الأسبوع الحركي في المدرسة
مدارس التحفيظ شأنها شأن غيرها بحاجة إلى لمسات مبدعة على دربها الطويل، ومسيرتها المباركة، إبداعاً يشمل كافة جوانبها: التعليمية، والتربوية، والدعوية، والثقافية، والشكلية، من قمة هرم الإدارة في المدرسة إلى مختلف المرافق والبرامج، والفعاليات المقامة فيها.
ولا يخفى ما يتركه التنويع في الفعاليات والبرامج من أثر فعال في نفوس عامة الناس ودهمائها ناهيك عن تلك النسمات الطموحة التي انطوت تحت سقف مدارس تحفيظ القرآن الكريم، والتي عادة ما تتطلع نفوسها، وتشرئب أعناقها؛ إلى النكهة التجديدية أملاً أن تنقلها من الرتيبة المعتادة، والروتين المألوف؛ لتسمو بها في مراقي القيم، ومعالي القمم، وتترك أعظم الأثر في أعماق المعنيين، وتبقى عاملاً رافداً في تحسين أدائهم، والرقي بذواتهم.
ومن هنا كانت فكرة الأسبوع الحركي في المدرسة، والتي تقوم أساساً على تعيين أسبوع في المدرسة يتم تحديده من قبل القائمين عليها، تنعقد خلاله فعاليات عديدة متميزة في نوعيتها، متألقة في مضمونها، تنطلق من واقع طلاب المدرسة ومتطلباتهم.
مقصد الأسبوع:
– تجديد النشاط.
– استثارة الهمم.
– متنفس للطاقات.
عدد مرات انعقاده:
هذا الأمر يرجع إلى إمكانيات إدارة المدرسة (المادية والحركية)، والنظر في أهمية انعقاد الأسبوع الحركي لكن يفضل أن يكون مرتين في السنة باعتبار أن كل سنة موزعة على فصلين، فينعقد في كل فصل أسبوع إذا احتاج الوضع، وإلا فيكتفى بأسبوع خلال العام، ولا يعنى هذا الاستغناء عن الأنشطة في سائر العام؛ بل تجري مجراها، ويعتبر الأسبوع من جملتها.
وقت الأسبوع
يمكن أن ينعقد في حالتين:
– إذا عنَّت مناسبة معينة (نازلة، معالجة بعض القضايا السلوكية المنتشرة، …).
– لمجرد النشاط والترويح والترفيه، وهذا يعنى إمكانية انعقاده بتحديد الزمن مسبقاً.
نوعية الأسبوع:
يمكن تحديده من خلال النوافذ الآتية:
– توعية وتثقيف (يراد منه معالجة السلوكيات السيئة، أو قضايا في البلاد ينبغي أن تستوعب).
– تطويري ومهاري (عبارة عن عقد دورات في مجالات عديدة: كدورة فن إدارة الوقت، أو الإلقاء، أو التعامل مع الناس، أو الخط، أو تغسيل الموتى، أو تعلم مهنة… وهذا يتم بالتنسيق مع مدربين مختصين).
– دعوي وعلمي (يعنى بالمطالعة المفيدة لبعض الكتب، وتخصيص بعض الكتب العلمية لدراستها خلال الأسبوع تكون مناسبة لمستوى كل مرحلة في المدرسة، وهذا يتم بالتنسيق مع بعض طلبة العلم المستفيدين، إضافة إلى تفعيل دور الكلمات، والندوات، والمحاضرات بين الطلاب في إطار المدرسة وخارجها).
– مع قضايا الأمة (تقام فعاليات مختلفة محورها الأساسي جراحات الأمة، تشمل الخطب، والمعارض، والنشرات، والمهرجانات …).
– الأسبوع الإبداعي (يحمل بصمة الإبداع في كل المشاركات المقدمة سواء كانت اقتراحات وأفكار، أو أداء وتطبيق).
ملاحظة مهمة:
لا بد أن يخضع اختيار نوعية الأسبوع للدراسة المتأنية من قبل القائمين على إدارة المدرسة، والمسئولين على تسيير كفة النشاط فيها؛ بحيث ينطلق من أولويات المرحلة، وميول الفئة المستهدفة، ويبقى في الأساس أثره الطيب على نفوس المستهدفين، وجريه وفق أهداف المدرسة.
مرتكزات الأسبوع الحركي:
يفترض أن يحمل في طياته مجموعة متنوعة من الفعاليات الناجعة من أمثال:
– المسابقات الفردية، والجماعية، والعامة التي تصب في ذات نوعية الأسبوع، ويمكن الاستفادة من الوسائل الحديثة في تقديم المسابقات كشاشة العرض والكمبيوتر.
– المشاركات (إلقائية، تصميمية، إنشادية، قرائح: شعر كتابة رسم… )، ويتم التقييم عليها.
– المعرض الصوري.
– بحوث واستبيانات حول قضايا تحددها المدرسة تناسب الطلاب عمراً وكفاءة.
– أضف إلى مدرستك (بصمة إبداعية توضع في جنبات المدرسة).
– مهرجانات إبداعية.
– لائحة التألق.
– توزيع (نشرات، مطويات، مجلات، أشرطة).
– إعداد محتوى (نشرات، مطويات، مجلات حائطية …).
– الفقرة المبدعة.
هذه على سبيل العد لا الحصر، وإلا فإن الأصل أن طاقم العمل المكلف بإعداد فعاليات الأسبوع يحرص على الإثارة، والتجديد، والإبداع.
لا بد أن تراعي:
– الإعداد المبكر للأسبوع.
– الإعلان القوي للفعاليات المبرمة.
– منح المشاركين والفاعلين المتميزين في الأسبوع جوائز وشهادات تقديرية.
– يحبذ إبراز الفعاليات خارج إطار المدرسة، واستدعاء أولياء أمور الطلاب للمشاركة الحضورية.
رجاؤنا من الله للقائمين التوفيق في المسير، وبلوغ المصير، وتسهيل العسير، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.