ضوابط للتعاون بين المؤسسات القرآنية

ضوابط للتعاون بين المؤسسات القرآنية

 

الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} سورة المائدة(2). والصلاة والسلام على رسوله الأمين، القائل في سنته-صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)1؛ وعلى آله وصحبه والتابعين وسلَّم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فإن الله قد ألزم المسلمين بفعل الخير، والتواصي فيما بينهم عل فعله، وحذرهم من ضد ذلك؛ فقال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} سورة المائدة(2). وحذرهم من التنازع والاختلاف، فقال: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} سورة الأنفال(46). وأمرهم بالتوحد والاعتصام بدينه، فقال: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} سورة آل عمران(103). وبما أن من سنن الله الكونية أن الناس يختلفون؛ كما قال الله –تعالى-: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} سورة هود(118)  (119)، فإذا كان الأمر كذلك فإنه من الواجب على المسلمين أن يتحدوا ويجتمعوا على الحق، وأن ينبذوا الفرقة والاختلاف، فإن لم يجتمعوا فأقل ما يمكنهم فعله هو التعاون والتنسيق فيما بينهم، ولكن هذا التنسيق والتعاون بين المؤسسات القرآنية لابد أن يكون على وفق ضوابط وأسس تكون بين الطرفين المتعاونين، يمكن أن نوجزها فيما يلي:

1. تسليم جميع الأطراف بمبدأ تعدد الجماعات الإسلامية، وأن تعترف كل جماعة بالأخرى، مع اتفاق الجميع على استبعاد الجماعات المنحرفة عن الخط الإسلامي الصريح.

2.   الاحترام، واعتبار المجموعة الأخرى عوناً وشريكاً في خدمة القرآن.

3.   اعتراف كل مجموعة بجهود الأخرى في خدمة القرآن.

4.   التحرز من العقلية الحزبية، والعصبية المقيتة.

5.   عدم تعالي مجموعة على أخرى بدعوى الشمولية، أو سبق زمن، أو كثرة عدد، أو علو سندٍ في القرآن، أو أفضلية شيوخ، أو غير ذلك.

6.   التناصح بين المجموعات والاستفادة من تجارب الجميع حتى لا تتكرر الأخطاء2.

7.   العمل على قاعدة: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

8.   أن يؤمن الجميع بهذه الضوابط السبعة3. والله الموفق.


1 – الحديث رواه البخاري ومسلم.

2 – للتوسع راجع كتاب: وحدة العمل الإسلامي، للدكتور محمد أبو الفتح(83- 90) بتصرف.

3 – انظر: فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية، للذكتور يحي بن عبد الرزاق الغوثاني، صـ(278).