرق عدة منها:
– تعليق الأسئلة على لوحة المسجد.
– طباعة المسابقات على أوراق، ونسخها عدة نسخ، ومن ثم يقف بعض شباب المسجد عند الأبواب لتوزيعها.
– توضع الأسئلة في مظاريف، ويكون في كل مظروف هدية مناسبة.
ويمكن تحصيل قيمة هذه الجوائز وتوفيرها بأحد الوسائل التالية:
· يتكفل بها أحد أفراد الحي.
· تجمع من بعض المحلات التجارية، وتكون بمثابة دعاية لها – بشرط أن لا تكون دعاية داخل المسجد –.
· يتبرع بها القائمون على المسابقة على أن لا يشاركوا فيها.
ووسائل أخرى يمكن البحث عنها.
وأما الإعلان عن النتائج للمسابقة فيكون بعدة طرق:
– كتابة أسماء الفائزين على لوحة الإعلانات، والطلب من الفائزين الحصول على جوائزهم من إمام أو مؤذن المسجد.
– الإعلان عنها بعد الصلاة، وتوزيع الجوائز مباشرة أو بعد حين.
– وهي أفضل لعموم الفائدة: إقامة حفل يدعى لها أهل الحي، وتعد طاولة توضع عليها الجوائز، ويكون في الحفل كلمة ترحيب من القائمين على المسابقة، مع شكر المشاركين والحضور.
– كلمة لضيف الحفل – من خارج الحي – وليكن أحد المشايخ أو المسؤولين.
– قراءة سريعة للأجوبة، أو عرض سريع لها.
– مسابقة قصيرة وسريعة للصغار الحاضرين.
– أخذ آراء أهل الحي عن هذه المسابقة، ومقترحاتهم للمسابقة القادمة.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.1
1 المرجع : من أجل مسجد فاعل لعبد الرحمن اللعبون – بتصرف وزيادة.