النبي صلى الله عليه وسلم يدعو

النبي صلى الله عليه وسلم يدعو

النبي صلى الله عليه وسلم يدعو

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.. أما بعد:

فإن الدعاء الصلة الوثيقة بين العبد الضعيف الفقير وبين ربه القوي الغني، والإنسان محتاج إلى الله سبحانه في كل حين وفي كل لحظة وفي كل طرفة عين، ولو تخلى عنه ربه سبحانه لهلك، ومن وكله الله تعالى إلى نفسه خاب وخسر، ولهذا كان من جوامع الأدعية الشريفة: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)1. والنبي صلى الله عليه وسلم يبين أهمية الدعاء وعظم مكانته من الدين فيقول: (الدعاء هو العبادة)2.

وسنذكر بعضا من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم التي جمعت معاني عظيمة، فإن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا يحتاج بسطها إلى مجلدات مع بيان أسرارها ومعانيها، لكننا سنختار منها ما يمكن أن تتم به الفائدة هنا والله المستعان.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).3

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ).4

وعن علي رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم متعني بسمعي وبصري حتى تجعلهما الوارث مني، وعافني في ديني وجسدي، وانصرني ممن ظلمني حتى تريني فيه ثأري، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وخليت وجهي إليك، لا ملجأ منك إلا إليك، آمنت برسولك الذي أرسلت، وبكتابك الذي أنزلت).5

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، ومن الجوع، فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة فإنها بئست البطانة، ومن الكسل، والبخل والجبن، ومن الهرم، ومن أن أرد إلى أرذل العمر، ومن فتنة الدجال، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، اللهم إنا نسألك قلوبا أواهة مخبتة منيبة في سبيلك، اللهم إنا نسألك عزائم مغفرتك، ومنجيات أمرك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار).6

عن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)7.

عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: (نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ)8.

فهذه بعض جوامع دعائه صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص له في القول والعمل، وأن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته، إنه على كل شيء قدير.


 


1 رواه النسائي والحاكم وغيرهما وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (661): حسن.

2 رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1627).

3 رواه مسلم.

4 رواه مسلم.

5 رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

6 رواه الحاكم في المستدرك. قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: أخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود وقال صحيح الإسناد، وليس كما قال إلا أنه ورد مفرقا في أحاديث جيدة الأسانيد.

7 متفق عليه.

8 رواه أحمد والترمذي وغيرهما وهو حديث صحيح، صححه الألباني وغيره.