المساهمة في بناء مصلَّى للنساء
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين، وعلى آله، وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإن الله قد فضل بعض الرسل على بعض، وفضل بعض الأيام على بعض، وفضل بعض الأماكن على بعض؛ ومن تلك الأماكن التي فضلها الله على غيرها: المساجد.
وقد وردت نصوص كثيرة تبين فضل بناء المساجد، وتحث على ذلك؛ فمن ذلك قوله : إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (سورة التوبة:18).
وعن عثمان بن عفان قال: سمعت النبي ﷺ يقول: من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله – تعالى – بنى الله له مثله في الجنة1.
وبناء المساجد يكون بناءً حسياً ومعنوياً، وحديثنا هنا عن البناء الحسي سوءا كان بناء المسجد بأكمله، أو إعادة ترميمه وصيانته، وتوفير ما يحتاج إليه من خدمات، ومتطلبات.
ولكننا – وللأسف – نرى بعض المساجد تبنى، ولا يخصص جزء منها مصلى للنساء، فلذلك كان لا بد من الحديث عن بناء مصلى خاص بالنساء يصلين فيه، ويحضرن لسماع المواعظ والخطب، ويقمن فيها حلقات تحفيظ القرآن، وتدريس علوم الشريعة، وما إلى ذلك من المنافع الحاصلة للنساء.
وليحث أهل الحي ممن يرتادون المسجد إلى المساهمة في بناء مصلى للنساء كل بحسب قدرته، واستطاعته، ولتكن هذه المساهمات إما: بمواد عينية، أو مساهمات نقدية، وليخلص الجميع في عمله ذلك، ولا يستصغره فإن ديناراً سبق ألف دينار كما جاء في الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: سبق درهم مائة ألف درهم قالوا: وكيف؟ قال: كان لرجل درهمان: تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها2.
وليبشر الجميع ببشارة النبي ﷺ لهم كما جاء في حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: من بنى مسجداً لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة3، والمفحص هو عش الطائر قال ابن حجر – رحمه الله -: والمعنى أن يزيد في مسجد قدراً يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر، أو يشترك جماعة في بناء مسجد، فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر4، أي قدر مفحص القطاة.
والله نسأل أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.