المظروف الأسري

المظروف الأسري

 

إن النظر إلى ما يبذله أعداء الإسلام من تفنن في عرض عقائدهم الباطلة، وأخلاقهم الفاسدة في قوالب حديثة مبثوثة عبر وسائل فنية إعلامية بأفضل الطرق وأعلاها؛ ليجعل أهل الحق يفكرون في وسائل أكثر تأثيراً وجذباً في المدعوين وفي نشر الحق الذي يحملونه بالطرق المشروعة.

إننا في أمس الحاجة إلى أن نسعى لإنقاذ الناس من الكفر إلى الإيمان، ومن الضلالة إلى الهدى، وأن نبلغ دعوة الله بالأسلوب الحسن والطريقة المثلى.

ومن أهم ما يعتنى به في المجتمع هو الأسرة، فالأسرة هي أساس كيان المجتمع؛ لأن من مجموعها يتكون المجتمع فهي بالنسبة له كالخلية لبدن الإنسان، ويترتب على ذلك أن الأسرة إذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع. ولهذا اعتنى النظام الاجتماعي الإسلامي بالأسرة عناية كبيرة تظهر في الأحكام الكثيرة بشأنها، وأكثر هذه الأحكام وردت بها آيات في القرآن الكريم يتعبد المسلمون بتلاوتها في صلاتهم وفي خارج صلاتهم، فضلاً عن الأحاديث النبوية الكريمة الواردة في موضوع الأسرة مما يدل على شدة اعتناء الإسلام بالأسرة فهي نواة المجتمع الأولى.

ولذا ينبغي للدعاة إلى الله عز وجل أن يهتموا بالأسرة وإصلاحها واستخدام الوسائل الدعوية لإصلاحها.

ومن الوسائل التي يمكن أن يستخدمها الداعية إلى الله أو إمام المسجد في الحي لإصلاح أسرة ما؛ "المظـروف الأسـري الدعوي". وفكرة هذه الوسيلة هي أن يحضر ظروف كبيرة نوعاً ويوضع فيه عدة أشياء: كشريط مناسب ومطوية وكتيب وهدية بسيطة إن أمكن. ولأجل إضافة روح النشاط والحيوية في الأسرة يمكن وضع أسئلة مسابقة وتكون في الشريط أو المطوية أو الكتيب التي وضعت في المظروف وبهذا نضمن استفادة الأسرة من ذلك المظروف، وتسلم الإجابات إلى إمام المسجد أو المسئول المختص في المسجد، وبعد انتهاء مدة الإجابة يعمل حفل خفيف في أحد المنازل أو حتى في المسجد ويكرم الفائزون في تلك المسابقة وبهذه الوسيلة يتم ربط الأسر في الحي بالمسجد وإمام المسجد.