رقم الهاتف

رقم الهاتف

 

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، وقرَّة عيون الموحدين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيها الأخ الكريم: يا من جنَّد نفسه لنشر دين ربه تعالى.

يا من عمل على وراثة الأنبياء في تبليغ الدين وإفشاء العلم.

يا من نذر وقته ونفسه لإرشاد العباد وهدايتهم لرب العباد.

أخي إمام المسجد.

أيها المبارك: لا شك أنك أحياناً تمر عليك ظروف لا تستطيع معها أن تدرك الصلاة في مسجدك إماماً، وإن كنت خطيباً فربما لا تستطيع إعداد خطبة الأسبوع؛ لظروف حرجة من سفر أو مرض.

عندئذ يصيبك القلق والحيرة: من سيصلي بالناس؟ أفلان موجود؟ ولو أنني نبهت فلاناً على كذا، أو أخبرت المؤذن بكذا لكان حسناً.

فهل من حلٍ لهذه المشكلة؟

بعد برهة من إعمال الفكر في هذه المشكلة، قد تتوصل إلى فكرة نظنها طيبة بإذن الله فهي تحل على الأقل 80% من هذه المشكلة، وهي سهلة ويسيرة وغير مكلفة كثيراً، وتتلخص في أنك تقوم بتسجيل أرقام هواتف أصدقاءك وزملائك أو حتى وطلابك ممن لديه القدرة على أن يخلفك في صلاة أو خطبة أو درس؛ حتى إذا جاءك ظرف طارئ لم ترتب له مسبقاً استطعت أن تتصل بأحد أولئك الأخوة، وتعلمه بظرفك، ثم تجعله خليفة لك.

وربما تقول: اتصلت به لكنه لم يرد، أو كان مشغولاً، أو…إلخ، وهنا نلفت انتباهك إلى أمرين:

   أولاً: عليك أن تسجل أكبر عدد ممكن ممن ترى فيهم الكفاءة؛ بحيث لو اتصلت بأحدهم وكان لا يستطيع، أو لم يرد عليك، أو…أو…؛ يكون معك رقم شخص آخر وثان وثالث.

   ثانياً: عندما تسجل أرقامهم لا تقتصر على تسجيلها في هاتفك، بل سجلها كذلك في ورقة أو دفتر تحتفظ به معك، أو في بيتك؛ فقد يضيع هاتفك أو يسرق أو يتلف؛ فهذا الإجراء سينفعك كثيراً في حالات الطوارئ.

هذه هي الفكرة التي أردنا تنبيهك عليها، وهي من التنبيهات المهمة كما تعلم ذلك أيها الإمام تجنباً للمواقف المحرجة في مثل هذه الظروف، نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجعل عملك خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.