طرف ونوادر عن الأئمة والمأمومين

طرف ونوادر عن الأئمة والمأمومين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:

فإن الطرف والنوادر التي حصلت للمصلين في الصلاة على مدى الأزمنة كثيرة نتيجة لغلط المسلم، أو نسيانه، أو جهله، وسنذكر بعض تلك النوادر والطرف لما لها من ترويح على النفس، وتجنب الوقوع في الأخطاء التي وقع فيها الآخرون.. والحكايات التي سأذكرها منها أحاديث صحيحة، ومنها حكايات قديمة ذكرها الأدباء والمؤرخون، ومنها حكايات معاصرة حقيقية واقعية.

أحد الصحابة الكرام – واسمه معاوية بن الحكم بعد أن أسلم بقليل ولا يزال حديث عهد بالجاهلية – دخل الصلاة يوماً مع المسلمين فعطس رجل في الصلاة، فقال له معاوية بن الحكم: يرحمك الله، فرماه الناس بأبصارهم فقال: واثكل أمياه ما لكم تنظرون إليَّ!! قالها وهو يصلي! فضرب الناس أفخاذهم بأيديهم ليسكتوه، فلما أتم الصلاة بيَّن له النبي  أن الصلاة لا يصلح فيها إلا ذكر الله..1

ومما ثبت في عهد الصحابة الكرام أن عمرو بن سلمة أمَّ قومه وعمره ست أو سبع سنين، ولما صلى بهم في يوم من الأيام وسجد انكشفت عورته، فقالت أحد النساء: غطوا عنا است قارئكم!!2

كان أحد الأئمة يقرأ سورة التين والزيتون فلما بلغ آخر السورة أليس الله بأحكم الحاكمين قال أحد المصلين بصوت مرتفع: آمين.

وكان أحد الخطباء يتحدث عن موضوع حماسي فكان يقول: أيها المسلمون اتقوا الله .. فأخطأ في أحد المرات وقال: أيها المجرمون!! أراد أيها المسلمون!!

وأنقص أحد الأئمة سجدة فقال المصلون: سبحان لله! فلم يعرف مقصودهم، فقال له أحد المصلين وراءه: يا أخي باقي سجدة!!

وذكر أن رجلاً كان يستحي من إمامة الناس، فجاء يوماً وصلى وحده في المسجد، فجاء رجل وصلى معه، ثم جاء ثانٍ فصلى، فتكاثر المصلون وراءه، فلما سمع ضجة تأمينهم في الركعة الثانية شعر أنهم كثيرون فخاف، فلما سجد بهم في الركعة الثانية نظر إلى خلفه فأذهله عددهم! فتركهم ساجدين وهرب!!!

أحد الأئمة صلى بالناس صلاة جهرية فلما بلغ قوله – تعالى -: (قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين) فقال بعض المصلين: آمين!

وكان رجل من العوام يصلي بالناس فلما كان في التشهد الأخير جاءته امرأته تصيح وتقول: يا فلان إن الأمطار الشديدة قد أخذت مزرعتك! فخرج من الصلاة سريعاً بلا سلام، وترك الناس وراءه!!

وصلى أحد الأئمة بالناس، فأراد أن يكبر تكبيرة الإحرام فقال: السلام عليكم!!.

حكي أن أحد المصلين تذكر أنه لم يعُد نقوده قبل الصلاة، وفي الصلاة تذكر أنه شاكٍّ في عددها، فأدخل يده في الجيب وقام يعُدُّها وهو يصلي!!

أعرابي اسمه مجرم صلى يوماً في الصف الأول خلف إمام فقرأ الإمام قول الله – تعالى -: ألم نهلك الأولين فتأخر الأعرابي إلى الصف الثاني، فقرأ الإمام: ثم نتبعهم الآخرين فتأخر الأعرابي إلى الصف الآخر، فقرأ الإمام: كذلك نفعل بالمجرمين فقال الأعرابي: إنه يقصدني، فخرج مسرعاً وهرب!!

سرق أعرابي صُرَّة فيها دراهم، ثم دخل المسجد يصلي، وكان اسمه موسى .. فقرأ الإمام: وما تلك بيمينك يا موسى فقال الأعرابي: والله إنك لساحر، ثم رمى الصرة، وخرج هارباً!!.

فهذا بعض ما سمعنا وقرأنا وعايشناه من طرف ونوادر المصلين، وهي حوادث نادرة مضحكة .. نسأل الله العفو والعافية.


1– رواه مسلم.

2– رواه البخاري.