التعامل بالرفق

التعامل بالرفق 

الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابُ المنان، الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، القائل في كتابه الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(آل عمران:159)

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، ذو الأخلاق الطاهرة، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة، صاحب الرفق واللين،الذي ما خُيرَ بين شيئين إلا اختار أيسرهما، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه، صلاة تشرق إشراق البدور. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء:1) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} (الأحزاب:70). أما بعد:

عباد الله: إن الرفق خلق الأنبياء، وصفة الصالحين الأتقياء، به أمر الله أنبياءه في أكثر ما آية، فقال في كتابه{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وقال سبحانه، لموسى وأخيه : {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، وأوصى به الأنبياء أتباعهم، فقد قال محمد-صلى الله عليه وسلم-: (إن الله رفيق يحب الرفق) وقال 🙁إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).

فالرفق  هو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالسهل، وهو ضد العنف(1).وفي الحديث:(إن الله يحب الرفق في الأمر كله)(2).والرفق لين الجانب، ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق.

قال الغزالي-رحمه الله-: "اعلم أن الرفق محمود ويضاده العنف والحدة، والعنف نتيجة الغضب والفظاظة، والرفق واللين نتيجة حسن الخلق والسلامة"(3).

وعن الرفق يقول بعض العلماء: "ما أحسن الإيمان يزينه العلم، وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق، وما أضيف شيء إلى شيء مثل حلم إلى علم"(4).

وقال سفيان الثوري-رحمه الله-لأصحابه :"أتدرون ما الرفق؟" قالوا: قل يا أبا محمد. قال: أن تضع الأمور في مواضعها: الشدة في موضعها، واللين في موضعه، والسيف في موضعه، والسوط في موضعه.وهذه إشارة إلى أنه لا بد من مزج الغلظة باللين والفظاظة بالرفق كما قيل:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا … مضر كوضع السيف في موضع الندى.

فالمحمود وسط بين العنف واللين كما في سائر الأخلاق، ولكن لما كانت الطباع إلى العنف والحدة أميل كانت الحاجة إلى ترغيبهم في جانب الرفق أكثر؛ فلذلك كثر ثناء الشرع على جانب الرفق دون العنف، وإن كان العنف في محله حسناً كما أن الرفق في محله حسن(5).

وعن أبي عون الأنصاري قال: "ما تكلم الناس بكلمة صعبة إلا وإلى جانبها كلمة ألين منها تجري مجراها".

أيها المسلمون: إن الرفق ذو أهمية كبيرة في حياة المرء، فبالرفق ترتاح النفوس، وبه يحصل المطلوب في أكثر الأحيان، وبه تتحقق النتائج المرجوة والمقصودة، ولهذه الأهمية الكبيرة أمر الله-سبحانه وتعالى- به فقال -سبحانه- موجهاً رسوله الكريم بهذا الخلق الرفيع،: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159).وقال سبحانه لنبيه-موسى-:{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طـه:43-44). وعن سفيان الثوري-رحمه الله-قال:"…والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين سهل رفيق؛ ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع".

ويدل على أهمية الرفق ما استدل به المأمون إذ وعظه واعظ، وعنف له في القول فقال: "يا رجل! ارفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق، فقال -تعالى-: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} فليكن اقتداء المحتسب في الرفق بالأنبياء صلوات الله عليهم"(6).

وعن عائشة-رضي الله عنها- أنها كانت مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في سفر على بعير صعب، فجعلت تصرفه يميناً وشمالاً فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (يا عائشة عليك بالرفق فإنه لا يدخل في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)(7) .

وجاء في الحديث الصحيح أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال : (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه)8) .

وقال ابن القيم:

وهو الرفيق يحب أهل الرفق … يعطيهم بالرفق فوق أمان

فضل من الله، يحب أهل الرفق، ويعطي لهم من الأجر والمثوبة، على الرفق ما لا يعطيه على العنف، والله سبحانه قد اتصف بهذه الصفة العظيمة.

أيها المسلمون: إن الخير كل الخير في الرفق، فما عمل أحد بالرفق إلا جنى من وراءه خيرا،وأن من يحرم هذا الخلق الرفيع فإنه يحرم الخير، ومصداق ذلك ما جاء من حديث جرير بن عبد الله-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : (من يحرم الرفق يحرم الخير)9))ومفهوم هذا أن من أعطي الرفق فقد أعطي الخير. وعن أبي الدرداء-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:(من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير)10) .

عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء سببا وإن من أسباب دخول الخير إلى البيوت هو الرفق، فقد جاء عن عائشة-رضي الله عنها-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال لها:(يا عائشة أرفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً دلهم على باب الرفق) وفي رواية:(إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق)11)).

أما العطاء من الله فإنه يكثر ويزداد لأصحاب الرفق إذ يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف والشدة والغلظة، وما ذلك إلا لأن الرفق هو الأساس في كل شيء وأما مسألة العنف والشدة والغلظة فهي تأتي في أوقات معينة ومواقف محددة، لكن الأصل هو الرفق، ولهذا إذا أحب الله عبداً من عباده إنما يعطيه الرفق. فقد جاء عن جرير بن عبد الله-رضي الله عنه-أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:(إن الله-عز وجل-ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق وإذا أحب الله عبداً أعطاه الرفق…)12)).

أيها المسلمون: إن الرسول-صلى الله عليه وسلم-يبين لنا أهمية هذه الخلق الرفيع، في حياة المرء حيث يدعو الله لمن ولي من أمر أمته شيئاً فشق عليهم بالغلظة والشدة أن يشق الله عليه، وأن من ولي من أمر أمته شيئاً فرفق بهم أن يرفق به، وهذا يدلنا على أن الرفق هو الأساس في التعامل مع الناس، وذلك لما له من وقع على قلوب ، ولما له من أثر طيب في النفوس، وهذا الدعاء من رسول الله-صل الله عليه وسلم- يعطينا مفهوماً خاصاً، وأهمية خاصة بالرفق. ولهذا فقد جاء عن عائشة-رضي الله عنها-قالت: سمعت من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول في بيتي هذا:(اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)(13) .

وللأهمية الكبيرة لم يكتفِ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- على أن دل الناس على هذا الخلق الرفيع وحثهم عليه ورغبهم به، بل عمل على تطبيقه عملياً بنفسه وسيرته-صلى الله عليه وسلم- حافلة بالرفق في جميع شؤنه إلا ما كان يستلزم الشدة في بعض المواقف، التي لا ينفع معها الرفق.

ووهذا أنس بن مالك-رضي الله عنه- يروي لنا شيئاً من ذلك، فيقول أنس: خدمت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لي لشيء فعلته لمَ فعلته؟ ولا لشيء تركته لمَ تركته؟.

فاتقوا الله عباد الله واقتدوا برسول الله، فإن الرفق كان خلقه، وإنه ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما، وأنه ما تعامل مع الناس إلا بالرفق إلا ما ندر من ذلك، فأرفقوا بأبنائكم، ونسائكم، ومن تعولون، وأرفقوا بمن ولاكم الله عليهم ، وأرفقوا بجيرانكم ومن يتعامل معكم لكي تنالوا دعاء رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الذي يقول فيه: (اللهم من رفق بأمتي فارفق به).

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، أما بعد:

أيها المسلمون: إن التاريخ الإسلامي مليء بأنصح المواقف، وأروع الأمثلة للرسول الكريم وصحابته الميامين، والصالحين على مر السنين في الرفق بالناس وبمن ولاهم الله عليهم، فهاهي عائشة-رضي الله عنها-تروي لنا موقفاً من أعظم المواقف لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- مع أعدائه، بل وألد أعدائه إنهم اليهود! قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقالوا: السام عليكم. ففهمتها فقلت: عليكم السام واللعنة. فقال: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:(مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) . فقلت: يا رسول الله! أو لم تسمع ما قالوا ؟. قال: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (فقد قلت وعليكم)(14)، إنه الخلق الرفيع حتى مع الأعداء، خلق عظيم وموقف من أعظم المواقف، اكتفى فيه رسول الله -صلى عليه الصلاة والسلام- بكلمة واحدة، لم يغلظ لهم في القول، ولم يحد في الإجابة، ولم يعنفهم، بل اكتفى بالرفق وهو أن يقول لهم وعليكم، أي وعليكم السام.

 وهذا موقفٌ آخر يجسد لنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من الرفق مع الأطفال الصغار، وكيف أنه ينبغي أن نرفق بهم، فقد جاء الأقرع بن حابس إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-وهو يقبل الحسن. فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم!! فقال-صلى الله عليه وسلم-:( من لا يرحم لا يرحم)(15).

وعن عائشة-رضي الله عنها- أنها قالت للنبي-صلى الله عليه وسلم-:"هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحد؟". قال:(لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: "إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد. فقال : ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي-صلى الله عليه ولسم- :(بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً)(16).

أيها المسلمون: اعلموا أن الناس لا يعطون بالشدة شيئاً إلا أعطوا باللين ما هو أفضل منه. قال الحسن البصري: "المؤمن وقاف متأن، وليس كحاطب ليل، فهذا ثناء أهل العلم على الرفق؛ وذلك لأنه محمود ومفيد في أكثر الأحوال وأغلب الأمور، والحاجة إلى العنف قد تقع ولكن على الندور، وإنما الكامل من يميز مواقع الرفق عن مواضع العنف فيعطي كل أمر حقه فإن كان قاصر البصيرة أو أشكل عليه حكم واقعة من الوقائع فليكن ميله إلى الرفق فإن النجاح معه في الأكثر. وقد أحسن من قال:

ورافق الرفق في كل الأمور فلم … يندم رفيق ولم يذممه إنسان

ولا يغرنك حظ جره خرق … فالخرق هدم ورفق المرء بنيان

أحسن إذا كان إمكان ومقدرة … فلن يدوم على الإحسان إمكان

فالروض يزدان بالأنوار فاغمة … والحر بالعدل والإحسان يزدان.

وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن أعرابياً بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به! فقال لهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (دعوه وأهريقوا على بوله ذنوباً من ماء -(أو) سجلاً من ماء-، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)(17).

أيها المسلمون: إن الرفق له ثمار وفوائد عديدة، ونتائج عظيمة تعود على صاحب الرفق، فمن هذه الثمار:

الهداية والاستقامة على الدين الحنيف، فقد روى أبو أمامة أن غلاماً شاباً أتى النبي-صلى الله عليه وسلم-فقال: يا نبي الله أتأذن لي في الزنا؟! فصاح الناس به. فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (قربوه أدنُ) فدنا حتى جلس بين يديه، فقال: النبي-صلى الله عليه وسلم-:(أتحبه لأمك)؟!. فقال: لا. جعلني الله فداك، قال: (كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم). (أتحبه لابنتك؟!) قال: لا جعلني الله فداك. قال: (كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم). (أتحبه لأختك…) فوضع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يده على صدره وقال: (اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصن فرجه)(18)، فلم يكن شيء أبغض إليه منه يعني من الزنا.

وإن من ثمار الرفق: أنه طريق موصل إلى الجنة.

وأنه دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام.

 وأنه يثمر محبة الله ومحبة الناس. وكذلك ينمي روح المحبة والتعاون بين الناس.

وهو دليل على صلاح العبد وحسن خلقه. ومنها أنه ينشئ مجتمعاً سالماً من الغل والعنف.

ومنها أنه عنوان سعادة العبد في الدارين.

ومنها أن الرفق يزين الأشياء.وأن رفق الوالي بالرعية مدعاة؛ لأن يرفق الله بالرعية، ومنها أنه مقدار حظ الإنسان من الخير هو بمقدار حظه من الرفق.

ومنها أن الرفق دليل على فقه الرجل وأناته وحكمته.

اللهم من ولي من أمر أمة محمد-صلى الله عليه وسلم- شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمة محمد شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين،،،،


1 – فتح الباري(10/449).

2 – متفق عليه.

3 – إحياء علوم الدين.

4 – نضرة النعيم.

5 – إحياء علوم الدين للغزالي(3/184-185).

6 – المصدر السابق.

7 – رواه مسلم(2594).

8 – صحيح ابن حبان وقال شعيب الأرنؤوط صحيح على شرط مسلم.

9 رواه مسلم(2592).

10 – الترمذي(213)وقال: حديث حسن صحيح.

11 – أحمد(6/104).وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(523).

12 رواه الطبراني. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم(2666).

13 – رواه مسلم(1828).

14 – البخاري.رقم(5091).

15 – متفق عليه.

16 –  متفق عليه.

17 – البخاري- الفتح (6128).

18 – الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم(370).