تشجيع المتميزين في المدرسة

 

تشجيع المتميزين في المدرسة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.  أما بعد:

كان من حكمة النبي   أن يسعى في استقطاب المميزين، وتعزيز قدراتهم الإيجابية وتحفيزها، وإنمائها.

كما كان   يعطي كل شخص ما يستحقه من المكانة والتقدير، وذلك مراعاة لاختلاف مستوياتهم وتفكيرهم، ومكانتهم، وبذلهم في سبيل الدعوة، ويسعى في ترقية جميع تلاميذه –الصحابة رضوانه الله عليهم أجمعين- ويخص هذا بفائدة وهذا بأخرى وهذا بجلسة وهذا بحوار وهذا بأمر، وهذا بمصاحبة في الطريق..

المقصود أنه كان في حياته   ما يدل على أن للمبدع ميزة تدعو إلى تنميتها، وتحفيزها حتى ولو كان الأمر يسيراً فالذي تظهر فيه ملامح النجاح، وسمات قبول الرقي فإنه أحرى بأن يقدم ويهنأ.

ونحن في ظل هذه الرعاية التربوية النبوية نأمل أن تنفعنا تجربته   كما نفعت أصحابه –رضوان الله عليهم- لذا ينبغي علينا أن نسعى في إنماء المتميزين من أبنائنا، في المدرسة والتحفيظ ونحوها من المحاضن التربوية.

وفي الحي المتكاتف تكاتف الجسد الواحد يحبذ أولاً أن يزور كل أب ابنه إلى منزل رعايته التربوية والتعليمية، والسؤال عن مستواه، ومدى تقبله للدراسة وانسجامه معها؛ لينمي عند الطالب الشعور بالمتابعة، فإنه إن شعر باللامبالاة من قبل أهله قد يتفلت في دراسته، وينزوي عنها إلى اللعب واللهو وإشغال النفس بالدون.

وفي هذه الحملة المستمرة يقوم أهل الحي بترشيح واحد من أبنائهم كل شهر طالب أو طالبين، يتم ترشيحهم من خلال مقاييس يُتفق عليها مع المدرسين، ويعرفها الطلاب لعرفوا مجال السباق، وتكون المقاييس شاملة لحاجيات الدراسة ومتطلباتها، كاعتبار مستوى الذكاء، ومقدار الحفظ ودوام الانضباط، وحسن السلوك، ودرجات التقييم الشهري والأسبوعي، والمبادرة بالحضور والتفاعل مع المدرسة وأعضاء هيئة التدريس.

إنه عندما يكرم كل شهر طالب أو طالبان فإنه سيتم التنافس في الدراسة والتعليم بين الطلاب، وبهذا يتحسن مستوى الضعيف، ويرتفع مستوى الجيد.

ويقترح أن يتم تكريمه على طابور الصباح مثلاً، ويُحبَى جائزة مناسبة سنَّه ومستواه،ويعلن بعد ذلك تكريم فائز آخر في شهر قادم لتقع المنافسة.

وعلى هذا الحال نكون قد أعطينا جانب الأولاد حظاً طالما أهمله الآباء، وقمنا بدورنا كآباء تجاه أبنائنا، -مع العلم أن هذا ليس كل شيء فسبل النفع كثيرة، وكما قيل:

والفتى إن أراد نفع أخيه فهو أدرى في نفعه كيف يسعى

والحمد لله رب العالمين.