عشـاء مشـترك
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه ورسوله وخيرة خلقه محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
يمكن لأي إمام مسجد أن يجعل من مسجده محطة لقاء لجميع أهل الحي ولا يكتفي بمن يأتي إليه أو بطلاب التحفيظ أو برواد دروسه عقب الصلوات، بل يمكن أن يستضيف جيران المسجد في وجبة عشاء – مثلاً – ، وتكون الجهود متكاتفة في تجهيزها بل لو أخبرهم بذلك لربما سارع أكثرهم بالمبادرة وإحضار شيء من بيته، وآخر سيتكفل بشيء آخر وهكذا، ويمكن أن توزع عليهم بعض الأكلات ليأتوا بها من بيوتهم، ولا يتصور في مثل هذه الحال أن يتحرج أحد منهم.
أهدافها:
1. بث روح التعاون بين المسلمين وتعويدهم على ذلك.
2. لفت أنظار الناس إلى تعاونهم مع المسجد وإمام المسجد.
3. تحقيق روح الإيثار فيما بينهم.
4. التنبيه على بعض آداب الأكل التي جاءت بها السنة النبوية.
5. غرس مفهوم البذل والعطاء.
6. جمع الناس في مناسبة خاصة – قد لا يجتمعون إلا في جمعة أو مناسبة عامة – .
7. تعارف بعضهم على بعض، كما جاء في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَف) رواه البخاري ومسلم.
8. استغلال حضور الناس بكلمة توجيه وإرشاد لأحد الحاضرين من أهل العلم.
9. دعوة الجميع للمشاركة في سائر الأنشطة، وتشويقهم إلى ذلك.
10. دعوة أبنائهم إلى حضور التحفيظ والدروس.
11. إبراز بعض السلوكيات من قبل إمام المسجد والقدوات الدينية.
12. قد لا يكون الجميع مستقيمين على الدين؛ لذا فلا بد من خلال هذا النشاط وغيره أن يُحبب إليهم المستقيمون والملتزمون وأن يظهروا بالمظهر الصحيح؛ ليقتدي بهم من اقتدى ويتعلم من تعلم، ويتأثر من تأثر.
وغير هذه من الأمور التي يمكن الاستفادة منها وتحقيق مفاهيمها ووضوح صورتها لدى الناس.
والحمد لله رب العالمين.