من لِحِمى الإسلام

من لِحِمى الإسلام!!

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم- أما بعد:

إخواني:

إن لمآسي الأمة وجراحاتها صوراً كثيرة وعلى رأسها محاربة دين الله تعالى والعبث فيه من قبل أعداء الله وأذنابهم من المنافقين والمارقين عن الإسلام.

ومن صورها المتفشية والتي سببها الحقد واالعداوة للدين وأتباعه ما نراه من الأذى الذي يصيب المسلمين من قبل الظالمين في شتى بقاع الأرض؛ وكل ذلك لا لشيء إلا لأنهم يقولون ربنا الله، ولترى صوراً حيَّة لتلك المآسي: انظر إلى العراق لتجد الأوباشَ النصارى، والعلوج الصليبيين يستبيحون دماء المسلمين والمسلمات هناك، وينتهكون الأعراض، بحثاً عن موطئِ قدمٍ يضمن أمن إسرائيل الشرقي، وأمن الخزينةِ الأمريكية العطشى، عبر أنابيب النفط الدافئة!

ولا يزالُ المسلمون يُذبحون في فلسطين ذبح الخراف، على يدِ السفاحين هناك، ولا زالت الجرَّافاتِ اليهوديةِ الحاقدة تدكُ البيوتَ فوق رؤوسِ الأطفال الرضّع، واليتامى الرتّع، في مشاهد يومية، وأمام عدسات الإعلام الدولي المنافق، في حين تُدنّس أروقة الأقصى وباحاته بأحذية الجنود النجسة! إلاَّ أنّ أبطالَ الانتفاضة -كما يُسمّون إعلامياً- ونسميهم مجاهدين أشاوس لا زالوا يقوضون مملكة أورشليم حجراً حجراً، ويُبددون أحلامَ التلمود حُلماً حُلماً فاللهمَّ لك الحمد1.

ومن المصائب العظام ما يصيب أعراض المسلمين من انتهاك واغتصاب للمسلمات في دول الحروب والفتن، وما يدور في تلك السجون من جرائم تهتز لها الدنيا بأسرها، ولا مجال هنا للكلام الكثير والصياح، ولكن علينا أن نقرأ ما يجري على أرض الواقع وكلٌّ يسأل نفسه عن الدور الذي يجب أن يتبناه لإنقاذ المستضعفين؛ فوالله إننا مسئولون أمام الله، إذ يجب على كل مسلم أن يغار على دينه وعرضه كلٌّ حسب استطاعته، فلن يحمي حمى الإسلام إلا المسلمون الصادقون الغيورون.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واخذل الكفرة والمنافقين، ولـُمَّ شعث المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.


1  مستفاد بتصرف من موقع شبكة نور الإسلام.