دفتر المتابعة

دفتر المتابعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن الأمور الإيجابية المحمودة في مدارس التحفيظ في عصرنا الحاضر، والتي تدل على قفزة نوعية في الأداء؛ تعامل إدارة مدارس التحفيظ واللجان الإشرافية في الجمعيات القرآنية وغيرها مع ما يسمى بدفاتر المتابعة، ولا نعني في هذا المقام سجل المتابعة الخاص بالمدرس، والذي عادة ما يُقَيد فيه مقدار ما حفظه الطالب وراجعه خلال اليوم، والأسبوع، والشهر، ويبقى المدرس محتفظاً بذلك السجل، وإنما نعنى به دفتر متابعة خاص يبقى في حوزة الطالب، ويحمله معه إلى البيت، ويعيده يومياً؛ ليطْلع من خلاله الطالب نفسه، وولي أمره؛ على مستواه في الحفظ والمراجعة أولاً بأول، وفيما يلي تفاصيل مهمة:

أولاً: لماذا الدفتر؟

لدفتر المتابعة الخاص بالطالب مميزات وإيجابيات ناجعة منها:

– أنه حلقة وصل بين المدرسة والبيت.

– معيار يقيم من خلاله مستوى الطالب، وأدائه؛ في الحفظ والمراجعة.

– وسيلة للمتابعة القريبة لكل ما يتعلق بالطالب خاصة في حال انشغال ولي الأمر المسئول.

– علامة واضحة على اهتمام المدرسة بالمنتسبين إليها، ورقي مستواها الأدائي.

ثانياًً: حجم الدفتر:

يفضل أن يكون حجم الدفتر بحجم راحة الكف، أو ورقة A5 كاملة يستفاد من الوجهين فيها.

ثالثاً: صلاحية الدفتر:

يفضل أن يُعدَّ الدفتر لفترة لا تتجاوز ستة أشهر (نصف سنة) والتي غالباً ما تعتبر فصلاً دراسياً كاملاً، تأتي بعده الاختبارات النصفية والنهائية، بمعنى أن يكون لكل فصل دراسي دفتر خاص به.

رابعاًً: محتويات الدفتر:

يشتمل الدفتر على مجموعة من الأوراق لا بأس بأن تزيد أو تنقص قليلاً لكن يفضل أن يكون محتواه الآتي:

الصفحة الأولى يكتب عليها “دفتر المتابعة اليومية لسير الحفظ والمراجعة، اسم المدرسة وشعارها، وخانة صغيرة تحوى: اسم الطالب، وحلقته، ومدرسه في التحفيظ، وعبارة: خيركم من تعلم القرآن وعلمه أو غيرها في نهاية الصفحة.

وبقية صفحات الدفتر تتضمن الأتي:

 قواعد هامة لحفظ القرآن الكريم.

تعليمات وإرشادات خاصة بآلية التعامل مع الدفتر تعم المدرس، والطالب، وولي الأمر، إضافة إلى رقم المدرسة الخاص إن وجد، أو رقم المشرف في المدرسة؛ ليبقى ولي الأمر المهتم على تواصل مع إدارة التحفيظ.

تحصيل الحفظ والمراجعة الأسبوعي للطالب، وهذه الورقة ستتكرر أكثر من غيرها باعتبار أن للطالب ارتباطاً يومياً مع الحفظ والمراجعة، ويترك في آخر الصفحة فراغاً لملاحظات المدرس، وولي الأمر؛ نهاية كل أسبوع.

تقييم مستوى الطالب الشهري، وهذه عادة تكون بعد الانتهاء من الأسابيع الأربعة كحد أدنى لمسيرة الشهر، يتم فيها تقويم مستوى الطالب خلال الشهر بعد إجراء امتحان بسيط في حفظه ومراجعته خلال الشهر أو الشهور الماضية، وكذا الاختبار في المنهج المصاحب إن وجد.

ملاحظة:

هذا التقييم الشهري لا يخفى آثره في بقاء مستوى الطالب متميزاً لأنه يحفزه لمراجعة ما أخذه خلال فترة الشهر المنصرم، وبالتالي يكون على صلة دائمة بالمراجعة يدفعه لذلك متابعة إدارة المدرسة لمثل هذه الاختبارات، وهذا يعنى تحسن المستوى العام لأداء الطلاب في المدرسة، ويتم لهذا الاختبار تفريغ الثلاثة الأيام الأخيرة من الشهر ليستعد خلالها الطالب، ويجد الفرصة الكافية لذلك.

صفحات مشرقة في مسيرة الطالب (فكلما اجتاز الطالب جزءاً من القرآن الكريم يدون في هذه الصفحة محدداً بالتاريخ، والفترة التي استغرقها في حفظ الجزء، وعلى يد من حفظ، وأخيراً كم تبقى له من القرآن؛ ليكون دافعاً له، ومحفزاً لهمته).

لائحة التميز والتألق (صفحة تفاعلية يكتب للطالب فيها ما تركه من بصمات مميزة في تحفيظه (أفكار إبداعية، أنشطة تربوية، نقلات نوعية) بشرط أن تكون خادمة لأهداف التحفيظ، ويتم التقييم عليها بحسب أهمية الفكرة برسم علامة مستحقة تنتقل بين الذهبية والفضية والبرنزية …)، وتحمل الصفحة شعار (تحفيظك من صنع أفكارك).

نتيجة اختبارات الفصل الدراسي الأول يستعرض فيها المواد المقررة في التحفيظ، مع المحصلة النهائية، ودرجة الامتحان النهائية للطالب، والمجموع الكلي لجميع المواد، والتقدير العام، والترتيب على مستوى الحلقة أو التحفيظ مثلاً.

 آداب حامل القرآن.

 من صحيح أقواله : (عبارة عن مجموعة من الأحاديث الثابتة في فضل القرآن وحملته).

لأجلها أقيمت مدرسة التحفيظ (أهداف التحفيظ)، ويفضل أن توضع على الصفحة الأخيرة في الدفتر.

توصيات أخيرة:

 يفضل أن يكون الدفتر في حلَّة بهية، وشكل ملفت زاهي.

يحبذ أن تكون الواجهة من الورق المقوى حتى يخدم أكثر.

 لا بد من تحديد آلية يتم من خلالها تفعيل الدفتر حتى يؤتي ثماره من خلال تعيين لجنة إشرافية تتولى متابعة المدرس والطالب معاً.

 يحفظ الدفتر بعد الانتهاء منه في ملف الطالب الأرشيفي.

يراعى الاستدراكات بين دفتر الفصل الدراسي الأول والثاني من ناحية التاريخ، والمدرس، والمرحلة.

وفق الله القائمين على مدارس القرآن الكريم في شتى أصقاع الدنيا إلى كل ما يحبه ويرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.