فضائل المدينة النبوية

فضائل المدينة النبوية

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فلا يخفي على أحد من المسلمين فضل المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام:

1-      كيف لا وفيها الحرم النبوي، ولِعظيم مَرتبة المدينة دعا رسول اللهِ – عليه الصلاة والسلام –  ربه أَنْ يحببهَا لنبيه ولأُمته المسلمين، وهذا يدل على فضلها لدى المسلمين، وأن يبارك في صاعها ومدها؛ فقد ورد في البخاري من حديث عائشة – رضي الله تعالى عنها – قالت: "لما قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة وعك أبو بكر وبلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مصبح في أهلـه         والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة       بواد وحولي إذخر وجليـل

وهل أردن يوماً مياه مجنـة          وهل يبدون لي شامة وطفيل

وقال: ((اللهم العن شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء))، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا، وفي مدنا، وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة))1، وعن أنس – رضي الله عنه – قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها"2.

2-      وجعل الله – تعالى – لِكل نبي حرماً، وجعل المدينة حرماً بدعوة عبده ورسوله محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كما جعل مكة المكرمة حرماً بدعوة إبراهيم – عليه السلام -، قال النبي الكريم – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين -: ((اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة فجعلها حرماً، وإني حرمت المدينة حراماً ما بين مأزميها، أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها، ثم قال للناس: ارتحلوا))3، وعن سهل بن حنيف – رضي الله عنه – قال: "أهوى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيده إلى المدينة فقال: ((إنها حرم آمن))4".

3-      ومن فضائلها أن الله – تبارك وتعالى – جعل لها حصناً حصيناً من الحرس الملائكي الكريم فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات؛ فيخرج الله كل كافر ومنافق))5, وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في حديث فاطمة بنت قيس – رضي الله عنها – الطويل: ((إن طيبة المدينة، إن الله حرَّم حَرَمِي على الدجال أن يدخلها، ثم حلف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والذي لا إله إلا هو ما لها طريق ضيق ولا واسع في سهل ولا في جبل إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة، ما يستطيع الدجال أن يدخلها على أهلها))6.

4-      ومن فضائلها أن الله – عز وجل – خص المدينة بجعلها البلد الذي يتجمع فيها الإيمان إذا ضعف في نفوس الناس ودخل في غربته لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها))7 قال صاحب عمدة القاري في شرحه على صحيح البخاري: "إن الإيمان" أي أهل الإيمان، واللام في ليأرز للتأكيد، وقال المهلب فيه: إن المدينة لا يأتيها إلا مؤمن، وإنما يسوقه إليها إيمانه ومحبته في النبي، فكان الإيمان يرجع إليها كما خرج منها أولاً، ومنها ينتشر كانتشار الحية من جحرها، ثم إذا راعها شيء رجعت إلى جحرها، وقال الداودي: كان هذا في حياة النبي والقرن الذي كان منهم، والذين يلونهم خاصة، لأنه كان الأمر مستقيماً، وقال القرطبي: وفيه تنبيه على صحة مذهبهم وسلامتهم من البدع، وأن عملهم حجة كما رواه مالك – رحمه الله -، قلت: هذا إنما كان في زمن النبي والخلفاء الراشدين إلى انقضاء القرون الثلاثة وهي تسعون سنة، وأما بعد ذلك فقد تغيرت الأحوال، وكثرت البدع خصوصاً في زماننا هذا على ما لا يخفى8".

5-      ومن فضائلها أن لساكنيها من الأنصار مكانة عظيمة وفضل عند أهل الإسلام، فهم صحابة رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – الذين آووه ونصروه، وجاهدوا معه في حياته وبعد مماته – عليه الصلاة والسلام – بأموالهم وأنفسهم، واتبعوه فرضي الله – تعالى – عنهم، وسماهم المهاجرين والأنصار, وأخبر – عز وجل – أنه سيدخلهم الجنة هم ومن أحبهم وترضَّى عنهم قال الله – تبارك وتعالى -: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}9، وجعل الله – عز وجل – حب الأنصار علامة لوجود الإيمان, وبغضهم علامة على النفاق – والعياذ بالله – كما ثبت في الصحيح من حديث عن البراء – رضي الله عنه – قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – أو قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله))10.

6-      وحذر النبي – عليه الصلاة والسلام –  من التعرض لأهل المدينة بأي شيء من الأذى، أو الهمّ بإيذائهم لئلا يصيبه من الله – عز وجل – العقاب؛ لحديث سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء))11، وعن السائب بن خلاد – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً))12، وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -: "أن أميراً من أمراء الفتنة قدم المدينة، وكان قد ذهب بصر جابر، فقيل لجابر: لو تنحيت عنه، فخرج يمشي بين أبنيه فنكب، فقال: تعس من أخاف رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال أبناه أو أحدهما: يا أبت وكيف أخاف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد مات؟ قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي))13, وحث النبي – عليه الصلاة والسلام – على سكناها, وعدم الانتقال منها لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء، هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون, والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه، ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد))14.

7-      ومن فضائلها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه سيشفع لمن سكن فيها، وصبر على لأوائها, وصبر على شدتها, ومات فيها، لحديث سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاها، أو يقتل صيدها، وقال: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنه إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة))15، وأخرج أيضاً عن أبي سعيد مولى المهري أنه جاء أبا سعيد الخدري – رضي الله عنه – ليالي الحرة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها، وكثرة عياله، وأخبره أن لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها، فقال له: ويحك لا أمرك بذلك إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((لا يصبر أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة إذا كان مسلماً))16، وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها))17.

8-      ثم إن من فضائل المدينة أن الله – تبارك وتعالى – بارك فيها في كل شيء، وإن النبي – صلى الله عليه وسلم – دعا لها بالبركة كما ورد ذلك في حديث عبدالله بن زيد بن عاصم – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن إبراهيم حرم مكة، ودعا لأهلها، وإني حرمت المدينة كما حرَّم إبراهيم مكة، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلى ما دعا به إبراهيم لأهل مكة))18، وعن أبي سعيد مولى المهري أنه أصابهم بالمدينة جهد وشدة، وأنه أتى أبا سعيد الخدري – رضي الله عنه – فقال له: "إني كثير العيال، وقد أصابتنا شدة، فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الريف، فقال أبو سعيد: لا تفعل، إلزم المدينة، فإنا خرجنا مع نبي الله – صلى الله عليه وسلم – (أظن أنه قال) حتى قدمنا عسفان، فأقام بها ليالي، فقال الناس: والله ما نحن هاهنا في شيء، وإن عيالنا لخلوف ما نأمن عليهم، فبلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((ما هذا الذي بلغني من حديثكم؟)) – ما أدري كيف قال؟ – والذي أحلف به أو والذي نفسي بيده لقد هممت أو إن شئتم – لا أدري أيتهما قال – لآمرن بناقتي ترحل ثم لا أحل لها عقدة حتى أقدم المدينة، وقال: ((اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة فجعلها حرماً، وإني حرَّمت المدينة حراماً ما بين مأزميها أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم اجعل لنا في مدنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها – ثم قال للناس -: ((ارتحلوا فارتحلنا))، فأقبلنا إلى المدينة، فو الذي نحلف به أو يحلف به – الشك من حماد – ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة حتى أغار علينا بنو عبدالله بن غطفان، وما يهيجهم قبل ذلك شيء))19.

9-      ثم من فضائلها وجود المسجد النبوي فيها, المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم قال الله – تبارك وتعالى -: {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}20 قال الطبري في الآية: "واختلف أهل التأويل في المسجد الذي عناه بقوله: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} فقال بعضهم: هو مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي فيه منبره وقبره اليوم"21، وقال القرطبي – رحمه الله -: "اختلف العلماء في المسجد الذي أسس على التقوى، فقالت طائقة: هو مسجد قباء يروى عن ابن عباس والضحاك والحسن، وتعلقوا بقوله "من أول يوم"، ومسجد قباء كان أسس بالمدينة أول يوم، فإنه بني قبل مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم -، قاله ابن عمر وابن المسيب، ومالك فيما رواه عنه ابن وهب وأشهب وابن القاسم، وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري: قال تماري رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال آخر هو مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ((هو مسجدي هذا))22 قال: حديث صحيح، والقول الأول: أليق بالقصة، لقوله: "فيه"، وضمير الظرف يقتضي الرجال المتطهرين؛ فهو مسجد قباء، والدليل على ذلك حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء "فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"، قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه الآية، قال الشعبي: هم أهل مسجد قباء، أنزل الله فيهم هذا"23، وقال البغوي – رحمه الله -: "واختلفوا في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال ابن عمر، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدري: هو مسجد المدينة، مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم -، والدليل عليه عن أبي سلمة عبد الرحمن قال: "مَرَّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد، قال: فقلت له: كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى؟ فقال: قال أبي: دخلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول الله أيُّ المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفًا من الحصباء فضرب به الأرض، ثم قال: ((هو مسجدكم هذا، مسجد المدينة))، قال: فقلت: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره))24"25، وهذا الحديث مما يستدل به على أنه المسجد النبوي, وسواء كان على القول بأنه مسجد قباء أو المسجد النبوي فكلاهما واقعان في المدينة، وهو دليل على فضل المدينة.

10-    ومن فضائلها أن فيها المسجد النبوي، حيث أن الصلاة فيه تضاعف، وخير من كل صلاة فيما سواه سوى المسجد الحرام؛ لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام))26، وعن جابر – رضي الله عنه -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه))27، ومن خصائص هذا المسجد أنه من المساجد التي يجوز شد الرحال إليها لحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ومسجد الأقصى))28, وكذا وجود الروضة به، وقد قال فيها – عليه الصلاة والسلام – كما أخرج ذلك البخاري عن عبد الله بن زيد المازني – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة))29.

11-    ومن فضائل المدينة أن الدجال لا يدخلها لحديث عن أبي بكرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان))30، وكذلك لا يدخلها الطاعون لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال))31.

هذه بعض فضائل مدينة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – ذكرناها في هذا المقام، ونسأل الله – تبارك وتعالى – أن يجنبنا الزلل في القول والعمل, كما نسأله التوفيق والسداد لكل ما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين.


1 رواه البخاري في صحيحه برقم (1790).

2 رواه البخاري في صحيحه برقم (1708).

3 رواه مسلم في صحيحه برقم (3402) من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -.

4 رواه ابن أبي شيبة في المصنف برقم (32431)؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (3582).

5 رواه البخاري في صحيحه برقم (1782).

6 رواه أحمد بن حنبل في المسند برقم (27145)، وقال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح بطرقه.

7 رواه البخاري في صحيحه برقم (1777)؛ ومسلم برقم (147).

8 عمدة القاري (10/240).

9 سورة التوبة (100).

10 رواه البخاري في صحيحه برقم (3572)؛ ومسلم برقم (75).

11 رواه مسلم في صحيحه برقم (1363).

12 رواه أحمد بن حنبل في المسند برقم (16606)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على قلب في اسم أحد رواته.

13 رواه أحمد بن حنبل في المسند برقم (14860)، وقال شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عياش فمن رجال البخاري، وفي هذا الإسناد انقطاع، فإن زيد بن أسلم لم يسمع من جابر؛ وقال الألباني: رجاله رجال الصحيح في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1213).

14 رواه مسلم في صحيحه برقم (1381).

15 رواه مسلم في صحيحه برقم (1363).

16 رواه مسلم في صحيحه برقم (1374).

17 رواه الترمذي في سننه برقم (3917)؛ وأحمد في المسند برقم (5818)؛ وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (3076).

18 رواه مسلم  في صحيحه برقم(1360).

19 رواه مسلم في صحيحه برقم (1374).

20 سورة التوبة (108).

21 تفسير الطبري (4/476).

22 سنن الترمذي في سننه برقم (3099)؛ والنسائي في سننه برقم (697)؛ وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1176).

23 تفسير القرطبي (8/259).

24 رواه مسلم  في صحيحه برقم (1398).

25 تفسير البغوي (4/95) بتصرف.

26 رواه البخاري في صحيحه برقم (1133)؛ ومسلم في صحيحه برقم (1394).

27 رواه ابن ماجه في سننه برقم (1406)؛ وأحمد بن حنبل في المسند برقم (14735)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح؛ وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (1155)، وفي صحيح الترغيب والترهيب برقم (1173).

28 رواه البخاري في صحيحه برقم (1132)؛ ومسلم في صحيحه برقم (1397).

29 رواه البخاري في صحيحه برقم (1137)؛ ومسلم برقم (1390).

30 رواه البخاري في صحيحه برقم (1780).

31 رواه البخاري في صحيحه برقم (1781)؛ ومسلم في صحيحه برقم (1379).