صفات المشرف العلمية والذاتية

صفات المشرف العلمية والذاتية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد:

فإن هناك صفات مهمة ينبغي أن يتصف بها المشرف على حلقات القرآن الكريم، وهذه الصفات منها؛ صفات إيمانية وأخلاقية، وقد سبق أن تحدثنا عنها، وفي هذا المقام سنتحدث – إن شاء الله – عن الصفات العلمية والذاتية التي ينبغي على المشرف أن يتصف بها، فنقول وبالله وحده نستعين:

أولاً: الصفات العلمية:

ينبغي على من يتصدر لمهمة الإشراف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم أن يتمتع بصفات علمية عالية خاصة تؤهله للقيام بتلك المهمة، ومن تلك الصفات الأتي:

1- أن يكون ذا تخصص عال في القرآن الكريم وعلومه.

2- أن يكون مطلعاً على أساليب تزكية النفس، مُقبلاً على تزكية نفسه.

3- أن يكون له حلقة يُدرس فيها، وذلك حتى لا ينقطع عن ميدان التدريس العلمي.

4- أن يكون ذا خبرة ومراسٍ في مجال الإقراء والتعليم لكتاب الله في الحلقات، وعلى دراية وافية بأساليب التعليم، وطرق التدريس، وفنون التوجيه والإشراف، تفوق خبرة كافة من يشرف عليهم من المعلمين.

5- أن يجيد فن التعامل مع الناس، وأن  يتميز بالقدرة على تكوين علاقات بناءة سليمة مع الآخرين1.

6- أن يتمتع بالفطنة والذكاء العام، وسرعة البديهة، والقدرة الابتكاريَّة على إبداع الأفكار الجديدة وتطويره2.

7- أن يتمتع بنشاط وحركية، فلا يسأم من مهمة التنقل والتحرك للزيارات الميدانية.

7- أن يكون ذا دراية تامة باللغة العربية تحدثاً وكتابةً، وبثقافة البلد الذي يشرف على الحلقات فيها.

8- أن يكون لديه إلمام جيد ببعض المهارات الأساسية التي يتطلبها العصر، وتقتضيها طبيعة العمل مثل: الخطابة، الإمامة، التعامل مع الحاسوب… إلخ3.

9- سعة الاطلاع، والثقافة العامة، وحب الاستطلاع، والرغبة في التعلم، والنمو العلمي والمهني، وتنوع الخبرات، وتطوير نفسه علمياً.

10- التسامح والمرونة العقلية، مع دقة المتابعة والملاحظة.

11- الاهتمام بالتوجيه والإرشاد، والإشراف القرآني، والميادين المتصلة بذلك4.

12- الذوق القرآني، والحس التجويدي، والتوافق النفسي، والميل إلى حب القرآن وتعليمه، ونشر الخير للعالمين.

ثانياً: الصفات الذاتية( الشخصية):

أما الصفات الذاتية (الشخصية) التي ينبغي أن يتحلى بها المشرف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم فهي باختصار كالتالي:

1. القدرة على التعاون مع الآخرين، وكسب ودهم وثقتهم.

2. أن يتمتع بروح الحماس، والتفاؤل، والأصالة.

3. التنوع الفني في القدرات الشخصية.

4. التفتح الذهني، وسعة العقل، والأفق الواسع في النظرة إلى الحياة.

5. سلامته من عيوب النطق كالتأتأة، والفأفأة، واللَّثْغة، ونحو ذلك.

6. التعاطف ولين الجانب، حتى لا يرهبه الآخرون.

7. ألا يكون تسلُّطياً، مستبداً، حادّ المزاج.

8. أن يكون مفعماً بالإنسانية، يتميز بالصبر، وطول البال.

9. المظهر العام اللائق، واللباس الأنيق، وتوابعه كالطيب.

10. حسن الإصغاء، والمودة، والصداقة، والاهتمام بالآخرين.

11. أن يتسم بروح مرحة، وطلعة مبتسمة، ووجه مشرق متفائل يفيض بالحيوية.

12. أن يكون لديه قدر من النضج العقلي، والتوازن العاطفي، فهو في موضع إصدار القرارات وتنفيذها، فلا يشتط ولا يغلو5.

13. وأخيراً من أهم الصفات الذاتية في المشرف سحر الشخصية6.

والله من وراء القصد.


1–  للتوسع انظر الحلقات القرآنية (234) والإدارة التعليمية أصولها وتطبيقاتها للدكتور محمد منير مرسي (368).

2– انظر حول الابتكار كتاب (التفكير الابتكاري المعوقات والميسرات للدكتور أحمد عبادة. وكتاب الإبداع وتربيته للدكتور فاخر عاقل. وعلم النفس التربوي (134).

3– انظر كتاب قواعد فن الخطابة ومواجهة الجماهير للدكتور يحي عبد الرزاق الغوثاني.

4–  انظر كتاب التوجيه والإرشاد النفسي صـ(463) للدكتور حامد عبد السلام زهران.

5– انظر دليل التدريب القيادي (69-70).

6 انظر “فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية” صـ(236- 239) بتصرف.