التكبير في العيدين

التكبير في العيدين

التكبير في العيدين

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإنَّ التكبير في العيدين من شعارات المسلمين، وسنة من سنن سيد المرسلين، وعلامة من علامات الفرحة لدى الموحدين، وابتهاج بقدوم العيدين، وفيه قمع وغيظ للكفار والمنافقين.

وليس لنا -نحن المسلمين- إلا عيدان في السنة: عيد الفطر، وعيد الأضحى، فيشرع لنا أن نكبر الله على ما هدانا، ونحمده على ما أسدى إلينا من النعم.

وبما أن التكبير سنة من السنن الظاهرة؛ فقد أحبينا أن نتحدث في هذه الكلمة عن التكبير وأنواعه، وصيغة ذلك، فنقول:

إن التكبير ينقسم إلى قسمين:

أولاً: تكبير مطلق، في كل وقت في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، منفرداً أو جماعات، وفي البيت، والطرقات والأسواق، وفي كل مكان يشرع فيه ذكر الله، فيُسن دائماً.

ويبدأ وقت التكبير المطلق من أول عشر ذي الحجة، وفي يوم العيد، وفي سائر أيام التشريق إلى آخر يوم من أيام التشريق، وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.

هذا بالنسبة لغير الحاج، وأما الحاج الذي منَّ الله عليه بأداء مناسك الحج فيبدأ التكبير المقيد في حقه بعد رمي جمرة العقبة من يوم النحر؛ لأنه المشروع في حقه قبل ذلك هو التلبية؛ فإذا رمى جمرة العقبة بدأ بالتكبير، فله أن يكبر في كل مكان وفي كل ساعة يشرع له التكبير فيه، وينتهي التكبير للحجاج بخروجهم من منى قبل الظهر لمن كان متعجلاً في اليوم الثاني، وللمتأخر في اليوم الثالث من أيام التشريق.

ثانياً: تكبير مقيد، وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات المكتوبات. فإن وقته يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً ثم قال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" بدأ بالتكبير بالصيغة التي سيأتي بيانها.

هذا بالنسبة لغير الحاج، وأما من كان حاجاً فإن التكبير المقيد في حقه يبدأ عند رمي الجمرة الكبرى يوم العيد في دبر كل الصلوات المفروضة.

وأما عن صفة التكبير وكيفيته فيقول العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله- في المجلس الثلاثين من مجالس شهر رمضان: "وصِفتُهُ أنْ يقولَ: "الله أكبر، الله أكبر، لا إِله إِلاَّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد". ويُسَنُّ جهرُ الرجالِ به في المساجدِ والأسواقِ والبيوتِ إعلاناً بتعظيم الله، وإظهاراً لعبادتِه وشكرِه، ويُسِرُّ به النساءُ لأنهن مأموراتٌ بالتَستُّر، والإِسرار بالصوتِ".

فعلى المسلم أن يحرص على هذا التكبير، وأن يملأ به جنبات الأرض، ويكبر الله في أيام عشر ذي الحجة كلها، وأن يحافظ على هذه السنة، ويظهرها ولا يخفيها.

فـ: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد". وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.