تمسك لا تشدد!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد:
ففي هذه الأيام ظهرت طائفة من الناس الجهلة الأغبياء والأعداء الماكرين بالإسلام وأهله في كل وقت وحين، تدعو الناس إلى الاستسلام في صورة السلام والذلة والمهانة في صورة السماحة والرحمة.
وإنَّ مما ينبغي التفطن له وإدراكه جيداً أنّ الإسلام لا يمنع من التقدم في علوم وأحوال دنيوية بل إنّ الإسلام يُنعش ما كان صالحاً للتقدم في أمور الدنيا.
قال أمير المؤمنين المشهور بابن شهاب "العلم فيه نعشٌ للدين والدنيا".1
وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة : "فقوام الدين والدنيا إنما هو بالعلم".
وللعلامة الشنقيطي كلام نفيس في هذه المسألة في أضواء البيان قال: "ومن هدي القرآن للتي هي أقوم: هديُه إلى أن التقدم لا ينافي التمسك بالدين فما خيَّله أعداء الدين لضعاف العقول ممن ينتمي إلى الإسلام من أن التقدم لا يمكن إلا بالانسلاخ من دين الإسلام باطل لا أساس له، والقرآن الكريم يدعو إلى التقدم في جميع الميادين التي لها أهمية في دنيا أودين"2.
فأعداء الإسلام خيَّلوا لضعاف العقول من المسلمين وغيرهم أنَّ النسبة بين التقدم والتمسك بالدين، والسمت الحسن والأخلاق الكريمة تَبايُنُ مقابلة كتباين النقيضين كالعدم والوجود والنفي والإثبات.
فخيَّلوا لهم أن التقدم والتمسك بالدين متباينان تباين مقابلة بحيث يستحيل اجتماعهما فكان من نتائج ذلك انحلالهم من الدين رغبة في التقدم، فخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
والتحقيق أن النسبة بين التقدم والتمسك بالدين بالنظر إلى العقل وحده وقطع النظر عن نصوص الكتاب والسنة إنَّما هـي تباين المخالفة.
والعجب كل العجب في أولئك الذين يلمزون من تمسك بالدين حق الالتزام بأنه متزمت ومتشدد، و…
فـ
الله أكبر في الدفاع سأبتدي وهو الّذي نصر النبيَّ محمّدً وبه أصول على جميع خصومنا سأرسل سهمًا من كنانة وحيه وبه سأجدع أنف كلّ مكابر وسأستجير بذي الجلال وذي العلا وسأستمدّ العون منه على الّذي لا تلمزونا يا خفافيش الدجى لا تقذفونا بالشذوذ فإنّنا ولكلّ قولٍ نستدلّ بآيةٍ والنسخَ نعرف والعمومَ وإنّنا ونصوص وحي الله نتقن فهمَها وإذا تعارَضَت النصوصُ فإنّنا ونحارب التقليدَ طولَ زماننا وكذا الأئمّة حبُّهم متمكّنٌ
|
|
وهو المعين على نجاح المقصدِ وسينصر المتتبّعين لأحمدِ وأعدّه عونًا على من يعتدي وبه أشدّ على كتائب حُسَّدي وبه سأرصد للكفور الملحدِ لا لن أُضام إذا استجرتُ بسيّدي لمز الأحبّة بالكلام المفسدِ بتطرّفٍ وتسرّعٍ وتشدّدِ سرنا على نهج الخليل محمّدِ أو بالحديث المستقيم المسنَدِ متفطّنون لمُطلَقٍ ومقيَّدِ لا تحسبون الفهم كالرأي الردي بِأُصولِ سادتنا الأئمّة نهتدي مع حبّنا للعالِم المتجرّدِ من كلّ نفسٍ يا بريّةُ فاشهدي3
|
وهذه قصيدة طويلة فيها رد على أولئك الأقزام الذين لم يعرفوا أنفسهم حق المعرفة، ويتطاولون إلى السماء رجاء إن يصلوا إلى أولئك العلماء العاملين وطلابهم النجباء الميامين.
فزلزلي يا أرض وأمطري يا سماء غيرة لمن ينتهك عرضه في سبيل التمسك بهذا الدين، ولا يسعنا إلا أن نقول لأولئك المخدوعين، من قبل العلمانيين: كفوا أيديكم وألسنتكم ولتخرس ولتشل عندما تتحدث عن أولئك الذين جعلوا من حياتهم شمعة تضيء للعالمين.
إذا وصف الطائي بالبخل مادر وقال السها للشمس أنت ضئيلة وطاولت الأرض السماء سفاهة فياموت زر إن الحياة ذميمة
|
|
وعير قسا بالفهاهة باقلُ وقال الدجى يا صبح لونك حائلُ وفاخرت النجم الحصى والجنادلُ ويا نفس جدي إن عيشك هازلُ4
|
وأكتفي بهذا القدر، والحمد لله رب العالمين.