أهل الحي في الأعياد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
العيد فرحة، وتذكر للماضي السعيد، وأمنية لمستقبل أفضل، وقد جعل الله – تعالى- الأعياد تذكيراً للأمة بنعم الله المتتابعة عليها، ولتكون مشاعر كبيرة من مشاعر الإسلام، ويؤدي الناس فيها عبادات مختلفة، وواجبات متعددة؛ كصلاة العيد، وصلة الأرحام، والأضاحي، والتكبير، والزيارات، وغير ذلك من العبادات التي يحبها الله – تعالى- ويرضاها.
وللعيد في حياة المسلم معنى عظيم، فالعيد محطة يتزود بها المسلم إيماناً وصلاحاً وتغييراً إلى الأفضل في حياته الدينية والدنيوية، في العيد تتغير علاقاته السيئة إلى الأفضل، وتتحسن أخلاقه، وتقوى مشاعره تجاه المسلمين.
وفي العيد تبتهج النفوس، وتنشرح الصدور، وتحل الفرحة بلاد المسلمين كلها، جبالها ووديانها، برها وبحرها، وفي كل بلدة ومنطقة وحارة وقرية من تلك البلاد يحل الأنس والسعادة، وتتغير الحياة من جديد.
وأهل الأحياء يشاركون في هذه الفرحة التي تحل بهم، ولهم في ذلك عبادات وعادات يقومون بها، وينبغي القيام بعدة أمور أيام العيد:
– زيارة أهل الحي للسلام عليهم، وتهنئتهم بالعيد.
– قد يكون في الحي مرضى يحتاجون إلى عيادة وزيارة فينبغي زيارتهم، خاصة من كان منهم من رواد المسجد الذين يعرفهم الإمام.
– دعوة أهل الحي في صباح العيد للخروج إلى المصلى لإقامة صلاة العيد، وسماع الخطبة.
– من الممكن أن يكون هناك اجتماع في أحد بيوت أهل الحي لمجموعة من الشباب المستقيمين تدعيماً للروابط الإسلامية، وتهنئة للجميع بالعيد.
– لا بد من تنبيه الناس إلى قضاء أيام العيد بما يباح، والبعد عن المحرمات التي يقع فيها البعض، كالنظر إلى الأجنبيات سواء في الشوارع والمنتزهات، أو على الشاشات، وسماع الأغاني الماجنة، والاختلاط.. ونحو ذلك، فهذه فرصة للتذكير بذلك.
– تعليم الناس ما يجب عليهم أيام العيد من السنن المشروعة، والواجبات المتحتمة، حتى يكون المسلم على بينة من دينه.
– السعي في التصالح والتسامح بين المسلمين، وخاصة بين من كانت بينهم مشاكل معينة، فالعيد محطة عظيمة لتنقية الأحقاد، وإصلاح ذات البين.
جعل الله – تعالى- أعياد المسلمين فرحة وسروراً وبركة، وأذهب عنهم شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، اللهم أصلحنا وأصلح بنا، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.